تسريبات ومخالفات واتهامات لـ بن غفير.. ماذا يحدث داخل شرطة الاحتلال الإسرائيلي؟
آخر تحديث: الأربعاء 4 ديسمبر 2024 - 10:29 ص بتوقيت القاهرة
عبدالله قدري
تواجه إسرائيل أزمة سياسية وقانونية جديدة بعد الكشف عن تحقيقات موسعة تطال مسئولين كباراً في الشرطة ومصلحة السجون الإسرائيلية (الشاباس)، على خلفية تهم تتعلق بالرشوة، خيانة الأمانة، وإعاقة التحقيقات، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
المتهمون تربطهم علاقة وثيقة بوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، المعروف بمواقفه اليمينية المتشددة. أثارت هذه التطورات جدلاً واسعاً حول طبيعة هذه التحقيقات ودوافعها.
تفاصيل القضية
بدأت التحقيقات بقيادة وحدة التحقيقات مع الشرطة (محش)، حيث طالت رئيس الشاباس كوبي يعقوبي، إلى جانب ضباط شرطة بارزين. يعقوبي يواجه اتهامات بعرقلة التحقيقات وخيانة الأمانة، بينما يشتبه في أن ضابط شرطة برتبة "نائب مفوض" قدّم رشوة لمسئول حكومي واستغل منصبه لنقل معلومات سرية لمكتب بن غفير مقابل ترقية وظيفية. كما تم استدعاء مساعد قائد الشرطة، لئور أبودرهام، للإدلاء بشهادته في القضية.
أبرز ما كشفته التحقيقات أن كوبي يعقوبي حاول حذف منشورات سلبية عن بن غفير من قنوات تواصل اجتماعي عبر الضغط على موظفين داخل الشاباس. وتشير المصادر إلى أن المعلومات المسربة لمكتب بن غفير تتعلق بتفاصيل حساسة حول سياسات الشرطة وأمن الدولة.
ردود فعل متباينة
وصف إيتمار بن غفير هذه التحقيقات بأنها "انقلاب على النظام"، واتهم المستشارة القانونية للحكومة غالي بهاراف-ميارا بتوجيه الأجهزة الأمنية لتقويض حكومته. وقال في بيان له: "هذه محاولة لمنع تنفيذ سياساتي، وضباط الشرطة والشاباس الذين ينفذونها يجدون أنفسهم الآن تحت التهديد". كما أشار إلى أن تعامل السلطات مع المسؤولين يتم بطرق "غير مهنية" تعرض حياتهم وحياة عائلاتهم للخطر.
في الوقت ذاته، طالب بن غفير بتشكيل لجنة تحقيق برئاسة القاضي السابق آشر غرونيس للنظر في استمرار ولاية المستشارة القانونية للحكومة. وأضاف: "هذه الحملة ليست فقط سياسية بل تعد استهدافاً مباشراً للسياسات التي انتخبت لتنفيذها".
من جانبه، قال عضو الكنيست، موشيه سعده إن التحقيقات تهدف إلى "الاضطهاد السياسي"، وأشار إلى أن نقل المعلومات بين المسؤولين أمر شائع في إسرائيل، لكن يتم تضخيمه حالياً لتحويله إلى تهمة "رشوة".
صدمة في الأجهزة الأمنية
داخل الشرطة، أثارت هويات المتهمين صدمة واسعة، خاصة أن المشتبه بهم يشغلون مناصب حساسة ومهمة. أعرب أحد الضباط عن دهشته قائلاً: "ما زلنا غير مصدقين، نحن في حالة ذهول تام".
أما جهاز الشاباك، فقد عبر عن استيائه من وحدة مكافحة الإرهاب اليهودي التابعة لشرطة يهودا والسامرة، متهماً إياها بعدم التصدي للمتطرفين اليمينيين بالشكل المطلوب، مع الإشارة إلى أن الوحدة تعمل بناءً على توجهات بن غفير بدلاً من تطبيق القانون.