ماذا دار في اليوم الأول من اجتماع مجموعة العشرين في مصر؟

آخر تحديث: الإثنين 1 سبتمبر 2025 - 8:22 م بتوقيت القاهرة

هايدي صبري​

افتتح السفير راجي الإتربي، الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية لدى مجموعة العشرين ومساعد وزير الخارجية، صباح اليوم الاجتماع الرسمي لمجموعة العشرين الذي تستضيفه مصر خلال الفترة من 1 – 3 سبتمبر 2025، وهو الاجتماع الذي يُعقد لأول مرة منذ تأسيس المجموعة عام 1999 في دولة خارج دولة الرئاسة. وأشار في كلمته إلى تعقد إشكالية أمن الغذاء وأبعادها المتعددة، والتي يعاني منها ملايين الأشخاص على مستوى العالم، ويزيد من حدة تفاقمها ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتنامي حدة الصراعات وتداعيات أزمة تغير المناخ. وأبرز في هذا السياق المجاعة التي تواجه قطاع غزة باعتبارها مأساة إنسانية من صنع البشر، نتيجة سياسة التجويع الممنهجة التي يتم ممارستها على الفلسطينيين، مبرزاً إقرار الأمم المتحدة انتشار المجاعة بالقطاع، داعياً إلى النفاذ الفوري للمساعدات الإنسانية والغذائية إلى القطاع والمتوفرة بالفعل والكفيلة بإنهاء المجاعة في أسرع وقت.

أضاف السفير الإتربي أن مصر تتبنى نهجاً شاملاً لمواجهة تحديات أمن الغذاء سواء على المستوى الوطني أو متعدد الأطراف، يرتكز على معالجة الأسباب الهيكلية لهذه الإشكالية، بما يتطلب إصلاح النظام التجاري متعدد الأطراف والهيكل المالي العالمي ومعالجة معضلة تمويل التنمية وتنامي الفجوة التنموية، إلى جانب إيجاد حلول عادلة ومستدامة للتحديات المتعلقة بندرة المياه وإدارة المياه العابرة للحدود، بالإضافة إلى التحديات الأخرى ذات الصلة ببناء القدرات، بما يشمل الابتكار ونقل التكنولوجيا والرقمنة التي تلعب دوراً محورياً في التحول إلى نظم غذائية مستدامة.

من جانبه، ألقى أحمد كوجك، وزير المالية، الكلمة الرئيسية خلال الجلسة الافتتاحية، أبرز خلالها الأعباء التي تتكبدها الدول النامية، ومن بينها مصر التي تُعد من أكبر الدول النامية المستوردة صافية للغذاء، اتصالاً بأمن الغذاء وتوفير مصادر تمويل التنمية، مشدداً على أولوية تضافر الجهود الدولية لصياغة تحالفات وسياسات داعمة لتعزيز أمن الغذاء في إطار تحقيق التنمية المستدامة.

كما أبرز الجهود التي تبذلها الحكومة المصرية لتعزيز أمن الغذاء على المستوى الوطني، مشيراً إلى تخصيص الحكومة المصرية نحو 20٪ من إيرادات الموازنة العامة لدعم الغذاء سنوياً، بالإضافة إلى توجيه مخصصات مالية لدعم صغار المزارعين، وتعزيز برامج الحماية الاجتماعية مثل «تكافل وكرامة» التي يستفيد منها ملايين المواطنين، وكذلك الارتقاء بالبنية التحتية الزراعية، حيث استعرض المشروعات الكبرى لزيادة مساحة الرقعة الزراعية، مشدداً على الدور الحيوي لمجموعة العشرين في تعزيز أمن الغذاء العالمي، وداعياً الاقتصادات المتقدمة للوفاء بتعهداتها التنموية والتزاماتها بشأن توجيه المساعدات الإنمائية الرسمية للدول النامية والأقل نمواً، بهدف تعزيز قدراتها على تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتوطينها.

تركزت كلمة الفين بوتيس، نائب وزير العلاقات الخارجية والتعاون الجنوب أفريقي، على تنامي أهمية موضوعات الأمن الغذائي وآثارها المتعددة، لاسيما في ظل ما نشهده من أزمات دولية متعددة، على رأسها تصاعد التوترات التجارية والجيوسياسية وتراجع الاهتمام بتمويل التنمية، مبرزاً تقدير الرئاسة الجنوب إفريقية لأهمية اجتماع القاهرة الذي من المنتظر أن يسهم في بلورة حلول مبتكرة وقابلة للتنفيذ لمعالجة جذور إشكالية أمن الغذاء، لافتاً في هذا الإطار إلى أهمية الوثائق التي ستصدر عن اجتماع القاهرة والتي تمثل تتويجاً للمناقشات المعمقة التي تناولتها اجتماعات المجموعة خلال الفترة السابقة.

وسيتم على مدار يومين تناول أبعاد إشكالية أمن الغذاء على كافة المستويات الوطنية والإقليمية والدولية ومتعددة الأطراف، ومن المنتظر أن يتمخض عن اجتماع القاهرة تقرير شامل يتضمن خلاصات حول سياسات وقواعد تنظيمية تربط الاستراتيجيات العالمية والإقليمية ودون الإقليمية الخاصة بأمن الغذاء، بالإضافة إلى صياغة مبادئ وسياسات تنفيذية طوعية رفيعة المستوى حول تقنيات استقرار أسعار السلع الغذائية، وكذلك الانتهاء من التفاوض حول نص البيان الوزاري، المقرر اعتماده خلال الاجتماع الوزاري لمجموعة عمل الأمن الغذائي يوم 19 سبتمبر 2025، وإدراجه ضمن الوثائق التي ستصدر عن قمة المجموعة المنتظر عقدها في جوهانسبرج يومي 22 و23 نوفمبر 2025.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved