التوحد بين الوراثة والبيئة.. رحلة العلم لفك شفرة الغموض

آخر تحديث: الجمعة 2 مايو 2025 - 6:28 م بتوقيت القاهرة

إعداد: ليلى إبراهيم شلبي

يظل التوحد إحدى المشكلات التى يحار فى فهمها الطب والأطباء ربما لتلك الحيرة التى تلازم أسباب نشأته. الملاحظة الدقيقة ورصد سلوكيات الطفل فى المجتمعات الغربية تجعل من تشخيص التوحد أمرا ميسورا الآن لذا يبدأ علاج الأطفال مبكرا مما يحمل أملا كبيرا فى تحسين أحوالهم وربما شفاؤهم فى حالات معينة أما فى البلاد النامية فما زال التوحد مرضًا غير مفهوم لأسرة الطفل المصاب به الأمر الذى يدفع الأفراد المحيطين به لإيذائه عن غير عمد. الأم التى تحمل مسئولية الأسرة وهمومهما لا يتسع صدرها بالطبع لما تراه انحرافا فى طباع الابن الذى لا يجيد التعبير عن نفسه ولا يرحب باللعب مع من هم فى مثل سنه ولا يبتهج إطلاقا لمداعبات الكبار ولا يبدى أى رغبة فى تقبيله أو الاقتراب منه. دائم العزلة يبدأ بفعل ما يظل يكرره بلا هوادة يدور حول نفسه مرات ومرات يضرب رأسه بعتبة فى الحائط إنه بلا شك فى نظر الجميع الطفل العدوانى متبلد المشاعر الانطوائى غريب الأطوار.
أمكن للعلم تشخيص ظاهرة التوحد وتأكد وجود عنصر وراثى فيها حينما اكتشفت الجينات التى يحملها الطفل المتوحد لكن ذلك لم يكن كافيًا إذا عزا العلم التوحد إلى أسباب أخرى قد تأتى مجتمعة أو فرادى. من تلك الأسباب نقص فى مفردات غذائية مثل فيتامين ب وحامض الفوليك أو ربما كما أشارت بعض الدراسات كأثر غير مرغوب فيه إثر التطعيمات التى يجب أن يتحصن بها الطفل فى مستهل حياته.
اليوم تتكشف حقائق جديدة تشير إلى أن هناك عوامل بيئية لها أثر أيضا قد لا يقل عن أثر الموروثات الجينية.
فى دراسة حديثة نشرت على الشبكة الإلكترونية وتنشرها المجلة العلمية ملفات علم النفس العام فى نوفمبر المقبل: Archives of Generol Psvhiatry تشير الدراسة التى جرت فى كلية طب ستانفورد العريقة إلى أن هناك عوامل بيئية أخرى لا يجب إغفالها فى تحديد أسباب التوحد الذى يعانى منه الآن بدرجات مختلفة ١٪ من مواليد الولايات المتحدة وكندا.
عمر الأم وقت الحمل، تعدد مرات الحمل، وزن الطفل وقت ميلاده إذا ما كان أصغر من الوزن الطبيعى، تعرض الطفل لأدوية تتناولها الأم أثناء فترة الحمل، تعرض الأم للعدوى أثناء الحمل، إذا ما كانت الأم تخضع لعلاج الاكتئاب أثناء الحمل خاصة بالمجموعة الجديدة من مضادات الاكتئاب ومنها أدوية اليروزاك، السيلكا، الليكسابرو، الزلوفت.
قامت الدراسة التى تعد الأكبر من نوعها على دراسة حوالى ١٩٢ حالة من التوائم. فى كل توءم منهما طفل تم تشخيصه كحالة كلاسيكية للتوحد الأمر الذى يجعل من دراسة الطفلين معا دراسة نموذجية للظروف البيئة التى تم فيها الحمل والولادة والتربية فى آن واحد.
فى نهاية الأمر هى بلاشك خطوة ثابتة على طريق تحديد العوامل المسببة لذلك المرض الذى يترك أثره على حياة المريض الاجتماعية ومستقبله أيضا على حياة كل من يشاركه أيامه خاصة والديه.
معرفة الأسباب كفيلة بتفاديها الأمر الذى ينعكس على معدلات الإصابة بالتوحد وما يسببه من متاعب قد تمتد بطول العمر.


كلمة للصفحة:


لمن يهتمون بقضية التوحد فى بلادنا وأظنهم كثيرون يمكن متابعة الفيلم الأول الذى أنتجته مؤسسة Seasame


على الرابط التالى:


Seasamestreet‪.‬orglautism ‪(‬http‪:‬ ‪//‬Seasamestreet‪.‬ orgdlautism‪)‬‬‬‬‬‬‬

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved