أوكرانيا تستهدف العمق الروسي بهجمات نادرة على مدينة سوتشي

آخر تحديث: الأحد 3 أغسطس 2025 - 10:51 ص بتوقيت القاهرة

وكالات

تعمل فرق الإطفاء في مدينة سوتشي الروسية، اليوم الأحد، على إخماد حريق في مستودع للنفط في المدينة، وهو واحد من أكبر مستودعات النفط في روسيا، في أعقاب هجوم أوكراني بالمسيرات، فيما أعلنت هيئة الطيران المدني الروسية استئناف الرحلات الجوية في مطار المدينة بعد تعليقها لضمان السلامة الجوية.

وقال فينيامين كوندراتييف الحاكم المحلي لمدينة سوتشي، الأحد، إن أكثر من 120 من رجال الإطفاء يحاولون إخماد الحريق، بينما نقلت وكالة الإعلام الروسية، عن مسئولين في الطوارئ، بأن الحريق نشب في مستودع للوقود تصل سعته إلى ألفي متر مكعب في منطقة كراسنودار التي تقع بها سوتشي.

وأعلنت هيئة الطيران المدني الروسية "روسافياتسيا"، على تطبيق تليجرام، استئناف الرحلات الجوية في مطار المدينة في الساعة 2:00 صباحاً "بتوقيت جرينتش"، بعد تعليقها لضمان السلامة الجوية.

وأشار كوندراتييف على تطبيق تليجرام، إلى أن الهجوم الذي وقع في منطقة أدلر في المدينة الساحلية، هو الأحدث الذي تشنه أوكرانيا على البنية التحتية داخل روسيا، والتي تعتبرها كييف أساسية لجهود الحرب التي تبذلها موسكو.

وتعد منطقة كراسنودار المطلة على البحر الأسود هي موطن لمصفاة إلسكي النفطية القريبة من مدينة كراسنودار، وهي من بين أكبر مصافي النفط في جنوب روسيا وهدف متكرر لهجمات الطائرات المسيرة الأوكرانية.

ولقيت امرأة حتفها في منطقة أدلر في هجوم بطائرات مسيرة أوكرانية في أواخر الشهر الماضي، لكن الهجمات على سوتشي، التي استضافت الألعاب الأولمبية الشتوية في عام 2014، كانت نادرة منذ اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير 2022.

 

-هجمات متبادلة

وقال حاكم منطقة فورونيج في جنوب روسيا، الأحد أيضاً، إن امرأة أصيبت في هجوم أوكراني بطائرات بدون طيار "درون" تسبب في عدة حرائق، في حين ذكرت الإدارة العسكرية للعاصمة الأوكرانية كييف، أن روسيا شنت هجوماً صاروخياً على كييف.

وأضاف الحاكم ألكسندر جوسيف، أن الهجوم أسفر أيضاً عن اشتعال النيران في عدد من المنازل والمرافق بسبب سقوط حطام الطائرات المسيرة.

وكتب جوسيف على تطبيق تليجرام، أن وحدات الدفاع الجوي دمرت حوالي 15 طائرة أوكرانية مسيرة فوق المنطقة. وقال: "لا يزال التهديد بشن المزيد من الهجمات بطائرات مسيرة قائماً".

وقالت وزارة الدفاع الروسية، إن وحداتها دمرت 41 طائرة مسيرة قبل منتصف ليل السبت، فوق المناطق الروسية المتاخمة لأوكرانيا وفوق مياه البحر الأسود.

وأوضحت الوزارة في تقريرها الصباحي اليومي على تطبيق تليجرام، اليوم الأحد، أن وحدات الدفاع الجوي دمرت 93 طائرة مسيرة روسية أثناء الليل، واحدة منها فوق منطقة كراسنودار، و60 فوق البحر الأسود.

ولفتت الإدارة العسكرية للعاصمة الأوكرانية كييف، في وقت مبكر من صباح الأحد، إلى أن روسيا شنت هجوماً صاروخياً على المدينة. وسمع شهود عيان لـ"رويترز"، دوي انفجار قوي هز المدينة بعد منتصف الليل بقليل.

 

-خطة أمريكية لدعم أوكرانيا

وعبر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي كانت تحاول بلاده التوسط في اتفاق لوقف إطلاق النار بين الطرفين المتصارعين، عن إحباطه من هجمات موسكو المستمرة على أوكرانيا.

وبعد بضعة أسابيع من نهج مقاربة أكثر تصالحية تجاه روسيا في محاولة إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من 3 سنوات، هدد ترمب بالبدء في فرض رسوم جمركية واتخاذ تدابير أخرى إذا لم تحرز موسكو أي تقدم نحو إنهاء الصراع بحلول الثامن من أغسطس الجاري.

وقال ترمب الشهر الماضي، إن الولايات المتحدة ستزود أوكرانيا بأسلحة سيدفع ثمنها الحلفاء الأوروبيون، لكنه لم يشر إلى طريقة لإتمام ذلك.

ونقلت "رويترز"، السبت، عن 3 مصادر مطلعة أن واشنطن وحلف شمال الأطلسي يعملان على نهج جديد لتزويد أوكرانيا بالأسلحة باستخدام أموال من دول الحلف لدفع تكلفة شراء الأسلحة الأمريكية أو نقلها.

وستُعطي أوكرانيا الأولوية للأسلحة التي تحتاج إليها ضمن دفعات تبلغ قيمتها نحو 500 مليون دولار، على أن تتفاوض دول الحلف فيما بينها بتنسيق من الأمين العام مارك روته لتحديد من سيتبرع أو يموّل الأسلحة المدرجة على القائمة.

وقال مسئول أوروبي رفض كشف هويته، إن دول الحلف تأمل عبر هذه الآلية في توفير أسلحة بقيمة 10 مليارات دولار لأوكرانيا.

 

-آفاق السلام

وتنفي كل من روسيا وأوكرانيا استهداف المدنيين في هجماتهم في الحرب. وتقول كييف إن هجماتها داخل روسيا تهدف إلى تدمير البنية التحتية المهمة لجهود موسكو الحربية، وتأتي رداً على الضربات الروسية المتواصلة على أوكرانيا.

بينما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، إنه يأمل في استمرار محادثات السلام بين موسكو وكييف، وفي أن تتمكن فرق العمل من مناقشة تسويات ممكنة، لكنه قال إن أهداف موسكو لم تتغير.

وتحدث بوتين قبل أسبوع واحد من انقضاء مهلة حددها الرئيس الأميركي ترمب لروسيا للموافقة على وقف إطلاق نار في أوكرانيا أو مواجهة عقوبات جديدة ستطال أيضاً مشتري صادراتها للطاقة. ولم يبد مؤشراً على تغير موقف موسكو.

واعتبر أنه "إذا كان هناك من يشعر بخيبة الأمل إزاء نتائج محادثات السلام حتى الآن، فذلك نتيجة لتوقعات مبالغ فيها".

وأدلى بوتين بهذه التصريحات وإلى جواره رئيس بيلاروس، ألكسندر لوكاشينكو في شمال روسيا، وقال الرئيس الروسي إنه ينبغي إجراء المحادثات "دون كاميرات وفي أجواء هادئة".

وقال إن القوات الروسية تهاجم أوكرانيا على طول خط المواجهة، وإن زخم الأحداث يصب في مصلحتها.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved