حبات تتلألأ بذكر الرحمن.. كواليس صناعة السبح وتصديرها للخارج
آخر تحديث: الثلاثاء 4 مارس 2025 - 11:06 ص بتوقيت القاهرة
سهام عيد
مع حلول شهر رمضان الكريم، تحظى بعض الحرف برواج ملحوظ خاصة الحرف المتعلقة بالروحانيات والذكر الحكيم، ليس في مصر فقط بل في العالم الإسلامي كله، وصناعة السبح هي واحدة من تلك الحرف التي قد يظن البعض أنها سهلة وبسيطة، إلا أنها تنضم للحرف المعقدة ومتعددة الخامات، ويلزمها عشرات المعدات والأيدي العاملة حتى تصل إلى أيدينا.
خلف مسجد الأزهر استقبلنا الحاج محمود الجمل صاحب مصنع الجمل لصناعة السبح، وكشف لنا أسرار مهنته، موضحًا أنه يستهدف التصدير وبيع منتجاته خارج مصر وخاصة في الدول العربية، قائلًا: «لو بيعت في مصر سبحة ببيع خارج مصر 100».
السبحة ثقافات
يقول الجمل في حديثه لـ«الشروق»، إن السبحة في مصر كانت محصورة على الناس الكبار سنا أو الناس الأكثر تدينًا، لكن الغالبية العظمى ليست من هواة اقتناء السبحة والتسبيح عليها، فيلجأ إلى يديه في معظم الأحيان، بالإضافة إلى ظهور سبح جديدة رقمية والتي انتشرت بشكل أوسع بين الشباب، على عكس الدول العربية فهناك من يحرص على ارتداء ملابسه بلون السبحة، قائلًا: «إن السبحة ثقافات، والمصريين ليسوا من هواة السبح مقارنة بالدول العربية، فهناك من يرتدي ملابسه بلون السبحة، ولديه لكل ملابس سبحة معينة بنفس اللون».
يوضح الجمل أنه لم يعتاد على تجارة السبح داخل مصر، ويصدرها للخارج، مشيرًا إلى أن السعودية ودول الخليج وتركيا أبرز زبائنه.

10 مراحل معقدة
بدوره، يكشف أشرف أبو عمر – أحمد العمال بالمصنع- أن مهنة السبح كحرفة تعتمد على 10 مراحل، بداية من شق الخامات بمعدات ثقيلة، ثم تقطيعها لقطع صغيرة، ثم التخريم، ثم التشطيب بخطوات عدة، والسيربا والخيوط والإكسسوارت المختلفة التي تزينها في النهاية من أولها لآخرها.
أما عن الخامات، يوضح أبو عمر أنها تختلف إذا كانت خشبية، أو معدنية، أو عظام بعض الحيوانات، مشيرًا إلى أن أغلب الخامات الخشبية التي يعملون بها من أخشاب الغابات الواردة من الخارج، أما العظام فيعملون حاليا على عظام الخراف، مضيفًا: «هناك أنواع مختلفة من الخشب مثل أبنوس وكوك وترسا، وعظام، ويوس، وفيروز، وكهرمان.. ».

مهنة خطرة
ويشير أبو عمر، إلى صعوبة المهنة والتعامل معها من خامة لأخرى، موضحا أن كل خامة تحتاج إلى عمل أصعب من الأخرى، مضيفًا: «الكوخ يتم شقه نصفين، أما العضم فيقسم 4 أجزاء، والخشب يقطع أكثر من قطعة حتى يصبح قطعا صغيرة قبل مرحل تشكليه لأشكال مختلفة.
يتفق معه في صعوبة المهنة أحمد أسامة، أحد العاملين بالمصنع، مشيرًا إلى خطورة التعامل مع المعدات، «المهنة دي مش صعبة أوي بس الإصابة منها وحشة».
بينما يشير محمد نهاد، أحمد العاملين بالمصنع، إلى خطورة العمل على «الصينية» وهي إحدى المعدات الثقيلة التي يتم من خلالها تقطيع الخامات، قائلًا: «الصينية خطر جدًا، مش أي حد يقف عليها».
ورغم خطورتها، إلا أن نهاد أعرب عن سعادته بالعمل بها، وأن المنتج الذي يصنعه بيده يتم عليه ذكر الله، قائلا: «أنا ببقى مبسوط إن الناس بتاخد مني الحاجة دي وتذكر ربنا فيها كدا».

ذكر ورزق
وعن انتعاش مهنة صناعة السبح خلال شهر رمضان، يوضح أبو عمر، أن الحرص على اقتناء السبح والمهاداة بيها منتشر أكثر في ثقافة الدول العربية، وخاصة المملكة العربية السعودية وخلال موسم الحج والعمرة، إذ يحرص الحاج أو المعتمر على شراء السبح من هناك حتى ولو كانت مصنعة بأياد مصرية، مضيفا أنه «لذلك السوق السعودي من أكثر الأسواق المستهدفة لنا وأكثر ناس تشتري سبح يليها تركيا وباكستان وماليزيا، لكن كتجارة قليلة جدًا في مصر مقارنة بباقي الدول».

