الأجهزة المحلية تعلن الحرب على الألعاب النارية

آخر تحديث: الأربعاء 5 مارس 2025 - 6:33 م بتوقيت القاهرة

شريف حربى وهدى الساعاتى وحمادة عاشور ومحمد فوزى

قاسم: حملات مكثفة على الأسواق والمحلات لضبط مروجى «الصواريخ»
شعبة الأدوات المكتبية: 95% من الألعاب النارية محلية الصنع

 

شهدت المحافظات خلال الأيام الماضية، تزايدا فى عدد الإصابات الناتجة عن استخدام الألعاب النارية، ما أدى إلى وقوع مشاجرات عنيفة بين الأهالى، وسط مطالبات بضرورة تشديد الرقابة على الأسواق للحد من بيع هذه الألعاب التى تحولت إلى مصدر تهديد حقيقى لحياة المواطنين.
وقال المتحدث باسم وزارة التنمية المحلية، خالد قاسم لـ«الشروق»: إن الأجهزة المعنية بالمحافظات واصلت حملاتها المكثفة على الأسواق والمحلات التجارية بكل المراكز والمدن والأحياء لضبط الألعاب النارية ومنع بيعها للأطفال واتخاذ إجراءات صارمة ضد المخالفين.
من جانبه، قال بركات صفا، نائب رئيس شعبة الأدوات المكتبية ولعب الأطفال بغرفة القاهرة التجارية، إن أكثر من 95% من الألعاب النارية المتوافرة بالسوق المحلية خلال الموسم الحالى، يتم تصنيعها محليا فى ورش ومصانع صغيرة بالمخالفة للقوانين، مؤكدا أن الحكومة تحظر استيرادها لأسباب أمنية، ولكن قد يتمكن بعض المهربين من إدخال كميات قليلة منها إلى البلاد.
وأضاف صفا لـ«الشروق»، أن تصنيع الألعاب النارية محليا هو أمر سهل للغاية، وتكلفته بسيطة نسبيا، لذلك فإن المنتج النهائى يكون فى متناول الجميع وبأسعار منخفضة، وهو ما يشكل خطر على المواطنين، بحسب قوله.
وقدر صفا حجم زيادة المعروض من الألعاب النارية خلال العام الجارى بنسبة 100% على أساس سنوى، مرجعا ذلك إلى توفر المواد الخام المستخدمة فى صناعتها بكميات كبيرة، على عكس العام الماضى الذى شهد ندرة من هذه المواد على خلفية أزمة نقص العملة الأجنبية.
وأوضح، أن بيع الألعاب النارية يعد جريمة قانونية تصل عقوبتها لـ3 سنوات، متسائلا: «كيف ينتشر بائعوا «الصواريخ» فى كل مكان وأمام أعين جميع الأجهزة الأمنية دون أن يُعاقبوا؟».
وفى محافظة قنا، رصدت «الشروق» استقبال عدد من مستشفيات المحافظة لحالات إصابة خطيرة بسبب «الصواريخ»، وقال طبيب استقبال بمستشفى قنا العام، رفض ذكر اسمه، إن المستشفى استقبل حالات تعانى من حروق من الدرجتين الثانية والثالثة، وجروح قطعية، فضلا عن فقدان أحد الأطفال لإحدى عينيه بسبب انفجار «صاروخ نارى» فى وجهه.
وأضاف، أن نسبة كبيرة من المصابين هم أطفال دون العاشرة من العمر، وهو ما يستدعى تدخلا عاجلاً من الجهات المعنية لتحذير من خطورة هذه الألعاب النارية.
لم تقتصر خطورة هذه الألعاب على الإصابات فقط، بل امتدت إلى اندلاع مشاجرات عنيفة بين الأهالى، كانت آخرها بقرية جزيرة دندرة بمحافظة قنا، حيث لقى شخصان مصرعهما وأصيب ثلاثة آخرون إثر مشاجرة بين عائلتين بسبب استخدام الأطفال للألعاب النارية «الصواريخ»، ما أدى إلى تفاقم الخلافات وتحولها إلى مواجهة دامية.
وحذر الدكتور محمود عويس، عضو مجلس نقابة أطباء قنا، من تزايد انتشار الألعاب النارية، خصوصا الصواريخ التى يستخدمها الأطفال بشكل عشوائى، ومخاطرها  الصحية والجسدية الخطيرة التى قد تنتج عنها، قائلا: «هذه الألعاب ليست مجرد وسيلة للترفيه، بل تمثل تهديدا حقيقيا لسلامة الأطفال والمجتمع بأسره».
وأضاف عويس لـ«الشروق»، أن هذه الألعاب تؤدى إلى إصابات مباشرة، مثل الحروق والجروح العميقة، وقد تصل فى بعض الحالات إلى فقدان البصر أو بتر الأطراف بسبب الانفجارات القوية، كما أن التعرض المستمر لهذه الأصوات العالية قد يؤدى إلى القلق واضطرابات النوم لدى الأطفال، ويزيد من العدوانية لديهم نتيجة الاعتياد على استخدام العنف كوسيلة للمتعة.
وفى ظل تصاعد الأزمة، وجه محافظ قنا، خالد عبد الحليم، بشن حملات مكثفة على الأسواق والمحلات التجارية بكل مراكز المحافظة لضبط الألعاب النارية ومنع بيعها للأطفال، مؤكدًا أن الأجهزة التنفيذية ستتخذ إجراءات صارمة ضد المخالفين.
وشدد محافظ قنا على ضرورة توعية الأهالى بخطورة هذه الظاهرة حفاظا على سلامتهم، موجها الأجهزة الأمنية بتنفيذ حملات مفاجئة على التجار الذين يروجون لهذه الألعاب، ومصادرة الكميات المضبوطة، إضافة إلى فرض غرامات مالية على المخالفين.
وتمكنت مديرية التموين بالغربية، من ضبط 46 ألفا و545 عبوة ألعاب نارية داخل محل لعب أطفال فى منطقة مسجد السيد البدوى بمدينة طنطا، والمحظور تداولها أو بيعها لخطورتها على أروح المواطنين خصوصا الأطفال.
من جانبه، أكد محافظ الغربية، اللواء أشرف الجندى، أن الحملات الأمنية مستمرة بلا تهاون؛ لمكافحة الاتجار غير المشروع بالألعاب النارية، مشددًا على أن المحافظة لن تسمح بتحويل فرحة المواطنين إلى كارثة بسبب الاستخدام العشوائى للألعاب النارية، خاصة بين الأطفال والشباب.
وأضاف، أن الأجهزة التنفيذية تعمل على مدار الساعة لملاحقة المخالفين، مع اتخاذ إجراءات قانونية رادعة لضبط الأسواق وتحقيق الردع العام.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved