تشبّع السوق وضعف السيولة يكبحان الطلب على الذهب رغم انخفاض الأسعار: فرصة للشراء ومخاوف من التقلب

آخر تحديث: الإثنين 4 أغسطس 2025 - 6:48 م بتوقيت القاهرة

أميرة عاصي

- خبراء: التشبع وهدوء المضاربات وراء تراجع الطلب على الذهب محليًا
- إمبابي: السوق شهد حالة "شبه تشبع" بعد موجة شراء قوية للسبائك والجنيهات
- معطي: تراجع الإقبال مع هدوء الأسعار وانتظار مزيد من الانخفاض


رغم تراجع أسعار الذهب خلال الفترة الأخيرة، شهدت سوق الصاغة المحلية تراجعًا في الطلب على المعدن الأصفر بنسبة 20% خلال الربع الثاني من عام 2025، فيما يرى محللون وتجار ذهب أن التراجع مرتبط بتشبع وهدوء المضاربات، وتغير أولويات المستهلكين والترقب في انتظار المزيد من التراجع، ولكنهم أوضحوا أن الفرصة حاليًا مناسبة للشراء، خاصة للاستثمار طويل الأجل، في ضوء التوقعات بارتفاع الأسعار مجددًا.

وتراجع إجمالي مشتريات المصريين من الذهب خلال الربع الثاني من العام الجاري بنسبة 20%، ليبلغ 11.5 طن، مقارنة بـ14.4 طن في نفس الفترة من عام 2024، وفقًا لمجلس الذهب العالمي، الذي أوضح أن مشتريات المصريين من المشغولات الذهبية انخفضت بنسبة 17% لتسجل 5.7 طن، كما هبطت مشتريات السبائك والعملات الذهبية بنسبة 23% لتسجل 5.9 طن.

- أسباب التراجع: تشبّع وهدوء مضاربات

وأرجع سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة "آي صاغة" لتجارة الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، أسباب تراجع مشتريات المصريين من الذهب خلال الربع الثاني من 2025، إلى الاستقرار النسبي في الأسعار خلال شهري مايو ويونيو، بعد قفزات حادة في الربع الأول، مما دفع بعض المستهلكين لتأجيل الشراء ترقبًا لمزيد من الانخفاض.

وأوضح أن السوق شهدت حالة من "شبه التشبّع"، خصوصًا بعد موجة شراء قوية للسبائك والجنيهات الذهبية خلال الربع الأول، من جانب الأفراد الذين سعوا للتحوط من التضخم وانخفاض الجنيه، بالإضافة إلى تراجع السيولة لدى المواطنين خاصة مع الأوضاع الاقتصادية الحالية وارتفاع أسعار السلع التي دفعت الكثيرين لتوجيه إنفاقهم نحو الاحتياجات الأساسية، على حساب شراء الذهب، مضيفًا أن السوق شهدت حالة من الهدوء النسبي مع تراجع دور المضاربين، وهو ما انعكس على حجم الطلب خاصة في الشريحة التي كانت تشتري بهدف الربح السريع.

- فرصة للشراء طويل الأجل

وتابع إمبابي أن أسعار الذهب المحلية حاليًا مستقرة نسبيًا، وتتحرك في نطاق محدود مقارنة بالتقلبات الحادة في بداية العام، موضحًا أن سعر الأوقية في السوق المحلية يتراوح بين 3300 و3350 دولارًا، وسط حالة ترقب في السوق العالمية نتيجة تذبذب بيانات الاقتصاد الأمريكي، خصوصًا ما يتعلق بالفائدة والتضخم.

وأضاف أن الوقت الحالي مناسب جدًا للشراء، خاصة لمن يستهدف الاستثمار طويل الأجل، إذ تُعد الأسعار الحالية فرصة جيدة قبل أي صعود محتمل، مع توقعات خفض الفائدة الأمريكية بنهاية 2025، وبالتالي قد نشهد ارتفاعًا عالميًا في أسعار الذهب، مشيرًا إلى أن سعر الجرام عيار 21 يدور حاليًا حول 4550 جنيهًا، وهو يعتبر مستوى منخفضًا نسبيًا مقارنة بالفترات السابقة من هذا العام، ما يجعل الشراء حاليًا وسيلة تحوط جيدة.

- تباطؤ السوق وتغير سلوك المستثمرين

من جانبه، قال نادي نجيب، سكرتير عام شعبة الذهب بالغرفة التجارية بالقاهرة سابقًا، إن تراجع مشتريات المصريين من الذهب يعود إلى ضعف السيولة لدى المواطنين، إلى جانب عزوف شريحة من الأفراد عن الاستثمار في الذهب خلال الفترة الأخيرة، وهو ما انعكس مباشرة على انخفاض مبيعات المشغولات والسبائك.

وأوضح أن كثيرًا من المستثمرين لم يعودوا يرون الذهب كأداة لتحقيق أرباح سريعة، قائلًا «من يستثمر في الذهب حاليًا، يعرف أنه استثمار طويل الأجل، وليس لتحقيق أرباح خلال شهر أو اثنين، لكن على الأقل بعد 8 أو 9 شهور، وقد يمتد لعام أو عام ونصف».

وأشار نجيب إلى أن السوق تشهد حاليًا حالة من التباطؤ الشديد، في ظل تذبذب واضح في الأسعار يجعل الإقبال على الشراء أو حتى البيع ضعيفًا جدًا.

وتوقع أن تشهد أسعار الذهب ارتفاعًا تدريجيًا خلال الفترة المقبلة، قد يصل بسعر جرام الذهب عيار 21 إلى ما بين 4800 و4850 جنيهًا، خاصة في حال اتجاه الفيدرالي الأمريكي إلى خفض أسعار الفائدة، وهو ما قد يدعم صعود الأسعار عالميًا وبالتالي محليًا.

- تأثير الفائدة والدولار على سلوك المشترين

من جانبه، قال أحمد معطي، المدير التنفيذي لشركة "آي ماركتس" للاستشارات، إن الإقبال على شراء الذهب يتراجع مع استقرار الأسعار، إذ يفضّل العملاء الانتظار ترقبًا لانخفاضات أكبر، بينما يتزايد عادة في فترات ارتفاع الأسعار خوفًا من مزيد من الصعود، كما أن أسعار الذهب محليًا مرتفعة بالفعل، وهو ما دفع الكثير من العملاء إلى الاتجاه نحو بدائل مثل الشهادات البنكية، للاستفادة من الفائدة المرتفعة قبل خفضها، خاصة مع اتجاه البنك المركزي لخفض الفائدة خلال الفترة المقبلة.

وأشار إلى أن تراجع سعر الدولار ساهم في استقرار أسعار الذهب محليًا، وحدّ من انعكاس الارتفاع العالمي، وسط توقعات باستمرار انخفاض الدولار خلال الفترة المقبلة، ما قد يمنع أسعار الذهب من الارتفاع بشكل كبير.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved