لماذا ينجو سكان المدن من السرطان أكثر من سكان القرى؟

آخر تحديث: الأربعاء 1 أكتوبر 2025 - 1:55 م بتوقيت القاهرة

سوزان سعيد

يكثف الأطباء أبحاثهم ودراساتهم لاكتشاف علاجات جديدة لأنواع السرطان المختلفة، أو حتى بمعرفة أسبابه للوقاية منها، ومن ثم الحد من الإصابة به، ولكن هل خطر ببالك في أحد الأوقات، أن يكون للسرطان علاقة بمحل الإقامة؟، هذا ما كشفت عنه دراسة جديدة أجراها باحثون في الجمعية الأمريكية للسرطان (ACS، فما العلاقة بين مكان معيشة الشخص والإصابة بالأورام الخبيثة؟، يجيب التقرير التالي على هذا السؤال، وفقًا لموقع CNN

حلل الباحثون البيانات حسب المرحلة عند التشخيص بشأن فرص البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات وتلقي جراحة السرطان والعلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي لجميع سرطانات الرئة والثدي لدى النساء والبروستاتا وسرطان القولون والمستقيم التي تم تشخيصها في الفترة من 2015-2021، لدى الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 15 عامًا فأكثر من سجلات المراقبة والوبائيات والنتائج النهائية "SEER" التابعة للمعهد الوطني للسرطان "NCI".

تشمل مراحل السرطان عند التشخيص المرحلة الموضعية التي لايزال الورم في مكانه الذي نشأ فيه، والإقليمية، والتي تعني أن الأورام بدأت تنتشر في الأماكن القريبة من العضو الذي تكون فيه، ثم المرحلة البعيدة، والتي يكون السرطان قد انتشر في أنحاء الجسم المختلفة.

 

-المناطق الريفية أقل فرصة للنجاة من السرطان

أظهرت نتائج الدراسة أن معدل البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات من السرطان في المرحلة الموضعية والمرحلة الإقليمية والمرحلة البعيدة كان أقل في المناطق الريفية منه في المناطق الحضرية لدى كل من السود والبيض بنسبة 2:5 و3:7%، وكان أقل لدى السود مقارنة بالأشخاص البيض عبر فئات الحضر بنسبة 1:2 و7 و4:7% على التوالي.

غالبًا ما كان معدل البقاء على قيد الحياة حسب المرحلة لأنواع السرطان المُقيّمة أقل لدى السود منه لدى البيض، وخاصةً في سرطان الثدي وسرطان القولون والمستقيم.

وكان معدل تلقي جراحة السرطان في معظم أنواع السرطان المُقيّمة وفي فئات المناطق الحضرية أقل لدى السود منه لدى البيض، على سبيل المثال، بنسبة تراوحت بين 6 :9% في المرحلة الموضعية، وبنسبة تراوحت بين 7 :8% في سرطان الرئة في المرحلة الإقليمية.

وتفاوت معدل تلقي العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي باختلاف السرطان ومرحلته والمنطقة الحضرية.

 

-تدني مستوى الرعاية الصحية

قال الدكتور فرهاد إسلامي، المدير العلمي الأول لأبحاث التفاوت في الإصابة بالسرطان في الجمعية الأمريكية للسرطان والمؤلف الرئيسي للدراسة: "إن انخفاض معدلات البقاء على قيد الحياة لسرطانات المرحلة نفسها عند التشخيص في المناطق الريفية  يعكس إلى حد كبير التفاوت في تلقي الرعاية الصحية اللازمة لمقاومة السرطان، بسبب عدم المساواة في الحقوق الصحية والاجتماعية، بما في ذلك عدم تسجيل الأشخاص في برامج التأمين الصحي، مشددًا على أهمية حصول الفئات المهمشة تاريخيًا على رعاية جيدة لمرض السرطان لتخفيف حدة التفاوت".

وأضاف إسلامي "أننا بحاجة إلى مزيد من الأبحاث بشأن التدخلات الرامية إلى التخفيف من التفاوت في علاج ورعاية السرطان والعوامل الاجتماعية المساهمة".

 

-رعاية صحية عادلة وسريعة

قالت ليزا أ. لاكاس، رئيسة شبكة عمل مكافحة السرطان التابعة للجمعية الأمريكية للسرطان "ACS CAN"، وهي الجهة المناصرة التابعة للجمعية الأمريكية للسرطان: "لا ينبغي لمكان إقامة الشخص أن يُحدد ما إذا كان سيعيش أم لا". وأضافت: "تُقدم هذه الدراسة دليلاً إضافياً على أهمية الحصول على رعاية صحية عالية الجودة وبأسعار معقولة وفي الوقت المناسب لتحقيق نتائج صحية أفضل وتقليل التفاوت في معدلات الإصابة بالسرطان.

وأضافت، "ينبغي التغلب على العوائق الجديدة أو قوائم الانتظار الطويلة من أجل الحصول على خدمات الوقاية من السرطان أو فحصه أو علاجه، لذا يجي حث المشرعين وصناع القرار على دعم زيادة تمويل برامج الوقاية من السرطان والكشف المبكر عنه في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، بالإضافة إلى زيادة الإعفاءات الضريبية للرعاية الصحية قبل نفاذ الوقت، لتخفيف عبء السرطان على الجميع".

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved