لمنع وصولها إلى غزة.. تقارير تكشف علاقة إسرائيل بالهجوم على سفينة أسطول الحرية
آخر تحديث: السبت 3 مايو 2025 - 4:45 م بتوقيت القاهرة
رُصدت طائرة عسكرية إسرائيلية تحلق فوق مالطا قبل ساعات فقط من إعلان "تحالف أسطول الحرية" عن تعرّض سفينة مساعدات إنسانية، تابعة له وكانت متجهة إلى غزة، لهجوم بالطائرات بدون طيار (درون) في المياه الدولية قبالة سواحل الجزيرة، على ما أفادت وسائل إعلام محلية.
وعقدت لجنة الأمن البحري في مالطا اجتماعاً عاجلاً، الجمعة، لمناقشة الحادث الذي وقع على متن سفينة متجهة إلى غزة قبالة مالطا، والذي ألقى ناشطون باللائمة فيه على هجوم طائرات بدون طيار (درون).
وغادرت الطائرة، وهي من طراز C-130 Hercules إسرائيل، الخميس، وقضت أكثر من 3 ساعات داخل المجال الجوي في مالطا قبل أن تعود إلى إسرائيل، وفقاً لبيانات وثقها موقع ADS-B Exchange لتتبع رحلات الطيران، والتي أكدتها بشكل مستقل كلٌ من صحيفة "تايمز أوف مالطا" و"مالطا توداي".
وأفادت تقارير بأن الطائرة الإسرائيلية حلّقت على ارتفاع منخفض نسبياً يبلغ نحو 5 آلاف قدم، قبل أن تُجري سلسلة مناورات فوق "ضفة هورد" شرق الجزيرة، وهي نفس المنطقة التي أطلقت فيها سفينة "كونشنس" نداء استغاثة، ثم عادت الطائرة إلى إسرائيل بعد نحو 7 ساعات، بحسب بيانات تتبع الرحلات الجوية.
وتشير معلومات حصلت عليها صحيفة "مالطا توداي" إلى أن الطائرة الإسرائيلية هي من طراز KC 130 H Hercules برقم تسجيل 4X FBZ/545، استخدمها "السرب 131" التابع لسلاح الجو الإسرائيلي، إذ يتمركز السرب في قاعدة "نيفاتيم" الجوية جنوب إسرائيل.
وحتى الآن لم يُثبت رسمياً وجود صلة مباشرة بين الطائرة العسكرية الإسرائيلية، والهجوم المُبلغ عنه على سفينة المساعدات، ولم تعلق إسرائيل على الواقعة بشكل رسمي.
ويُعتقد أنه لم يتم تلقي أي إخطار رسمي من إسرائيل بشأن الرحلة العسكرية، وهو أمر متوقع عادةً من الطائرات العسكرية الأجنبية التي تدخل منطقة معلومات الطيران (المجال الجوي) في مالطا، بحسب موقع "الشرق" الإخباري.
اجتماع أمني واتهامات لإسرائيل
وذكرت الصحيفة أن لجنة الأمن البحري في مالطا (MMSC)، التي تضم مسؤولين رفيعي المستوى، بينهم مسؤولون من الشرطة وجهاز الأمن، ووزارات الداخلية والنقل والخارجية عقدت اجتماعاً عاجلاً، الجمعة، لمناقشة الحادثة.
وقال وزير الداخلية بايرون كاميليري لصحيفة "تايمز أوف مالطا" إن اللجنة عقدت اجتماعين الجمعة مع ورود تفاصيل الحادثة، وعلى الرغم من عدم إعلان أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، أشار الكثيرون إلى إسرائيل بأصابع الاتهام.
عندما سُئل عما إذا كانت الحكومة تبحث في احتمال تورط إسرائيلي، أجاب كاميليري: "على اللجنة التحقيق في كل شيء".
وأكد الوزير أن السلطات المالطية قدمت مساعدة فورية للسفينة من خلال القوات المسلحة المالطية وسلطات النقل. ولا تزال سفينة إنقاذ مالطية متمركزة بالقرب من الأسطول على بُعد 14 ميلاً بحرياً من الجزيرة.
وأفاد "مركز لارنكا المشترك لتنسيق الإنقاذ" (JRCC) بأنه أُبلغ من وزارة الخارجية القبرصية أن سفينة يُحتمل أنها تنقل مساعدات إنسانية إلى غزة تعرضت لهجوم صاروخي من طائرة إسرائيلية مسيرة أثناء إبحارها داخل منطقة البحث والإنقاذ في مالطا، بحسب هيئة الإنقاذ القبرصية.
"انتهاك خطير"
وقال مصدر عسكري، طلب عدم الكشف عن هويته للصحيفة: "ما حدث خطير للغاية.. يبدو أن إسرائيل حلقت بطائرة عسكرية غير مُصرّح لها فوق مالطا، الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي، في انتهاك لحيادنا.. هذا أمر خطير للغاية".
وقالت الحكومة في بيان، الجمعة: "لم تدخل أي طائرة أو سفينة في أي وقت، خلال الـ 48 ساعة الماضية، كما يرد حالياً في وسائل إعلام محلية وأجنبية، فيما يتعلق بقضية السفينة كونشنس، المجال الجوي السيادي لمالطا أو مياهها الإقليمية (على بُعد 12 ميلاً بحرياً من الشاطئ).. ولذلك، لم تُمسَّ سلامة أراضي مالطا في أي وقت".