سد النهضة.. مصدر بالري: تصريحات إثيوبيا عن عدم الإضرار وانفتاحها على التفاوض لا تترجم إلى أفعال
آخر تحديث: الخميس 3 يوليه 2025 - 7:05 م بتوقيت القاهرة
محمد علاء
موقف مصر ثابت.. وأديس أبابا لا ترغب في إبرام اتفاق ملزم
الإدارة المثلى للسد العالي وتعاقب فيضانات مرتفعة ساهمتا في تقليل الضرر
آبي أحمد يدعو القاهرة والخرطوم للمشاركة في افتتاح السد بحلول سبتمبر
رئيس وزراء إثيوبيا يزعم عدم الإضرار بدولتي المصب واستعداده لمواصلة الحوار
أكد مصدر مسئول في وزارة الري تمسك مصر بموقفها نفسه تجاه سد النهضة من أهمية التوصل لاتفاق قانون وملزم لجميع الأطراف.
وقال المصدر، لـ"الشروق"، إن تصريحات إثيوبيا عن عدم الإضرار وانفتاحها على التفاوض لا تترجم إلى أفعال على أرض الواقع.
وأضاف أن إثيوبيا لا ترغب في إبرام اتفاق ملزم، وسعت على مدار سنوات طويلة لكسب الوقت ودفعت بمقترحات لوضع قواعد غير حاكمة يمكنها تعديلها بصورة أحادية، وهو ما يفرغ الاتفاق من مضمونه.
وأكد المصدر، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، أن الإدارة المصرية المثلى للسد العالي، وتعاقب فيضانات مرتفعة بالتزامن مع سنوات الملء ساهمتا في التقليل من التأثيرات السلبية للسد الإثيوبي.
وأشار المصدر إلى أن حالة فيضان النيل الأزرق متغيرة بين سنوات متتالية مرتفعة وأخرى متوسطة وثالثة ضعيفة للغاية.
وأكد أهمية وجود اتفاق قانون ملزم للأطراف كافة ينظم عملية تدفق المياه في حالات تعاقب فترات الجفاف، وكذلك إعادة الملء بعد فترات الجفاف، بالإضافة إلى عدم وجود قواعد تشغيل واضحة متفق عليها.
دعا رئيس وزراء إثيوبيا، آبي أحمد، قد دعا حكومتي مصر والسودان للمشاركة في افتتاح سد النهضة في سبتمبر المقبل بعد انتهاء موسم الأمطار.
وزعم آبي أحمد، في كلمة أمام البرلمان الإثيوبي اليوم، أن سد النهضة "لن يسبب ضررا لمصالح مصر والسودان"، قائلا إن "سد أسوان (السد العالي) لم يفقد حتى لترًا واحدًا من مياهه بسبب السد الإثيوبي".
وكرر رئيس وزراء إثيوبيا حديثه عن استعداده لمواصلة الحوار مع مصر بشأن السد، مضيفًا أن المشروع يمثل فرصة للتعاون الإقليمي وليس للصراع.
وكان وزير الري الدكتور هاني سويلم قد صرّح لـ"الشروق"، في مارس 2024، بأنه لا يمكن القول بأن سد النهضة لم يضر بمصر.
وأضاف: "لكن هذا الضرر تعاملت معه الدولة المصرية بتكلفة ما، ولابد أن مصر ستطالب بها إثيوبيا يوما ما استنادا إلى اتفاق إعلان المبادئ".
وأكد سويلم اهتمام الوزارة مستقبلا بحالات الجفاف المطول، الذي يستمر 7 أو 10 سنين، موضحًا: "حينها سيتنزف مخزون السد العالي، بينما تخزّن إثيوبيا المياه في سد النهضة لتوليد الكهرباء".
وتابع: "في هذه الحالة حياة الناس في مصر والسودان لها الأولوية عن توليد الكهرباء.. وهذا الأمر كان محل تفاوض".
وتابع: الحالة الثانية تخص إعادة الملء بعد الجفاف المطول، حيث تكون جميع السدود فارغة، فلو اتجهت إثيوبيا لملء سدها، سنتعرض إلى سنوات طويلة من الجفاف، الطبيعي والصناعي بفعل ملء السد.
وفي ديسمبر 2023، أعلنت مصر، في بيان لوزارة الري، عن انتهاء المسارات التفاوضية بشأن سد النهضة على ضوء المواقف الإثيوبية.
وأكد البيان أن مصر ستراقب عن كثب عملية ملء وتشغيل سد النهضة، وأنها تحتفظ بحقها المكفول بموجب المواثيق الدولية للدفاع عن أمنها المائي والقومي في حاله تعرضه للضرر.