سماح السعيد تصقل مواهب الشباب في ورشة المهرجان القومي للمسرح
آخر تحديث: الخميس 3 يوليه 2025 - 12:57 ص بتوقيت القاهرة
مي فهمي
تتويجًا لجهود مكثفة، تشهد ورشة التمثيل بالقاهرة، ضمن فعاليات ورش المهرجان القومي للمسرح المصري، في دورته الثامنة عشرة، لمساتها الأخيرة، استعدادًا لتقديم عرض مسرحي متكامل يُعرض قبل أيام قليلة من انطلاق المسابقات الرسمية للمهرجان، المقام تحت رعاية وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، وبقيادة الفنان محمد رياض، رئيس المهرجان، والدكتور عادل عبده، مديره. وتُعد هذه الورش نقطة تحول حقيقية لكثير من المواهب الشابة.
تجري الورشة تحت إشراف الدكتورة سماح السعيد، أستاذة التمثيل والإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية، حيث يخوض المشاركون تجربة تدريبية عميقة، عبّروا خلالها عن سعادتهم البالغة، مشيدين بالدور الكبير الذي لعبته الدكتورة سماح في صقل مهاراتهم في مجالات التمثيل، التعبير الحركي، والإلقاء، بالإضافة إلى تعزيز قدراتهم في التفاعل الجماعي والارتجال، إذ مزجت بين التأصيل الأكاديمي والتجريب الإبداعي.
ومع اقتراب ختام الورشة، يستعد المتدربون لتقديم العرض المسرحي الذي يُجسد خلاصة ما اكتسبوه من معارف ومهارات خلال فترة التدريب المكثفة، ليكون بمثابة شهادة حيّة على اجتهادهم وتفانيهم في عالم المسرح. وفي ختام هذه التجربة الثرية، سيُمنح المشاركون شهادات تقديرية من الفنان محمد رياض، في لفتة احتفالية تؤكد دعم المهرجان للمواهب الصاعدة وحرصه على تشجيع الأجيال الجديدة من المسرحيين.
ولا تُعد هذه الورشة مجرد نشاط تدريبي، بل خطوة جادة نحو بناء كوادر مسرحية جديدة قادرة على مواصلة الإبداع وتجديد الدماء في الحركة المسرحية المصرية، في ظل التحديات الثقافية والتكنولوجية التي يواجهها المسرح المعاصر.
تُعد الدكتورة سماح السعيد شخصية محورية في المشهد المسرحي المصري؛ فدورها لا يقتصر على قيادة ورش التمثيل الناجحة، مثل ورشة المهرجان القومي، بل يمتد إلى تأثيرها العميق كأستاذة مرموقة للتمثيل والإخراج في المعهد العالي للفنون المسرحية بأكاديمية الفنون. وتُضفي خلفيتها الأكاديمية الراسخة تميزًا واضحًا على أسلوبها التدريبي، الذي يجمع بين عمق المعرفة النظرية وسعة الخبرة العملية.
وتحرص الدكتورة سماح على تزويد الأجيال الجديدة بأسس أكاديمية متينة، تشمل نظريات الأداء المسرحي وتاريخه، إلى جانب تقنيات التمثيل والإخراج الحديثة. ويُعرف أسلوبها بالتشجيع على البحث والتجريب، ما يُمكّن الطلاب من تطوير رؤاهم الفنية الخاصة، واكتساب فهم عميق لتعقيدات العمل المسرحي.
وقد أظهرت ورشة التمثيل في المهرجان القومي تحت إشرافها قدرتها الكبيرة على توجيه المواهب الشابة نحو أقصى طاقاتهم الإبداعية، وتزويدهم بالمهارات اللازمة لمواجهة تحديات الصناعة المسرحية. وتُبرز خبرتها الطويلة في قيادة الورش قدرتها على فهم احتياجات المتدربين بمختلف مستوياتهم، وتقديم محتوى تدريبي عملي ومكثف. وهذا ما بدا واضحًا في هذه الورشة، مما يجعل منها مدربة استثنائية تقدم أكثر من مجرد معلومات نظرية، بل أدوات وتدريبات عملية تُساعد المشاركين على اكتشاف قدراتهم وصقل أدائهم المسرحي.
هذا المزيج الفريد من الخبرة الأكاديمية والعملية يُمكّن الدكتورة سماح السعيد من تخريج فنانين موهوبين ومتمكنين، قادرين على إثراء الحركة المسرحية المصرية، ومواصلة مسيرتها في ظل تحديات العصر.