مراقبة الغيوم في الشتاء وسيلة فعّالة لتحسين المزاج وتقليل التوتر النفسي

آخر تحديث: الثلاثاء 4 نوفمبر 2025 - 6:59 م بتوقيت القاهرة

سلمي محمد مراد

عاد الشتاء من جديد، وعادت معه نسائمه الباردة حيث تغيب الشمس لفترات طويلة وتحل مكانها الغيوم، ورغم أن كثيرون يشعرون بالانعزال والضيق مع دخول الشتاء دون سبب واضح.

لكننا في هذا التقرير سنجعل من فصل الشتاء فرصة استثنائية ووسيلة بسيطة وفعالة لتحسين المزاج واستعادة الهدوء الداخلي، من خلال مراقبة السماء المحملة بالسحب والغيوم، وذلك خلال تصريحات خاصة لـ "الشروق"، تقدمها الدكتورة زينب إبراهيم عبد العال، استشاري الصحة النفسية.

- سحر الغيوم في أيام البرد

تؤكد الدكتورة زينب، أن مراقبة الغيوم أو ما يُعرف بالعلاج بالطبيعة لا يحتاج إلى أدوات أو استعداد خاص، فقط بضع لحظات من الهدوء والنظر إلى السماء، لكنها ومع ذلك، يمكن أن تُحدث فرقًا كبيرًا في الصحة النفسية والعاطفية.

وتضيف أنه أثناء مراقبة حركة الغيوم البطيئة، تدخل في حالة من اليقظة الذهنية، وهي تركيز الحواس على اللحظة الحالية دون أحكام أو قلق، وهذه الممارسة أثبتت قدرتها على تقليل التوتر وتعزيز الشعور بالسكينة.

من خلال المنظر الجميل للسماء الذي تتغير بسرعة في الشتاء من رمادية ثقيلة إلى زرقاء صافية بعد المطر، لتمنحنا مشهدًا لا يتكرر مرتين، وهذه المشاهد لا تُبهج العين فحسب، بل تساعد أيضًا على تهدئة العقل وإبطاء وتيرة التفكير.

- فوائد التأمل في الغيوم خلال الشتاء

وتتابع أن للتأمل فوائد كثيرة منها تخفيف التوتر والقلق عن طريق أجواء الشتاء الهادئة، مع صوت المطر أو نسيم البرد، والتي توفر بيئة مثالية للتأمل ومراقبة السماء، مما يخفف من الضغط النفسي اليومي.

إضافة إلي تحسين المزاج، ففي الوقت الذي يعاني فيه البعض من تقلبات المزاج بسبب قلة ضوء الشمس، يمكن لمجرد النظر إلى الغيوم المتحركة أن يخلق إحساسًا بالراحة والتوازن العاطفي.

كذلك تحفيز الإبداع والتفكير الإيجابي، فتبدّل أشكال الغيوم وألوانها يحفز الخيال ويوقظ الطفل الداخلي فينا، فيمنح الذهن استراحة من الأفكار المرهقة.

أيضًا تعزيز الترابط الاجتماعي، فيمكن أن نجعل مراقبة السحب نشاطًا مشتركًا في عطلات الشتاء سواء مع العائلة أو الأصدقاء لتبادل الملاحظات أو الاستمتاع بلحظة تأمل جماعية.

فضلًا عن دعم التعافي النفسي لمن يعانون من الاكتئاب الشتوي أو الشعور بالوحدة، حيث يوفر النظر إلى السماء وسيلة آمنة ولطيفة للتواصل مع الطبيعة واستعادة الإحساس بالطمأنينة.

- كيف تمارس مراقبة الغيوم في الأجواء الباردة؟

تنصح الدكتورة زينب، باختيار مكان يتيح رؤية واضحة للسماء سواء شرفة، حديقة، أو حتى مقعد بجوار النافذة، وارتداء ملابس دافئة، مع مشروبًا ساخنًا، ثم التقاط أنفاسًا عميقة، والتركيز على حركة السحب أو تغير لون السماء بعد المطر، ولا تحكم أو تُفسر ما تراه؛ فقط لاحظه كما هو، ويمكنك أيضًا التقاط صور أو تدوين ملاحظاتك لتذكير نفسك بلحظات الصفاء هذه.

وتضيف أن المشي حتي لو بضع دقائق في الهواء الطلق، وممارسة تمارين التنفس والتواصل مع الطبيعة الذي نحن جزء منها والاستمتاع بالإضاءة البسيطة التي تسببها الغيوم، يساعد بقوة علي تحسين المزاج وإعادة الاتزان الداخلي، وتحسين الجهاز العصبي، وخاصة إذا تحولت إلي عادة يومية، ما ينعكس في النهاية علي تحقيق السلام النفسي، واتخاذ قرارات صائبة.

- الغيوم ليست رمادية فقط

واختتمت حديثها بأن بالرغم من أن السماء الشتوية قد تبدو رمادية ومزاجية، لكنها تحمل بين طبقاتها درجات من الجمال والهدوء لا نراها إلا عندما نتوقف لنتأملها، خاصة مع تزايد ضجيج الحياة وسرعة وتيرتها، وبالتالي تمنحنا مراقبة الغيوم فرصة لإبطاء الإيقاع، وللتواصل مع الذات ومع الطبيعة التي تهدينا سلامها كل يوم، حتى في أكثر الأيام برودة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved