القناع والتابوت الذهبي.. قصة اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون وكنوزه التي أبهرت العالم

آخر تحديث: الثلاثاء 4 نوفمبر 2025 - 10:00 ص بتوقيت القاهرة

أدهم السيد

يوافق الرابع من نوفمبر ذكرى اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون، الحدث الذي مثّل نقطة تحول كبرى في علم المصريات، إذ تُعد المقبرة الملكية الوحيدة المكتشفة كاملة المقتنيات، محتوية على نحو 3498 قطعة أثرية بين تماثيل ومجوهرات وأسلحة ذهبية تُجسّد عبقرية المصريين القدماء وتخلّد حضارتهم العريقة.

وتستعرض "الشروق" في هذا التقرير أبرز محطات اكتشاف المقبرة، وأهم ما ضمّته من كنوز وتوابيت، استنادًا إلى ما ورد في كتب: مقبرة توت عنخ آمون للمكتشف هاورد كارتر، والبحث عن الملك توت عنخ آمون لجويس تيلديسلي، وأشياء مذهلة.. علم المصريات بين 1914 والقرن الـ21 لجيسون تومبسون.

 

من هو توت عنخ آمون؟

تولى توت عنخ آمون حكم مصر في فترة حرجة شهدت اضطرابات دينية وسياسية أعقبت ثورة والده أخناتون الدينية. اعتلى العرش في التاسعة من عمره، وشهد عهده عودة عبادة آمون وتزايد نفوذ كهنة المعبد. وخلال فترة حكمه القصيرة بين عامي 1333 و1323 قبل الميلاد، شارك في مشروعات لترميم معبد الكرنك، كما قاد حملات عسكرية نحو النوبة والمناطق الشرقية بسوريا، قبل أن يرحل شابًا بعد 9 سنوات من الحكم.

 

رحلة البحث عن المقبرة

شهد وادي الملوك نشاطًا واسعًا في أعمال التنقيب بين أواخر القرن الـ19 وبدايات القرن الـ20، حيث اكتُشفت العديد من المقابر الملكية، لكن أغلبها كان قد نُهب على مرّ العصور. ومع تضاؤل فرص العثور على مقابر جديدة، واصل عالم الآثار البريطاني هاورد كارتر بحثه بعد عام 1914، حتى عثر على مقبرتين تضمان قطعًا أثرية تحمل اسم توت عنخ آمون، ما عزّز اعتقاده بوجود مقبرته في مكان قريب رغم صعوبة التنقيب في أرضية الوادي المكتظة بالاكتشافات السابقة.

 

عبدالرسول والصدفة وراء أعظم اكتشاف أثري

بدأ كارتر وفريقه أعمال الحفر مطلع نوفمبر 1922، في وقت مبكر عن موسم التنقيب المعتاد لتفادي ازدحام السائحين. وبينما كان العمال يعملون، عثر الطفل المصري حسين عبدالرسول بالصدفة على عتبة مقبرة في موضع مجاور، فسارع بإبلاغ كارتر، الذي حضر مع طاقمه ليجد ممرًا مدرّجًا ينتهي بأختام ملكية تحمل اسم توت عنخ آمون، إيذانًا ببدء اكتشاف أعظم كنز فرعوني في التاريخ.

 

العرش والتابوت الذهبي والقناع.. أبرز مقتنيات المقبرة

استأنف كارتر أعمال الحفر يوم 26 نوفمبر 1922 حتى بلغ الحجرة الأمامية للقبر، وهناك كتب لاحقًا عن انبهاره الشديد حين أضاء المكان بشمعته فرأى تماثيل ذهبية وأشكالًا غريبة لحيوانات بأعداد مذهلة.

تتألف المقبرة من حجرة أمامية تؤدي إلى حجرتين، واحدة للدفن وأخرى للكنز، إضافة إلى غرفة جانبية في الغرب. وقد احتوت المقبرة على نحو 398 قطعة أثرية بين تماثيل ذهبية وخشبية، وعربات مذهّبة، وأسلحة، ومجوهرات، وصناديق للعطور والطعام، وأوانٍ ومصابيح. وتضم الحجرة الأمامية 4 أسرّة فاخرة وكرسي عرش الملك الذهبي.

أما مومياء الملك، فقد وُجدت داخل غرفة الدفن، التي تضم 4 خزائن خشبية مذهّبة موضوعة داخل بعضها، تحتوي على 4 توابيت على هيئة إنسان، صُنعت من الحجر الكريم والخشب، وكان التابوت الداخلي من الذهب الخالص ويزن 110 كيلوجرامات. وبداخله مومياء الملك الملفوفة بالكتان، يحيط بها أكثر من مئة قطعة من الحلي، أبرزها التاج الذهبي الذي يزن قرابة كيلوغرامين ويبلغ طوله 50 سنتيمترًا.

 

ثورة 1919 أنقذت الكنز

كان المعتاد قبل ثورة 1919 أن يُقسم المنقبون الأجانب ما يكتشفونه من آثار مع الحكومة المصرية، لكن بعد الثورة غيّرت الدولة القوانين لتقليص سيطرة البعثات الأجنبية على المقابر الفرعونية. وبذلك، ظل كنز الملك توت ملكًا خالصًا لمصر. وقد شارك علماء آثار مصريون في أعمال التنقيب التي استمرت 8 سنوات حتى عام 1932، حين نُقلت آخر قطعة من المقبرة إلى القاهرة، لتصبح المقبرة الخالدة لتوت عنخ آمون أعظم اكتشاف أثري في التاريخ المصري القديم.     

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved