علماء يكتشفون تحنيط جثة كاهن نمساوي بطريقة غير متوقعة.. ما القصة؟

آخر تحديث: الجمعة 2 مايو 2025 - 8:39 م بتوقيت القاهرة

منار عبدالسلام

كشف عدد من الباحثين، طريقة تحنيط وحفظ جثة قس نمساوي من القرن الـ18، وقالوا: إن الجثة تم تحنيطها بطريقة غير متوقعة فجدارها لم يفتح بعد، لذا كان المدخل الوحيد المُمكن هو المستقيم"، مُؤكدين أن هذا يختلف تمامًا عن طرق التحنيط المعروفة سابقًا، بما في ذلك تلك التي تعود إلى مصر القديمة.

وفي مقال نُشر في مجلة "فرونتيرز إن ميديسين"، أفاد نيرليش وزملاؤه بأن المومياء خضعت سابقًا لفحص خارجي، ودُرست بالأشعة السينية، بالإضافة إلى فحوصات أخرى، ورغم أن الأشعة السينية لم تكتشف عن وجود حشو داخلي، إلا أنها أوضحت عن وجود هيكل دائري داخل الأمعاء السفلية اليسرى للمومياء، مما أدى إلى شائعات بأن صاحبها قد مات بعد ابتلاعه كبسولة سامة، وذلك فقا لصحيفة الجارديان البريطانية.

وخلال عملية تجديد حديثة للمقبرة، حصل نيرليش وزملاؤه على موافقة لإجراء تشريح جزئي، وفحوصات بالأشعة المقطعية، وتحاليل أخرى، واكتشف الباحثون أن المومياء التي تتمتع بجسم علوي محفوظ جيدًا، ولكن بها تحلل في الوجه والساقين والقدمين، هي لرجل، على الأرجح يتراوح عمره بين 35 و45 عامًا، حيث يشير تأريخ الكربون المشع لعينة من الجلد إلى أنه توفي بين عامي 1734 و1780.

لطالما أحاطت الشكوك بجسم مومياء مُحنّط محفوظ في سرداب كنيسة القديس توماس أم بلازنشتاين، وسُجّلت شائعات بأن البقايا هي جثة قس أرستقراطي، فرانز زافير سيدلر فون روزنيج، محفوظة بشكل طبيعي، توفي عام 1746 عن عمر يناهز 37 عامًا، مما أكسب المومياء لقب "القسيس المجفف بالهواء".

ويقول الخبراء الآن، إنهم اكتشفوا أن الجثة كانت محنطة، مؤكدين أن تجاويف البطن والحوض كانت مليئة برقائق الخشب، والأغصان المفتتة، وأقمشة مثل القنب والحرير، وكلوريد الزنك - وهي مواد كانت تمتص السوائل داخل الجسم.

وأوضح الدكتور أندرياس نيرليش، أخصائي علم الأمراض في جامعة لودفيغ ماكسيميليان في ميونيخ بألمانيا والمؤلف الرئيسي للدراسة، أن هذا الاكتشاف كان مفاجئًا، كما لاحظ الفريق أن هذه الرؤى تتوافق مع ما هو معروف عن سيدلر، مضيفًا أن تحليل عينات العظام والأسنان والجلد كشفت أن نظام الرجل الغذائي كان متوافقًا مع نظام القسيس، كونه غنيًا بالمنتجات الحيوانية وأنواع الحبوب من أوروبا الوسطى.

وكما هو متوقع لرجل دين يعيش حياة سهلة، لم تظهر على الهيكل العظمي أي علامات إجهاد، بينما أظهرت الجثة أدلة على ظهور أورام في إبهام القدم.

أما بالنسبة لـ"الكبسولة السامة"، فقد اكتشف الباحثون أن الجسم كان يشبه خرزة زجاجية واحدة -تشبه تلك المستخدمة في المسابح- ربما دخلت الجسم كزينة على القماش المستخدم في الحشو.

وأضاف الفريق أن سبب وفاة سيدلر كان على الأرجح نزيف حاد في الرئتين نتيجة مرض السل، مع ظهور علامات المرض على الجسم.


مع ذلك، لا يزال سبب تحنيط سيدلر غير واضح، فبينما قال الفريق إن الأدلة تشير إلى أنه تم ذلك لتجنب انتشار العدوى بالميازما - أو "الهواء الفاسد"، أشار نيرليش إلى تفسير محتمل آخر وهو أن سيدلر حُفظ لنقله إلى دير والدهوزن، مسقط رأسه.

وقال نيرليش: "هذه أول حالة موثقة بهذا النوع من التحنيط، لذلك ليس لدينا أدنى فكرة عن عدد مرات إجراء هذا النوع من التحنيط أو مكانه، مع أننا نفترض أن هذا النوع من "الحفظ قصير الأمد" استُخدم أكثر بكثير مما نتوقعه في هذه الحالة".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved