أطفال غزة بين نيران قناصة جيش الاحتلال وأشباح المجاعة.. جراح لا تُشفى في يوم الطفولة العالمي

آخر تحديث: الأربعاء 4 يونيو 2025 - 11:25 ص بتوقيت القاهرة

أدهم السيد

يوافق يوم 4 من يونيو اليوم العالمي للأطفال ضحايا العنف، وتم اختيار ذلك اليوم خلال حرب لبنان الأولى لرفع الوعي بمعاناة الأطفال ضحايا حرب جيش الاحتلال الإسرائيلي على لبنان في حينها، ولم تمضِ سوى عدة عقود حتى ارتكب جيش الاحتلال إحدى أفظع جرائم الحرب بحق الطفولة على أرض قطاع غزة، في سياسة العقاب الجماعي المعروفة لجيش الاحتلال، ليعيش أطفال غزة أكثر من عام ونصف بين قنابل الاحتلال وقناصاته من جهة، والأوبئة والمجاعات وقلة الرعاية الصحية الناتجة عن العدوان الإسرائيلي.

وتسرد جريدة الشروق أهم جرائم الحرب التي يتعرض لها أطفال غزة خلال العدوان الإسرائيلي الأخير.

 

أعلى معدلات قتل أطفال خلال 20 سنة

بلغت حصيلة الشهداء من الأطفال الفلسطينيين خلال العدوان على قطاع غزة 16 ألفًا، وفق وزارة الصحة بالقطاع، وركّز جيش الاحتلال عمليات القتل على الأطفال، حيث أكدت اليونيسيف أن الأطفال يمثلون 40% من إجمالي شهداء غزة، بينما بلغت معدلات قتل الأطفال نسبًا غير مسبوقة، حيث أشارت الأمم المتحدة إلى أن أول شهرين ونصف من العدوان شهدا أكبر حصيلة قتل للأطفال، بينما ذكرت أوكسفام أن حصيلة شهداء غزة من الأطفال غير مسبوقة على مدار 20 سنة.

ويستخدم جيش الاحتلال أسلوب المجازر من خلال القصف الجوي، وهي الأكثر قتلًا للأطفال، حيث شهد فبراير 2024 -على سبيل المثال- استشهاد 10 أطفال من عائلة واحدة في نفس الغارة الجوية، بينما تصدرت العناوين في مايو 2025 المجزرة التي راح ضحيتها 9 أطفال من أبناء الطبيبة الفلسطينية آلاء النجار بغارة إسرائيلية.

ويستهدف جيش الاحتلال قتل الأطفال بشكل متعمد، حيث نقلت نيويورك تايمز شهادات 44 من الأطباء عن وجود الكثير من شهداء الأطفال تم قتلهم بالقناصات الدقيقة، بينما رُصدت صور لطائرة درون إسرائيلية لأحد قناصي جيش الاحتلال وهو يقتل طفلًا بالرصاص المباشر، وبجانب ذلك، فإن رئيس الموساد الإسرائيلي السابق أكد في تصريحات أن أي طفل فوق 4 سنوات يُعامل كعضو في حركة حماس.

 

جرحى أطفال غزة بين البتر والتشويه

وبلغ عدد الأطفال مبتوري الأطراف خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة 3000 حالة، وفق منظمة اليونيسيف، فيما وقعت تلك الإصابات المسببة للإعاقة بمعدل غير مسبوق بلغ 10 حالات بتر للأطفال يوميًا، وفق منظمة إنقاذ الطفل، لتصبح غزة تحت وطأة العدوان الإسرائيلي أكبر تجمع للأطفال مبتوري الأطراف في العالم، وفق تقديرات مكتب تنسيق الشئون الإنسانية للأمم المتحدة.

ولا تقتصر الإعاقات التي يتعرض لها أطفال غزة على البتر، إذ أكدت أطباء بلا حدود كثرة إصابات الحروق التي تغطي 60% من أجساد الأطفال المصابين، بينما يزيد استخدام جيش الاحتلال للقذائف المتشظية من حدة الجروح التي تصيب الأطفال. ومع ذلك، فإن تعطل المنشآت الصحية وقلة الإمكانات ساهم بشكل كبير في زيادة نسب البتر والتشوهات للأطفال، وفق تصريحات مسئولين بمنظمة الصحة العالمية.

 

المجاعة والوباء يفاقمان معاناة الأطفال

وتسبب العدوان الإسرائيلي في مجاعة عامة بقطاع غزة، يعتبر الأطفال الأكثر تضررًا بها لحاجتهم للغذاء الزائد مقارنة بالأشخاص البالغين. وأسفرت المجاعة بحلول يوليو الماضي عن وفاة 40 من الأطفال الفلسطينيين، بينما تصاعدت حالات سوء التغذية بين الأطفال خلال مايو الماضي إلى 70 ألف طفل فلسطيني، وذلك فق شبكة المنظمات الأهلية في قطاع غزة.

وبجانب سوء التغذية، فإن غياب الرعاية الصحية وانتشار التلوث بسبب الحرب زاد من انتشار الأوبئة بين الأطفال، حيث ذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن 50% من الأطفال يعانون من مختلف الأمراض خلال الأشهر الأولى للعدوان، بينما ذكرت اليونيسيف تصاعد حالات التهاب المعدة بين الأطفال بـ4000% خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العدوان الإسرائيلي.

 

بين التشريد والتهجير القسري

تشير أرقام اليونيسيف ومنظمة إنقاذ الطفل إلى تشريد 12 ألف طفل يوميًا في القطاع، بينما يتحرك عدد كبير منهم دون صحبة أهاليهم ليبيتوا في الساحات والشوارع، وبلغت حصيلة المشردين من الأطفال في ثالث شهور العدوان 800 ألف طفل من النازحين.

 

دروع بشرية

وسردت منظمة الدفاع عن الطفل العالمية 4 وقائع استخدم جيش الاحتلال خلالها الأطفال كدروع أمام الدبابات والجنود، ويستخدم جيش الاحتلال المدنيين في قطاع غزة، وبينهم الأطفال، لاستكشاف البيوت والأنفاق المفخخة، وللسير أمام الأرتال العسكرية، حيث يتم إجبار المدنيين على فعل ذلك في وضع يكونون فيه مقيدي الأيدي ومعصوبي الأعين.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved