الشقيقان الكركي.. نموذج لتنكيل جيش الاحتلال الإسرائيلي بأطفال فلسطين

آخر تحديث: الأربعاء 1 أكتوبر 2025 - 11:00 ص بتوقيت القاهرة

الخليل / الأناضول

لم يعد الطفل الفلسطيني عبد الفتاح الكركي، ابن البلدة القديمة بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، قادرا على اللهو في حيه الذي اعتاد عليه بعد أن تعرض للتنكيل من قبل جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي.

الجيش الإسرائيلي احتجز عبد الفتاح (7 أعوام) وشقيقه محمد (5 أعوام) عندما كانا يلهوان في حي عين العسكر بالبلدة القديمة، بحسب ما روى للأناضول.

وببراءة ممزوجة بخوف، قال: "الجنود أمسكوا بنا وقالوا إننا دخلنا عليهم (أحد البيوت التي يسيطر عليها الاحتلال)، وحققوا معنا.. كنا نبكي حتى وصلت أمي وأخي"، مضيفا أن القوات الإسرائيلية اقتحمت منزلهم فيما بعد.

وعبر الطفل الفلسطيني عن خوفه من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي ومن اللهو في الحي، وأردف: "أخاف أن أخرج مرة أخرى ويعتقلوني أو يضربونني".

الحال ذاته، يعيشه شقيقه محمد الذي قال: "كنا نلعب عند البلدية وقدم الجيش وقاموا باستفزازنا"، مضيفا: "الجيش لا يريد أن نلعب في الحارة، أخاف أن يعتقلوني".

ووفق ما وثّق ناشط فلسطيني، احتجز جيش الاحتلال الإسرائيلي الطفلين بالبلدة القديمة في مدينة الخليل، بدعوى "التجسس"، رغم حالة الهلع التي ظهرا بها، قبل أن يفرج عنهما بعد تدخل الأهالي وناشطين أجانب.

احتجاز غير مبرر

الناشط بدر التميمي، أحد سكان حي "عين العسكر" قرب المسجد الإبراهيمي، قال إن قوة الجيش الإسرائيلي "احتجزت الطفلين مساء الاثنين لنحو نصف ساعة بدعوى التجسس على منزل استولى عليه مستوطن".

وذكر أن الطفلين "أصيبا بحالة من الهلع والبكاء بينما كان الجنود المدجّجون بالسلاح يحتجزونهما".

وتساءل مستنكرا: "كان الأطفال يلهون في حيهم، وبهذا العمر ماذا يمكن أن يرتكبوا؟!"، وتابع موضحا: "الاحتلال تعمد أن يترك أثرا في نفسية الأطفال".

وأشار التميمي إلى أن "القوات (الجيش) أفرجت عن الطفلين بعد تدخل الأهالي ونشطاء أجانب، لكن الطفلين الآن يعيشان حالة من الخوف".

وأوضح: "هناك أعمال ترميم ينفذها الاحتلال لمنزل استولى عليه قبل فترة وجيزة، الأطفال وبدون وعي وقفا أمام المنزل بينما كان الباب مفتوحا، الأمر الذي ادعاه الاحتلال تجسسا".

وعبّر التميمي من استغرابه من "التهمة لطفلين دون سن السابعة".

وتخضع الأحياء الفلسطينية في البلدة القديمة من الخليل بما فيها المسجد الإبراهيمي لحصار مشدد منذ بدء إسرائيل بالإبادة الجماعية بقطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، بما في ذلك فرض قيود على التنقل وحظر التجول أغلب الأيام.

وبموازاة الإبادة بقطاع غزة، قتل الجيش الإسرائيلي ومستوطنون بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما لا يقل عن 1048 فلسطينيا، وأصابوا نحو 10 آلاف و300، إضافة لاعتقال أكثر من 19 ألفا بينهم 400 طفل، بحسب معطيات فلسطينية رسمية.​​​

تجربة مرعبة

بدوره، وصف الباحث في الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال – فرع فلسطين (مستقلة)، عايد أبو قطيش، ما عاشه الطفلين "الكركي" بأنه "تجربة مرعبة".

وأضاف للأناضول: "إسرائيل تنتهك كل المواثيق الخاصة بالأطفال وحقهم في العيش والتعليم والحركة، تعتقل وحتى تطلق النار دون أي مسؤولية".

وتابع: "رغم أن القانون الإسرائيلي لا يجيز مساءلة أي قاصر دون سن 12 عاما، إلا أن هناك عديد الحالات التي تم توثيقها لاحتجاز أطفال لساعات وإخضاعهم للتحقيق".

وأكمل أبو قطيش: "تجربة الكركي نموذج لممارسات الجيش الإسرائيلي بحق الأطفال".

وذكر أن الحركة وثقت قصف الجيش الإسرائيلي منزلا في محافظة جنين في الأشهر الأخيرة، كان بداخله طفلين اعتقلهما فيما بعد لساعات قبل أن تفرج عنهما.

وتابع: "مر الطفلان بتجربة قاسية من الخوف والرعب لساعات".

وقال إن عملية الاحتجاز للأطفال متكررة من قبل الجيش في كافة أنحاء الضفة الغربية".

وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 66 ألفا و97 شهيدا و168 ألفا و536 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 453 فلسطينيا بينهم 150 طفلا.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved