بعد تهديد ترامب بضرب نيجيريا.. كيف رد البنتاجون؟
آخر تحديث: الثلاثاء 4 نوفمبر 2025 - 11:41 ص بتوقيت القاهرة
وكالات
مطلع الأسبوع، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فجأة بتنفيذ ضربات في نيجيريا، وهو ما رد عليه وزير الدفاع الأمريكية بيت هيجسيث بسرعة بالقول: "أمرك سيدي".
- صدمة بسبب تصريحات ترامب
لكن بعض المسئولين في وزارة الدفاع (البنتاجون)، قالوا لوكالة "رويترز" للأنباء، إنهم شعروا بالصدمة من أوامر ترامب، ويحاولون فهم أولويات إدارة رفعت في الأشهر القليلة الماضية من شأن قضايا كانت في السابق هي آخر اهتماماتها مثل التجارب النووية والديمقراطية في فنزويلا وتهريب الكوكايين.
وتوقع مسئولون في البنتاجون، على نطاق واسع، أن تعطي إدارة ترامب الأولوية لأمن الحدود، والقوة العسكرية المتنامية للصين، والضغط على حلفاء حلف شمال الأطلسي لبذل المزيد من الجهود للوقوف في وجه روسيا.
لكن إعلانات مختلفة أصدرها ترامب في الأسبوع الماضي، حول أمور مثل التجارب النووية ونيجيريا، فاجأت الكثيرين وبدت وكأنها تعيد ترتيب أولويات البنتاجون.
وتعليقا على إعلانه الخاص بنيجيريا، قال أحد المسئولين العسكريين الأمريكيين لـ"رويترز" – بشرط عدم كشف هويته: "أعتقد أن الأمر يصل إلى علمنا جميعا في الوقت نفسه".
واتهم ترامب، يوم السبت، في منشور على موقع تروث سوشيال، حكومة نيجيريا بالسماح بقتل المسيحيين.
وأمر البنتاجون بالاستعداد "لعمل محتمل"، وحذر من أن أي ضربات ستكون "سريعة وشرسة".
وعندما سُئل يوم الأحد، عما إذا كان يفكر في نشر قوات برية أو تنفيذ غارات جوية في نيجيريا، قال ترامب: "قد يكون ذلك.. أقصد ربما أشياء أخرى أيضا.. أتصور الكثير من الأمور".
وتبعد نيجيريا أكثر من 3 آلاف كيلومتر عن جيبوتي، موقع القاعدة العسكرية الأمريكية الدائمة الوحيدة في أفريقيا.
وقال خبراء، إن الجيش الأمريكي يحتاج إلى المزيد من الموارد في المنطقة، وإلى الوقت لجمع المعلومات المخابراتية اللازمة لمهاجمة الجماعات المتشددة بفاعلية.
وأصبحت بوكو حرام، التي قد تكون الجماعة المتشددة الأكثر شهرة في نيجيريا، أولوية بالنسبة للولايات المتحدة قبل أكثر من 10 سنوات عندما خطفت ما يقرب من 300 تلميذة معظمهن مسيحيات من بلدة في شمال شرق البلاد.
لكن نيجيريا ابتعدت عن بؤرة الضوء في السنوات القليلة الماضية، ولم يتضح ماذا بالتحديد دفع ترامب إلى إعلانه ذلك يوم السبت، بحسب "رويترز".
- ترامب صاحب القول الفصل
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض آنا كيلي: "يستمع الرئيس ترامب إلى العديد من مستشاريه الموثوق بهم في أي قضية.. ولكنه صاحب القول الفصل في كل ما يتعلق بالسياسة الخارجية، وبالنسبة لهذا الأمر، كان مدفوعا للتحرك ضد التهديد الذي يتعرض له مصير المسيحيين في نيجيريا".
ومن جانبه، قال الزعيم الإنجيلي جاري باور لـ"رويترز"، إن أشخاصا يشعرون بقلق متزايد إزاء الهجمات على المسيحيين ضغطوا على ترامب قبل أن يصدر تحذيره لنيجيريا.
وقال باور: "أعلم أن الرئيس سمع من الكثيرين أن عليه اتخاذ إجراء".
وجاء تهديد ترامب بعد يوم واحد من إضافة إدارته نيجيريا إلى قائمة "الدول التي تثير القلق بشكل خاص"، والتي تضم دولا تقول الولايات المتحدة إنها تنتهك الحريات الدينية.
وقال مسئول دفاعي لـ"رويترز"، إن بعض أفراد الجيش الأمريكي توقعوا أن ترامب قد يتخذ إجراء بعد أن تحدث السناتور تيد كروز عن المسيحيين في نيجيريا في سبتمبر وأكتوبر.
وأوضح كروز، أن المسئولين النيجيريين سمحوا "بإبادة جماعية للمسيحيين" شملت عشرات الآلاف من عمليات القتل على مدى 15 سنة الماضية.
لكن المسئول الدفاعي لم يكن على علم بأي أوامر محددة بتنفيذ عمليات في نيجيريا.