قصص الحيوان بالقرآن (4).. بقرة بني إسرائيل ومعجزة إحياء القتيل
آخر تحديث: الثلاثاء 4 مارس 2025 - 11:01 ص بتوقيت القاهرة
أدهم السيد
كرم الله البشر بعضهم على بعض، وكذلك كرم عدد من مخلوقاته، فمنها من أقسم الله تعالى بها، ومنها من حُكيت قصتها في القرآن، ومنها من ضُرب بها المثل في الآيات الكريمة.
واحتوت قصص تلك الحيوانات على الحكمة والعبرة لمن يقرأ في كتاب الله ليجد من أراد أن يتدبر بعلم يغنيه عن الوقوع بالخطأ ونسيان السبيل الصحيح.
وتسرد جريدة "الشروق"، ما ورد بشأن بقرة بني إسرائيل التي هي من معجزات نبي الله موسى عليه السلام في إحياء القتيل بعد مقتله والقصة نقلا عن كتاب تفسير الطبري للقرآن الكريم.
وقد ورد ذكر حكاية البقرة في قول الله تعالى (وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين * قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك فافعلوا ما تؤمرون قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي إن البقر تشابه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث مسلمة لا شية فيها قالوا الآن جئت بالحق فذبحوها وما كادوا يفعلون وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون) سورة البقرة من الآية ٦٧ للآية ٧٣.
وكان من أمر بني إسرائيل خلال تنقلهم في سيناء أن استيقظوا على خبر مقتل أحد أثريائهم وجدوا جثته ملقية عند قبيلة غير قبيلته إذ ينقسم بنوا إسرائيل لـ١٢ قبيلة، وكادت القبيلتان تقتتلان حتى نصحهم رجل بالتحاكم لنبي الله موسى لأنه يحكم بوحي من الله.
ذهب بنو إسرائيل لنبي الله موسى وأخبروه بالواقعة فطلب منهم بوحي من الله أن يذبحوا بقرة فما كان من القوم إلا أن اعترضوا وزعموا أن نبي الله يسخر منهم وذلك رغم معرفتهم بنبوته وبمعجزات أجراها الله علي يديه من آخرها نجاتهم من جيش فرعون وعبورهم البحر وما نزل عليهم من المن والسلوى وما تفجر لهم من العيون على يد موسى عليه السلام.
ورد عليهم نبي الله بقدر من الحلم والصبر بأنه ليس من الجاهلين ليسخر منهم وكان من السهل أن يذبحوا أي بقرة التزاما بالأمر ولكنهم سألوا نبي الله عن وصف للببقرة فأجابهم بأن تكون وسط في العمر بين البكر والعجوز فلم يكتفوا وسألوه لونها فأجابهم بأن تكون صفراء فاقع، أي صافية اللون بمظهر جميل.
فعاد بنو إسرائيل يسألون عن أوصاف أخرى فأجابهم بأن تكون بقرة غير مستأنسة لزراعة الأرض وأن لا يحتوي جلدها على أي بياض ليلتزموا حينها بالأمر فلم يجدوا سوى بقرة واحدة طلب صاحبها ثمنها ذهبا مثل وزن البقرة وكانت تلك عاقبة عناد بني إسرائيل.
وأمر موسى عليه السلام من القوم أن يحضروا عظمة الصدر الواصلة بين كتفي البقرة ويضربوا بها القتيل فقام من موته وأخبر بقاتله وهو وريثه ومات فأمر نبي الله بالقاتل فقتلوه وحرمت شريعة اليهود في ما بعد أن يذهب ورث القتيل لقاتله.
اقرأ أيضا:
https://www.shorouknews.com/news/view.aspx?cdate=03032025&id=bf7a32a0-d563-4684-ab1c-f9abe7dab539