إبراهيم محلب: نقل تمثال رمسيس الثاني كان تحديا استثنائيا وأحد فصول ملحمة المتحف الكبير

آخر تحديث: الأحد 2 نوفمبر 2025 - 6:21 ص بتوقيت القاهرة

قال المهندس إبراهيم محلب، رئيس وزراء مصر الأسبق ورئيس شركة المقاولون العرب الأسبق، إن اختيار موقع المتحف المصري الكبير يعود إلى أوائل التسعينات، وجاء بقرار من وزير الثقافة الأسبق الدكتور فاروق حسني، والرئيس الأسبق حسني مبارك، بعد دراسات مستفيضة، موضحًا أن الموقع الذي اختير للمتحف كان يشغل آنذاك معهد التدريب الفني التابع لشركة المقاولون العرب.

وأضاف محلب، خلال مداخلته الهاتفية على قناة "النهار" ضمن التغطية الخاصة لافتتاح المتحف المصري الكبير، أنه كان يشغل حينها منصب نائب رئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب، مشيرًا إلى أن تسليم الموقع للبدء في المشروع شكّل خطوة محورية في مسيرة الإنجازات القومية الكبرى التي شهدتها مصر خلال تلك الفترة، مثل مشروع مكتبة الإسكندرية.

واستعرض محلب أبرز التحديات الهندسية التي واجهت المشروع، موضحًا أنه في عام 2004 تلقى اتصالًا من الدكتور فاروق حسني، وزير الثقافة، والدكتور زاهي حواس، عالم المصريات، للمشاركة في عملية نقل تمثال رمسيس الثاني. وأوضح أن التمثال يزن نحو 83 طنًا ويبلغ ارتفاعه 11 مترًا، وكان التحدي الأكبر يتمثل في نقله واقفًا دون أن يتعرض لأي ضرر.

وأشار إلى أنه تم تشكيل فريق من أفضل المهندسين والمقاولين في مصر لوضع خطة دقيقة تضمن سلامة التمثال، لافتًا إلى أن الدكتور أحمد حسين، أستاذ الميكانيكا، صمّم هيكلًا معدنيًا يشبه القفص ليحيط بالتمثال ويوفر له الحماية أثناء النقل. وأضاف أن الفريق أجرى ثلاث تجارب عملية قبل تنفيذ النقل الفعلي باستخدام الماسورات والمعدات الثقيلة للتأكد من نجاح العملية.

وأكد محلب أن عملية نقل تمثال رمسيس الثاني كانت تجربة هندسية استثنائية أصبحت فيما بعد رمزًا للمتحف المصري الكبير، ودليلًا على قدرة المصريين على مواجهة التحديات وتحقيق إنجازات تُخلّد في التاريخ.

وشهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، مساء السبت، افتتاح المتحف المصري الكبير، في حدث عالمي يُعد علامة فارقة في تاريخ الثقافة والحضارة الإنسانية.

ويُشارك في حفل الافتتاح 79 وفدًا رسميًا، بينهم 39 وفدًا برئاسة ملوك وأمراء ورؤساء دول وحكومات، بما يعكس اهتمام المجتمع الدولي بالحضارة المصرية العريقة ودورها الثقافي والإنساني المتفرد.

ويُعد المتحف المصري الكبير أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، إذ يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، أبرزها المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون التي تُعرض لأول مرة مجتمعة. ويمتد المتحف على مساحة تقارب 500 ألف متر مربع، أي ما يُعادل مساحة 70 ملعب كرة قدم أو ضعف مساحة متحف اللوفر، ليصبح أحد أضخم وأبرز المشاريع الثقافية في العالم.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved