مبادرة موحدة لتعزيز الابتكار في الذكاء الاصطناعي برعاية الجامعة العربية
آخر تحديث: الأربعاء 5 فبراير 2025 - 5:00 م بتوقيت القاهرة
ليلى محمد
أصدرت دائرة الحوار العربية حول "الذكاء الاصطناعي في العالم العربي: تطبيقات مبتكرة وتحديات أخلاقية"، التي نظمتها الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بيانها الختامي.
وجاء ذلك تحت رعاية أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية ورئيس لجنة التنسيق العليا للعمل العربي المشترك، وبالتنظيم المشترك بين الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري برئاسة الدكتور إسماعيل عبد الغفار، وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية برئاسة الدكتور عبدالمجيد البنيان، وبالتعاون مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
كما جاء ذلك بحضور الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، رئيس الدورة الحالية لمجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات ورئيس المكتب التنفيذي للمجلس، محمد اليماحي، رئيس البرلمان العربي، ونخبة من المندوبين الدائمين وممثلي الدول الأعضاء، إلى جانب نخبة من كبار المتخصصين الدوليين والعرب في مجال الذكاء الاصطناعي، وكبار مسؤولي وزارات الاتصالات والمعلومات بالدول العربية، وكبار مسؤولي وممثلي المنظمات والاتحادات العربية ذات الاهتمام بتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
ويأتي انعقاد هذه الدائرة الحوارية العربية تنفيذًا لقرار المجلس الاقتصادي والاجتماعي رقم 2444، في دورته العادية (114) - سبتمبر 2024، الذي تضمن الموافقة على قرارات الدورة العادية (56) للجنة التنسيق العليا للعمل العربي المشترك - أبريل 2024، وقرار الدورة (28) لمجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات - يناير 2024، بهدف: استكشاف أحدث الابتكارات العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي وتعزيز تبنيها في العالم العربي.
وتمت مناقشة التحديات الأخلاقية والتشريعية التي تواجه توظيف الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات.
كما ناقشت اللجنة العمل على وضع رؤية عربية موحدة لاستثمار الذكاء الاصطناعي بطريقة تحقق التوازن بين التقدم التكنولوجي والحفاظ على القيم والثقافة العربية.
وتستهدف الدائرة تعزيز التعاون العربي في مجال الذكاء الاصطناعي بما يخدم التنمية المستدامة في العالم العربي.
وتضمنت الفعاليات محاور دائرة الحوار، أربعة دوائر نقاشية رئيسية، وهي:
الدائرة الأولى بعنوان: "الابتكارات الحديثة في الذكاء الاصطناعي: استكشاف الاتجاهات العالمية والتطبيقات في المنطقة العربية"، مع التركيز على الذكاء الاصطناعي التوليدي، الطائرات المسيرة (الدرونز)، والروبوتات، وقد ترأسها الدكتور علي فهمي، عميد كلية الذكاء الاصطناعي بالأكاديمية.
الدائرة الثانية بعنوان: "الذكاء الاصطناعي في خدمة الدبلوماسية وحفظ السلام: آفاق التعاون الدولي ودوره في منع النزاعات"، وقد ترأسها السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد، ورئيس مكتب الأمين العام.
الدائرة الثالثة بعنوان: "أخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي: مع التركيز على أهمية الأطر الأخلاقية والتشريعية في تنظيم تطبيقات الذكاء الاصطناعي في العالم العربي"، وقد ترأسها الدكتور عبدالمجيد البنيان، رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية.
الدائرة الرابعة وهي الجلسة الفنية للبحث ومناقشة آليات تطبيق المحاور الرئيسية للدوائر الحوارية الثلاثة المذكورة، وترأسها الدكتور إسماعيل عبد الغفار، رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري.
وأصدرت دائرة الحوار عددًا من التوصيات الختامية، بناءً على المناقشات الثرية التي شهدتها أعمال الدائرة الحوارية، حيث توصل المشاركون إلى عدد من التوصيات الاستراتيجية التي تدعم منظومة العمل العربي المشترك في مجال الذكاء الاصطناعي، وتشمل:
إطلاق مبادرة عربية موحدة لتعزيز الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، مع التأكيد على توافق هذه الابتكارات مع القيم العربية الأصيلة.
اقتراح إطار تشريعي عربي مشترك لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي، يضمن تحقيق التوازن بين التطور التكنولوجي والحفاظ على الخصوصية والأمن السيبراني.
تعزيز التعاون العربي والدولي عبر إنشاء منصات عربية متخصصة لتبادل الخبرات والمعرفة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، مع التركيز على الشراكات مع المنظمات الدولية الرائدة.
إدراج الذكاء الاصطناعي كأولوية استراتيجية في خطط التنمية الوطنية للدول العربية، وتعزيز دوره في التعليم، الصحة، الأمن، والبنية التحتية الرقمية.
تطوير ميثاق عربي لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، يحدد المبادئ الأخلاقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في القطاعات المختلفة، مع مراعاة الجوانب الثقافية والدينية والقانونية للدول العربية.
ومن أبرز التوصيات أيضًا إنشاء مراكز بحثية متخصصة داخل الأكاديميات والجامعات العربية، وبصفة خاصة دعم المركز العربي للذكاء الاصطناعي، والذي تستضيفه الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بفرعها في مدينة العلمين الجديدة، في إطار منظومة جامعة الدول العربية، وذلك لدراسة تأثير الذكاء الاصطناعي على المجتمعات العربية، وتعزيز الأبحاث في هذا المجال.
كما تم بحث إطلاق برامج تدريبية وتأهيلية عربية متخصصة في الذكاء الاصطناعي، تستهدف الموظفين الحكوميين، الشركات الناشئة، والمبتكرين العرب، لتطوير القدرات الوطنية في هذا المجال.
تشكلت اللجنة التنظيمية العليا لدائرة الحوار برئاسة السفير الدكتور علي بن إبراهيم المالكي، الأمين العام المساعد، رئيس قطاع الشؤون الاقتصادية بجامعة الدول العربية، وعضوية كل من:
الدكتور علي فهمي - عميد كلية الذكاء الاصطناعي بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، رئيس اللجنة العلمية لدائرة الحوار.
وزير مفوض دكتور رائد الجبوري - مدير إدارة المنظمات والاتحادات العربية، مقرر الأمانة الفنية للجنة التنسيق العليا للعمل العربي المشترك.
الدكتور مصطفى رشيد - مساعد رئيس الأكاديمية للشؤون العربية، المقرر العام لدائرة الحوار العربية.
الدكتور خالد الحرفش - وكيل جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية للعلاقات الخارجية.
وفي ختام أعمال الدائرة الحوارية، التي ترأسها الأمين العام أحمد أبو الغيط، تم الاتفاق على تضمين هذه التوصيات داخل الوثيقة التاريخية التي يجري إعدادها، وتتضمن استراتيجيات قابلة للتنفيذ، وسيتم رفعها إلى اجتماع الدورة (57) للجنة التنسيق العليا للعمل العربي المشترك برئاسة الأمين العام لجامعة الدول العربية، والمقرر عقده في الجمهورية التونسية، خلال الفترة من 13-15 أبريل 2025، واجتماع مجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات ومكتبه التنفيذي في دورته المقبلة.
كما تم التأكيد على استمرار الحوار والتعاون بين الدول العربية والمنظمات العربية المتخصصة، لضمان تحقيق الاستفادة القصوى من الذكاء الاصطناعي، بما يخدم التنمية المستدامة، وتعزيز الأمن الرقمي، وحماية الهوية الثقافية العربية.