رئيس وزراء فرنسا الأسبق: تقدم اليمين المتطرف في استطلاعات الرئاسة إنذار سياسي لمستقبل البلاد

آخر تحديث: الأحد 2 نوفمبر 2025 - 11:07 م بتوقيت القاهرة

هايدي صبري

كشف استطلاع حديث في فرنسا أن حزب "التجمع الوطني" (يمين متطرف) قد يتصدر الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية المقبلة بفارق كبير، الأمر الذي دفع رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق دومينيك دو فيلبان إلى إطلاق تحذير شديد اللهجة، مؤكدًا أن هذا التقدّم ليس مجرد أرقام انتخابية، بل إنذار حقيقي ومخاطرة سياسية تهدد مستقبل البلاد.


اعتبر رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق دومينيك دو فيلبان أن التوقعات التي تشير إلى إمكانية تصدر حزب "التجمع الوطني" الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية تمثل "إنذارًا" و"خطرًا على بلادنا".

وقد أظهر استطلاع أجراه معهد "إيلاب" لصالح "بي.إف.إم" التلفزيونية الفرنسية وصحيفة La "لا تريبين دو ديمانش" ونشر يوم الأحد أنه في حال أجري الدور الأول من الانتخابات الأحد القادم، فسيكون التجمع الوطني في المقدمة بفارق واضح.

وقال دو فيلبان، خلال استضافته على قناة "بي.إف.إم التلفزيونية الفرنسية هذا الأحد: "يجب أخذ هذا الاستطلاع على محمل الجد، إنه إنذار".

وبحسب السيناريوهات المختلفة التي تضمنها الاستطلاع، سواء كانت مرشحة الحزب مارين لوبان أو رئيسه جوردان بارديلا، فإن "التجمع الوطني" سيحصل على نحو 35% من نوايا التصويت.

"حركة تستغل الخوف"

وأضاف دو فيلبان: "كيف يمكن أن يكون الوضع مختلفًا؟ عندما نرى المشهد المؤسف للطبقة السياسية، وعدم الاستقرار الحكومي، ونقاشًا موازنيًا يشبه معركة على فروة رأس. الفرنسيون يشعرون بالضيق".


وأوضح أن الفرنسيين يتجهون نحو "الحزب الذي يبدو لهم حزب الاستقرار"، ومع ذلك يرى أن الحزب "يلعب على الخوف أكثر مما يمتلك من قدرة حقيقية على إصلاح البلاد".

وتابع: "إنه يلوح بفكرة الاستبدال الكبير مثل باقي أحزاب اليمين المتطرف، لكن الخطر الحقيقي الذي يهددنا هو الاستسلام الكبير. الخطر الأكبر هو أن تتحول دولتنا، وهي في صميم الحياة العامة، إلى دولة هوية وأمن وسلطوية".

ورغم اعترافه بأن "التجمع الوطني نجح في تحسين صورته"، إلا أنه أكد معرفته بـ"ثقل الإرث السياسي والتقاليد داخل الأحزاب" مشيرًا إلى أن "الطبيعة تعود دائمًا إلى أصلها".


وخلال حديثه، أشار دو فيلبان إلى أن جزءًا من الطبقة السياسية قد "تنازل عن السد الرئيسي" وهو رفض التحالف مع التجمع الوطني.

وقال: "جاك شيراك وكل الذين، على مدى الجمهورية الخامسة، ناضلوا ضد أفكار التجمع الوطني أو الجبهة الوطنية، لم يتخيلوا يومًا إمكانية التراجع أو المقايضة في هذا المبدأ".

وتطرق إلى اعتماد الجمعية الوطنية (البرلمان)، الخميس الماضي، لمقترح قرار قدمه التجمع الوطني يهدف إلى إدانة اتفاقيات 1968 بين فرنسا والجزائر، موضحًا أن النص لم يصوّت عليه التجمع الوطني فقط، بل أيضًا نواب حزب الجمهوريين الحاضرين ونواب حزب "آفاق" التابع لإدوار فيليب.

وأكد دو فيلبان أنه "لم يكن ليصوت" على هذا القانون الذي "يحمل طابعًا رمزيًا بالأساس".

وأضاف: "هو لا يغير شيئًا جوهريًا، لكنه يكشف عن تخلي جزء كبير من النخبة السياسية.

وتابع: "إنه يدل على أن هذه الطبقة غير مستعدة لشن المعركة ضد الخطر الأكبر على البلاد: احتمال فوز التجمع الوطني".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved