غضب شعبي في غزة: ويتكوف جاء لتجميل صورة الاحتلال وسط المجاعة
آخر تحديث: الجمعة 1 أغسطس 2025 - 4:39 م بتوقيت القاهرة
وكالات
أعرب الفلسطينيون في غزة، عن غضبهم من الزيارة التي قام بها المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف إلى مركز المساعدات في رفح.
ورأى المواطنون أن هذه الزيارة محاولة للتغطية على جرائم الاحتلال في تلك المراكز، ومحاولة لتجميل صورة المؤسسة التي كانت سببًا مباشرًا في قتل أكثر من 1320 مواطنًا وإصابة الآلاف، بحسب وكالة "معا" الفلسطينية.
وتجمع العشرات من المواطنين في مدينة غزة تنديدًا بالزيارة. وقال أبو جهاد المصري، مختار بلدة بيت حانون لـ"معا": "العشائر في قلوبها غصة من هذه الزيارة التي ترافقت مع قتل وإصابة العشرات من أبناء الشعب الفلسطيني"، مضيفًا أن طريقة توزيع الطعام لا تحفظ كرامة المواطن الفلسطيني: "نحن لا نتعامل مع هذه المؤسسة، فهي أداة في يد الاحتلال تنفذ سياسته، والجوع ما زال مستمرًا ولم يتغير بعد أشهر من عمل هذه المؤسسة".
من جهته، قال أبو بلال العكلوك، عضو التجمع الوطني للعشائر، إن ويتكوف غير مرحب به في غزة، وإن الزيارة تهدف لتجميل الصورة القبيحة لمراكز المساعدات. وطالب بوضع آلية لتوزيع المساعدات تضمن كرامة المواطن، وتحقق العدالة في التوزيع.
هذا وتواصل الولايات المتحدة الضغط بكل قوتها لإنقاذ إسرائيل وتبرئتها من جرائم الإبادة والتجويع في قطاع غزة. ومن آخر تلك المواقف، تصريح وزير الخارجية الأمريكي روبيو، الذي اعتبر مواقف الدول الغربية من الاعتراف بالحقوق الفلسطينية "جريمة"، مطالبًا هذه الدول – وعلى رأسها بريطانيا – بالتراجع عن اعترافها بفلسطين ووقف العدوان العسكري على غزة، وكذلك جرائم المستوطنين في الضفة الغربية.
ويواصل روبيو وسفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل تبني موقف حكومة نتنياهو فيما يتعلق بالمساعدات، عبر رفض إدخالها وتوزيعها بشكل كامل في قطاع غزة وبطريقة إنسانية، وإصرارهما على أن تكون ضمن الصندوق الأمريكي في رفح، حيث يُقتل يوميًا عشرات الجياع هناك.
وقال روبيو لشبكة "فوكس نيوز" إن الاعتراف بفلسطين هو "مكافأة لحماس" ويضر بمفاوضات التهدئة، دون الإشارة إلى نتنياهو الذي سحب الوفد الإسرائيلي من قطر بعد أن كانت اتفاقية التهدئة في طور الإعلان.
- حماس: نتنياهو انسحب من المفاوضات
في غضون ذلك نقلت صحيفة يديعوت احرنوت عن مصدر مقرب من حماس، مشارك في محادثات إطلاق سراح الاسرى قوله بأنّ "حماس مهتمة بالعودة إلى طاولة المفاوضات، لكنّ الخلافات مع إسرائيل لا تزال واسعة، وكان ينبغي أن تكون أصغر في هذه المرحلة"، كما أكّد أنّ "الخلافات لا تزال قائمة، لكنّ هناك رغبة في المضي قدمًا، إذا توافرت مرونة من الجانبين".
يُذكر أن حماس أعلنت أمس استعدادها لاستئناف المفاوضات فورًا "بعد انتهاء الأزمة الإنسانية والمجاعة في غزة"، وفقًا لبيان الحركة.
وأكدت حماس أن "استمرار المفاوضات في ظل المجاعة يُفقدها معناها، خاصة بعد انسحاب إسرائيل من المفاوضات الأسبوع الماضي دون مبرر، عندما كنا على وشك التوصل إلى اتفاق".
وبحسب المصدر، هناك 3 نقاط خلاف رئيسية، أولها قضية الأسرى، حيث قال المصدر إن "إسرائيل تطالب بالإفراج عن 130 أسيرًا فلسطينيًا محكومًا عليهم بالسجن المؤبد مقابل 10 رهائن إسرائيليين. في المقابل، تطالب حماس بضم ما لا يقل عن 200 أسير محكوم عليهم بالسجن المؤبد إلى الصفقة".
المسألة الثانية تتعلق بصندوق المساعدات الأمريكي GHF. أوضح أنه "بالنسبة لحماس، لا يمكن لـ GHF أن تبقى في غزة. من وجهة نظرهم، هذه القوة شاركت في القتال الذي تسبب في استشهاد أكثر من ألف فلسطيني، وبالتالي لا يمكنها البقاء في أراضي القطاع".
ونشر قوات الاحتلال في غزة هو المسألة الثالثة، وفقًا للمصدر، "تطالب حماس بابتعاد الجيش 800 متر عن المناطق المدنية، بينما تطالب إسرائيل بمنطقة عازلة بعرض 1.5 كيلومتر، مما يعيق التقدم".
بعد محادثات المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف في إسرائيل، تسود أجواء من التشاؤم بشأن فرص التوصل إلى صفقة تبادل أسرى قريبًا. وأفادت مصادر مطلعة بأن إسرائيل ترى صعوبة في دفع حماس لتغيير موقفها والتوصل إلى اتفاق، ما يتطلب مزيدًا من الوقت والصبر، وهو ما تفتقر إليه حاليًا، الأمر الذي يدفع نحو توسيع العمليات العسكرية في غزة.
وأوضح مصدر سياسي إسرائيلي رفيع أن هناك تفاهمًا يتشكل مع الولايات المتحدة على الانتقال من خطة لإطلاق سراح بعض الرهائن إلى خطة لإطلاق سراح جميعهم، بالتوازي مع نزع سلاح حماس والقطاع بالكامل، مؤكدًا: "لن تكون هناك صفقات جزئية أخرى". وفي الوقت نفسه، ستعمل إسرائيل والولايات المتحدة على زيادة المساعدات الإنسانية، بينما يستمر العدوان على غزة.