الدخول بالجوارب فقط.. شركات بريطانية تتجه إلى خلع الأحذية داخل صالة العمل: يحفز على الإبداع

آخر تحديث: الأربعاء 1 أكتوبر 2025 - 2:13 م بتوقيت القاهرة

سلمى محمد مراد

في مشهد غير مألوف في بيئة العمل التقليدية، بدأت بعض الشركات الناشئة في المملكة المتحدة تبني سياسة جديدة تقوم على خلع الأحذية عند دخول المكتب والاكتفاء بالجوارب أو النعال الخفيفة، ورغم بساطة الفكرة، إلا أنها تستند إلى هدف واضح وهو خلق أجواء أكثر راحة وإبداعًا في وقت تتزايد فيه الضغوط والإرهاق المهني.

من وادي السيليكون إلى لندن

وبحسب صحيفة الجارديان البريطانية، وجدت هذه الفكرة طريقها إلى بعض المكاتب البريطانية، وهي مستوحاة من ثقافة الشركات الناشئة في وادي السيليكون، حيث المكاتب غالبًا خالية من الأحذية مثلما هي مليئة بمشروبات الكومبوتشا.

وطبقت ناتالي جيمس، مؤسسة شركة helloSKIN للعناية بالبشرة، العام الماضي سياسة الجوارب فقط داخل مقر شركتها وتوضح أن المكاتب بطبيعتها بيئات مرهقة، فإذا كان خلع الحذاء يُشعرك بالراحة ويحفز الإبداع، فهذا أمر منطقي.

لكن الأمر ليس بلا ضوابط؛ فالجوارب يجب أن تكون نظيفة وخالية من الثقوب، ولا يسمح بالسير حفاة القدمين، بينما تظل الأحذية إلزامية في المطابخ والحمامات.

فوائد عملية وحسية

ويرى بعض المديرين التنفيذيين أن لهذه الخطوة آثارًا إيجابية، مثل جاري براينز، الرئيس التنفيذي لشركة Tao Climate، يقول إن المكاتب غالبًا بيئات جامدة ومملة، وإن أي إجراء يجعلها أكثر ترحيبًا يعود بالنفع على الموظفين والإنتاجية.

أما أندي هاج، الرئيس التنفيذي لشركة Tech West Midlands، فيعتبر خلع الأحذية ضرورة شخصية، موضحًا أن ارتداءها يجعله يشعر بالانفصال عن الأرض ويقلل من تركيزه.

جدل وانتقادات

رغم هذه الآراء الإيجابية، هناك من يرفض الفكرة، مثل آرون أسادي، الرئيس التنفيذي لمنصة Enterprise Nation، الذي يرى أن التركيز على ثقافة الجوارب ليس أولوية، مؤكدًا أن الأهم هو الأدوات التعاونية وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي.

كما حذر البروفيسور مصطفى أوزبيلجين، من جامعة برونيل في لندن من تبعات اجتماعية، منها احتمالية فرض ضغوط إضافية على النساء فيما يتعلق بمظهرهن، بالإضافة إلى وجود فجوة بين الأجيال؛ إذ قد يرى الشباب أن خلع الأحذية دليل على الإبداع، بينما يعتبره الأكبر سنًا سلوكًا غير مهني.

ما بعد الشركات الناشئة

لم تتوقف الظاهرة عند حدود المكاتب الحديثة، ففي مؤسسة Delapré Abbey التاريخية بنورثامبتون، تقول أماندا نيكولز، نائبة الرئيس التنفيذي، إنها تعمل غالبًا بدون حذاء حتى في الهواء الطلق، مؤكدة أن ذلك يمنحها حرية أكبر في الحركة، لدرجة أن فريقها بدأ يتبع خطواتها.

خطوة صغيرة نحو بيئة مختلفة

رغم الجدل المثار، فإن التوجه الجديد يعكس تحولًا أوسع في الاهتمام براحة الموظفين وصحتهم النفسية، وبينما قد لا تنتشر هذه السياسة في جميع المكاتب البريطانية قريبًا، فإنها تمثل محاولة لإعادة التفكير في شكل بيئة العمل، وربما فتح الباب أمام ممارسات جديدة توازن بين الراحة والإنتاجية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved