قصص الحيوان بالقرآن (5).. الحوت سجن نبي الله يونس

آخر تحديث: الأربعاء 5 مارس 2025 - 10:29 ص بتوقيت القاهرة

أدهم السيد

كرم الله البشر بعضهم على بعض، وكذلك كرم عدد من مخلوقاته، فمنها من أقسم الله تعالى بها، ومنها من حكيت قصتها في القرآن، ومنها من ضرب به المثل في الآيات الكريمة.

واحتوت قصص تلك الحيوانات على الحكمة والعبرة لمن يقرأ في كتاب الله ليجد من أراد أن يتدبر بعلم يغنيه عن الوقوع بالخطأ ونسيان السبيل الصحيح.

وتسرد جريدة الشروق حادثة التقام الحوت لنبي الله يونس عليه السلام عندما ترك قومه الذين كذبوا دعوته، وذلك نقلا عن كتاب تفسير ابن كثير، وكتاب روح المعاني للألوسي.

وورد ذكر نبي الله يونس مع الحوت في قول الله تعالى "وإن يونس لمن المرسلين إذ أبق إلى الفلك المشحون فساهم فكان من المدحضين فالتقمه الحوت وهو مليم فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون فنبذناه بالعراء وهو سقيم وأنبتنا عليه شجرة من يقطين وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون فآمنوا فمتعناهم إلى حين" الصافات : 139 - 148.

وكان نبي الله يونس مرسلا لأهل نينوى بالعراق فدعاهم لله ولكنهم كذبوه فأنذرهم بالعذاب واستعجل، وغادر قبل أن يأمره الله أو تنتهي مهلة قومه الموعود بها، وحدث أن خاف أهل نينوي العذاب فتضرعوا إلى الله وأكثروا في الدعاء بعد أن آمنوا فكشف الله عنهم العذاب.

وغادر يونس عليه السلام من قبل ولم يعلم بإيمان قومه وركب إحدى السفن فاضطربت حركتها واشتدت الريح بها، فأراد ركاب السفينة أن يخففوا حملها بإلقاء واحد منهم وعملوا لذلك قرعة بالأسهم فمن يطفوا سهمه على الماء يتم إلقاءه من السفينة فطفى سهم نبي الله يونس، وكان الركاب يعلمون أنه نبي فكرروا القرعة مرتين وطفى سهم نبي الله يونس، فعلم أنه أمر من الله فخرج ليلقي نفسه في الماء.

وأرسل الله حوتا يتربص للنبي يونس، وحين نزل النبي للبحر التقمه الحوت فورا، وكان الحوت قد أوحي إليه من الله ألا يهشم لنبي الله لحما وألا يكسر له عظما، وأن تكون بطنه سجنا ليونس عليه السلام.

وظن سيدنا يونس وهو في بطن الحوت أنه قد مات فحاول أن يحرك رجليه فتحركت، فعلم أنه حي فسجد لله، وقال يارب اتخذت لك مسجدا في موضع لم يعبدك فيه أحد، وغاص الحوت بنبي الله لعمق بعيد فسمع أصواتا وسأل عنها فأوحى الله إليه أنها تسبيح حيتان البحر فقال نبي الله حينها "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين".

سمعت الملائكة دعوة سيدنا يونس عليه السلام فشفعت له عند الله، وفقا للحديث النبوي الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه، فاستجاب الله دعوة يونس عليه السلام، وأوحى للحوت أن ينبذه.

واختلف العلماء في مدة مكوث سيدنا يونس ببطن الحوت فمنهم من قال يوما ومنهم من قال أسبوع ومنهم من قال إنه ظل داخل الحوت 40 يوما.

وخرج نبي الله من بطن الحوت لأرض عراء، وهو مريض، فأنبت الله عليه شجرة يقطين يستظل ويأكل منها حتى أرسله الله لقومه وهم أكثر من 100 ألف فآمنوا به وكشف الله عنهم العذاب.

اقرأ أيضا
قصص الحيوان بالقرآن (4).. بقرة بني إسرائيل ومعجزة إحياء القتيل

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved