مرصد الأزهر يرحب بدعوات البرلمان البريطاني لاعتماد تعريف رسمي للإسلاموفوبيا
آخر تحديث: الإثنين 3 نوفمبر 2025 - 10:26 م بتوقيت القاهرة
آلاء يوسف
- المرصد: خطوة جوهرية لحماية المسلمين ومكافحة الكراهية
رحب مرصد الأزهر لمكافحة التطرف بالدعوات البرلمانية البريطانية بتبني تعريف رسمي لظاهرة "الإسلاموفوبيا" (رهاب الإسلام)، معتبرًا إياها "خطوة جوهرية" نحو حماية الجاليات المسلمة وإرساء مبدأ المساواة في الحقوق والحماية القانونية بين جميع الأديان،
وأكد المرصد في بيان أصدره أن خطوة البرلمان البريطاني إيجابية لاعتبارها بمثابة تبني تعريف واضح ومُلزِم، على غرار ما تمّ بشأن معاداة السامية لمعالجة جذور الكراهية والحدّ من الخطاب العنصري والتحريضي.
كما اعتبر أنها خطوة لاحترام المعتقدات الدينية وصونها من التحقير هو "ركيزة أساسية لتحقيق السلم الاجتماعي والتنوع الإنساني".
ودعا أكثر من أربعين نائبًا بريطانيًا من حزبي العمال والمستقلين الحكومة إلى تبني تعريف رسمي لظاهرة "الإسلاموفوبيا" (رهاب الإسلام)، وذلك في ضوء البيانات الأخيرة التي أظهرت ارتفاعًا حادًا في جرائم الكراهية ضد المسلمين.
ووجّه النواب رسالة رسمية إلى وزير الإسكان والمجتمعات والحكم المحلي البريطاني، ستيف ريد، مطالبين فيها بالتعريف الرسمي لرهاب الإسلام. وقد تولّى النائب أفضل خان تنسيق هذه المبادرة، ووقّع على الرسالة عدد من الشخصيات البارزة.
وجاءت هذه المطالبات مدفوعة بإحصاءات حكومية حديثة تشير إلى تصاعد كبير في استهداف المسلمين بجرائم الكراهية؛ منها: استهداف جرائم الكراهية الدينية المسلمين بنسبة 45% خلال عام 2025، وزيادتها بنسبة 19% مقارنة بالعام السابق، بالإضافة لارتفاعها بنسبة 92% منذ عام 2023.
وأشار النواب في رسالتهم إلى أن هذا الارتفاع يبرز الحاجة المُلِحّة لاعتماد تعريف رسمي للإسلاموفوبيا، خاصةً بالتزامن مع شهر نوفمبر المخصص للتوعية بهذه الظاهرة.
وكانت الحكومة البريطانية قد شكّلت في فبراير الماضي مجموعة عمل خاصة لوضع تعريف للظاهرة، والذي يُنتظر طرحه قريبًا للتشاور العام.
وعلى الرغم من مخاوف بعض المنتقدين من أن يقيد التعريف حرية التعبير، أكدت مصادر حكومية لصحيفة "الغارديان" أن التعريف المقترح سيسعى إلى الموازنة بين حماية المسلمين وحق النقد المشروع للإسلام كدين.
وقبل ذلك، تبنّى حزب العمال عام 2019 تعريفًا صاغته المجموعة البرلمانية لجميع الأحزاب (APPG) المعنية بالمسلمين البريطانيين، ينص على أن "رهاب الإسلام متجذر في العنصرية، وهو شكل من أشكال العنصرية يستهدف التعبير عن الهوية الإسلامية أو ما يُفترض أنها إسلامية"، إلا أن الحكومة وحزب المحافظين حينها رفضوا اعتماد هذا التعريف بزعم "افتقاره إلى التوافق".
وفي هذا السياق، قال النائب أفضل خان بأن المسلمين في بريطانيا "يتعرضون لأعلى معدلات جرائم الكراهية الدينية"، مؤكدًا "نحن بحاجة ملحة إلى تعريف واضح وشامل يحمي الناس من الكراهية دون أن يمسّ حرية التعبير".
ورد المتحدث الرسمي باسم وزارة الإسكان قائلاً إن الوزارة "تدرس توصيات مجموعة العمل بعناية، وستعلن موقفها الرسمي في الوقت المناسب".