الصحة العالمية: المنظومة الطبية بغزة على حافة الهاوية
آخر تحديث: الأحد 4 مايو 2025 - 2:09 م بتوقيت القاهرة
الأناضول
متحدثة منظمة الصحة العالمية مارجريت هاريس:
عدم وصول المساعدات إلى غزة يصعّب عمل العاملين في القطاع الصحي كثيرا
الأطباء يضطرون لعلاج المرضى في ممرات المستشفيات عندما لا توجد أسرة متاحة ما يؤدي لزيادة حالات الوفاة
الفلسطينيون يخافون حتى من الذهاب إلى المستشفى بسبب استهداف العديد منها
أهالي غزة يعانون سوء تغذية ويعيشون في ظروف صعبة للغاية بأماكن مزدحمة ما يسهل انتشار الأمراض
"قريبون جدًا من الهاوية" بهذه العبارة وصفت متحدثة منظمة الصحة العالمية، مارجريت هاريس، الوضع الصحي الكارثي بقطاع غزة، وحذرت من أن المخاطر الصحية التي يواجهها الفلسطينيون في القطاع تتزايد بسبب عدم دخول أي مساعدات أو مستلزمات طبية منذ قرابة شهرين، جراء الحصار الإسرائيلي الخانق.
وفي حديث للأناضول، أكدت هاريس على أن الفلسطينيين في غزة محرومون من كل شيء الآن، إذ نهم يفتقرون إلى الغذاء والمياه النظيفة والمأوى، وكذلك إلى الوصول إلى الرعاية الطبية.
وأشارت إلى أن الفلسطينيين يخافون حتى من الذهاب إلى المستشفى بسبب استهداف العديد منها.
نقص حاد في المستلزمات
ولفتت إلى أن الأطباء والممرضين يعانون من نقص جميع المستلزمات الضرورية لمساعدة الجرحى.
وأضافت هاريس، أن العاملين في القطاع الصحي يفتقرون إلى أكياس الدم، ووحدات الحقن الوريدي، وأعواد القطن لتنظيف الجروح، والمضادات الحيوية لحماية الناس من العدوى.
وقالت إن الجرحى يأتون إلى المشافي بإصابات مختلفة، وكلها تحمل خطر العدوى بدرجة كبيرة.
وذكرت أن أهالي غزة يتعرضون للقصف يوميا، أفادت أن هناك حالات يصاب فيها الناس بما يسمى إصابات رضحية مثل كسور في العظام، وجروح مفتوحة معرضة بشدة للعدوى.
انتشار أمراض معدية
وأوضحت أن أهالي غزة يعيشون في ظروف صعبة للغاية حيث يعانون من سوء التغذية، ويعيشون في أماكن مزدحمة، مما يسهل انتشار الأمراض المعدية.
وأردفت أن العديد منهم يعانون من الإسهال ونقص المياه النظيفة، ما يزيد من المخاطر الصحية في غزة.
وأشارت متحدثة منظمة الصحة العالمية، إلى أن المشافي في غزة مكتظة بالمصابين والمرضى، ولا تستطيع تلبية الحاجة.
وأفادت أنه يوجد حاليا في غزة 21 مستشفى، و4 مشافي ميدانية، إلا أن أيا منها لا يمتلك القدرة الكافية من الأسرة لتلبية الاحتياجات.
وأضافت أن المشافي لهذا السبب غالبا ما تضطر لإرسال المرضى إلى منازلهم بسرعة قبل أن يتعافوا تمامًا بهدف استقبال مرضى جدد.
ولفتت إلى أن الأطباء يضطرون لعلاج المرضى في الممرات عندما لا توجد أسرة متاحة، ما يؤدي لزيادة حالات الوفاة.
وتابعت قائلة إن عدم وصول المساعدات إلى غزة يصعّب عمل العاملين في القطاع الصحي كثيرا.
وأوضحت هاريس، أن الصحة العالمية لديها فريقا في غزة، ومستودعين مليئين بالمستلزمات الطبية تم تجهيزهما خلال فترة وقف إطلاق النار.
شاحنات متكدسة على حدود غزة
وقالت: "لقد نفد منا كل شيء حقا. لدينا كميات كبيرة من المواد، و16 شاحنة محمّلة تنتظر على حدود قطاع غزة، لكن لا يُسمح لنا بإدخالها".
وأضافت: "هذا يعني أن العاملين في قطاع الصحة محرومون من كل شيء. نحن قريبون جدًا من الهاوية، ولهذا هناك خطر كبير".
وأكدت أن الصحة العالمية ستواصل البقاء في غزة تحت أي ظرف، وأنهم يفعلون أكثر بكثير من مجرد إيصال المواد.
وأشارت إلى أن المنظمة تقدم الدعم لأعمال رصد مستوى انتشار الأمراض المعدية، كما تنظم عمليات إجلاء للمرضى.
وتواصل إسرائيل منذ نحو شهرين منع دخول جميع المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، إذ أوقفت في 2 مارس الماضي، عبور المساعدات من معابر كرم أبو سالم، وإيريز، وزيكيم، ما أدى إلى توقف دخول المواد الإغاثية والوقود بشكل كامل.
وفاقم هذا القرار الأوضاع الكارثية التي يعيشها الفلسطينيون، الذين يعتمدون بشكل كامل على المساعدات الخارجية نتيجة حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة، فيما أعلنت الحكومة في غزة أن القطاع دخل "المراحل الأولى للمجاعة".
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ ذلك التاريخ جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 170 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.