في كلمته باحتفالية المولد النبوي.. وزير الأوقاف يوضح الفارق بين الإتقان والإحسان
آخر تحديث: الأربعاء 3 سبتمبر 2025 - 3:45 م بتوقيت القاهرة
شدد الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، على الموقف الثابت لمصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي في رفض العدوان والتهجير القسري للفلسطينيين، مؤكدًا أن مصر تبذل كل جهد ممكن لإطفاء نيران الحرب في غزة والضفة الغربية، انطلاقًا من إيمانها بقيم العدالة ورفض البغي والعدوان.
وقال الأزهري، خلال كلمته في احتفالية المولد النبوي الشريف بحضور الرئيس السيسي بمركز المنارة للمؤتمرات، إن مصر "ترفض رفضًا قاطعًا تهجير أشقائنا مهما كانت التضحيات الفادحة"، مشددًا على أنه لا حل للأزمة الفلسطينية إلا بقيام الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأضاف وزير الأوقاف أن التاريخ يشهد على الدور الريادي لمصر في نصرة الحق، مشيرًا إلى ما قاله الإمام العز بن عبدالسلام – قبل نحو 800 عام – حين اعتبر أن مقاصد الشريعة كلها إذا جُمعت في كلمة واحدة فهي "الإحسان".
وأوضح الأزهري أنه انطلق من هذا المعنى ليتأمل القرآن الكريم، فوجد ثلاث كلمات محورية علّمنا الله أن نربطها بكل شيء، وهي: الإحسان، والإتقان، والرحمة، مستشهدًا بقوله تعالى: "الذي أحسن كل شيء خلقه"، وقوله: "صنع الله الذي أتقن كل شيء"، وقوله: "ورحمتي وسعت كل شيء".
وأشار إلى أن هذه الآيات تؤكد أن على الإنسان أن يحسن في كل شيء، ويتقن في كل شيء، ويرحم كل شيء. ثم بيّن الفرق بين الإحسان والإتقان، موضحًا أن الإتقان هو أداء ما يجب كما ينبغي، بينما الإحسان هو قمة الإتقان وذروته، أي إتقان ممزوج بالحب، حيث يتحول العمل إلى فن وإبداع وجودة متواصلة.
وقال الأزهري إن الاتقان وحده قد يكون محدودًا أو عقيمًا إذا صاحبه ضجر أو يأس، لكن حين يُمزج بالحب يولد "الإحسان"، الذي يمثل ذروة البناء الحضاري.
وختم وزير الأوقاف كلمته بالتأكيد على أن رسالته هذا العام تمحورت حول ثلاث كلمات: التجديد، والأخلاق والقيم – خصوصًا قيم الانطلاق – ثم الإحسان، معتبرًا أنها تمثل جوهر رسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الذكرى الـ1500 لمولده الشريف، ومؤكدًا أن مهمة وزارة الأوقاف وسائر المؤسسات الدينية في العالم هي خدمة هذه المواريث النبوية وتقديمها للمسلمين وللإنسانية جمعاء.