خبراء: اعتراف أوروبا بدولة فلسطين منعطف في سياساتها تجاه إسرائيل
آخر تحديث: الجمعة 1 أغسطس 2025 - 4:44 م بتوقيت القاهرة
لاهاي / الأناضول
يرى خبراء في العلاقات الدولية أن الإعلانات المتتالية لدول أوروبية وغربية، وعلى رأسها فرنسا وبريطانيا وكندا، عن نيتها الاعتراف بدولة فلسطين، تعكس نهاية الدعم غير المشروط لإسرائيل وحدوث تحول جذري في سياسات تلك الدول بشأن المنطقة.
ووفقا لخبراء تحدثوا لمراسل الأناضول، فإن اعتراف إسبانيا والنرويج وأيرلندا بدولة فلسطين على حدود 1967 في عام 2024، ومن ثم قرار فرنسا المماثل، وإعلان بريطانيا أنها ستعترف بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر إذا لم تستجب إسرائيل لشروط معينة أو توافق على وقف إطلاق النار في غزة، يعد مؤشرًا على تحول في السياسة الأوروبية تجاه إسرائيل.
- أهمية رمزية وسياسية
البروفيسور جون كويجلي، خبير القانون الدولي المتقاعد من جامعة أوهايو الأمريكية، ذكر أن إعلان فرنسا نيتها الاعتراف بفلسطين يحمل أهمية رمزية وسياسية وقانونية كبيرة.
وأوضح كويجلي أن هناك صلة بين قرار فرنسا الاعتراف بفلسطين والإبادة الجماعية في غزة، مشيرًا إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ذكر هذه الصلة صراحة.
من جانبها، شددت الدكتورة لينا الملك، وهي خبيرة في القانون الدولي، على أن اعتراف الدول بفلسطين سيكون له تبعات قانونية.
وقالت إنه "ستكون لدى الدول المعترفة مسئولية بعدم دعم الاحتلال المستمر وانتهاكات القانون الدولي بأي شكل".
وأضافت أن هذه المسئولية موجودة أصلا، ولكن مع الاعتراف بفلسطين كدولة، سيتعين على تلك الدول الوفاء بها بشكل أكثر وضوحًا.
القرار البريطاني "إشكالي"
بدورها، أكدت لارا بيرد-ليكي، الباحثة في الشؤون الخارجية والدفاع بالبرلمان البريطاني، أن نهج لندن في ربط الاعتراف بفلسطين بشروط مسبقة يعتبر إشكاليا.
وقالت إنه "من المهم توضيح ما تقوله الحكومة البريطانية بالضبط، فقد أعلنت بريطانيا أنها ستعترف بفلسطين في سبتمبر، لكنها ربطت ذلك بشروط تتعلق بأفعال إسرائيل".
وأكدت أن "هذا يمنح إسرائيل دورًا رئيسيًا في تحديد ما ستفعله الحكومة البريطانية".
والأربعاء، أطلقت 15 دولة غربية بينها فرنسا، نداء جماعيا للاعتراف بدولة فلسطين ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، نشرته الخارجية الفرنسية على موقعها الإلكتروني.
جاء ذلك عقب "مؤتمر حل الدولتين" الذي عقد في مدينة نيويورك، الاثنين، برئاسة السعودية وفرنسا، واستمر يومين بحضور فلسطين وغياب أمريكي وبمشاركة رفيعة المستوى، لبحث سبل تنفيذ حل الدولتين، ودعم مسار الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية.
وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في 24 يوليو الماضي، أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك خلال سبتمبر المقبل.
والثلاثاء، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في مؤتمر صحفي، إن بلاده ستعترف بدولة فلسطين في سبتمبر المقبل، إذا لم تتخذ إسرائيل "خطوات جوهرية لإنهاء الوضع المروع" بقطاع غزة.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة في قطاع غزة خلفت أكثر من 207 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.
والأربعاء، أعلنت مالطا أنها ستعلن اعترافها رسميا بدولة فلسطين، في سبتمبر المقبل.
وفي 28 مايو 2024، أعلنت إسبانيا والنرويج وإيرلندا اعترافها بدولة فلسطين، تلتها سلوفانيا في 5 يونيو من العام نفسه، ليرتفع الإجمالي إلى 148 من أصل 193 دولة بالجمعية العامة للأمم المتحدة