ماذا نعرف عن سجن ألكتراز الخطير الذي أمر ترامب بإعادة فتحه؟

آخر تحديث: الإثنين 5 مايو 2025 - 3:27 م بتوقيت القاهرة

الشيماء أحمد فاروق

وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حكومته بضرورة إعادة فتح وتوسيع سجن الكاتراز، الواقع على جزيرة صغيرة بولاية كاليفورنيا، عبر منشور على منصته "تروث سوشيال" .

وكتب ترامب: "لقد عانت أمريكا لفترة طويلة من المجرمين العنيفين، حثالة المجتمع، الذين لن يقدموا أي شيء سوى البؤس والمعاناة. عندما كنا أمة أكثر جدية، في الماضي، لم نتردد في حبس أخطر المجرمين، وإبعادهم عن أي شخص يمكن أن يتسببوا في إيذائه. هكذا يفترض أن يكون الأمر".

وأضاف، "لهذا السبب، أوجه اليوم مكتب السجون، بالتعاون مع وزارة العدل ومكتب التحقيقات الاتحادي ووزارة الأمن الداخلي، لإعادة فتح سجن الكاتراز موسعا ومعاد بناؤه بشكل كبير، لإيواء أخطر المجرمين وأكثرهم عنفا في أمريكا".


-ما هو تاريخ سجن ألكاتراز؟

 

اسم ألكاتراز مشتق من الكلمة الإسبانية "ألكاتراسيس"، ففي عام 1775، كان المستكشف الإسباني خوان مانويل دي أيالا أول من أبحر إلى ما يُعرف الآن بخليج سان فرانسيسكو، حيث رسمت بعثته خريطة للخليج وأطلقت على إحدى الجزر الثلاث اسم ألكاتراسيس، ومع مرور الوقت، حُوِّل الاسم إلى الإنجليزية ليصبح ألكاتراز، ولا يزال المعنى الدقيق للكلمة محل جدل، إلا أن وضع له بعض التعريفات مثل "البجع" أو "الطائر الغريب"، وفقا لـ موقع مكتب السجون الفيدرالي BOP.

وفي عام 1850، صدر أمر رئاسي بتخصيص الجزيرة لاستخدامها كمحمية عسكرية أمريكية، ودفعت حمى الذهب في كاليفورنيا، وما نتج عنها من طفرة في نمو سان فرانسيسكو، والحاجة إلى حماية خليج سان فرانسيسكو، الجيش الأمريكي إلى بناء قلعة "حصن" على قمة الجزيرة في أوائل خمسينيات القرن الـ19.

كما وضع الجيش خططًا لنصب أكثر من 100 مدفع على الجزيرة، مما جعل ألكاتراز الموقع العسكري الأكثر تحصينًا على الساحل الغربي، وشكّلت ألكاتراز، إلى جانب فورت بوينت ولايم بوينت، "مثلث دفاع" مصمم لحماية مدخل الخليج.

وبحسب موقع مكتب السجون الفيدرالي، بحلول أواخر خمسينيات القرن الـ19، وضع أول سجناء عسكريين في الجزيرة، وتضاءلت أهمية ألكاتراز الدفاعية، واستمر دوره كسجن لأكثر من 100 عام، في عام 1909، هدم الجيش القلعة، تاركًا طابقها السفلي أساسًا لسجن عسكري جديد، من عام 1909 إلى عام 1911، بنى السجناء العسكريون في ألكاتراز السجن الجديد، الذي عُرِفَ باسم ثكنات التأديب الأمريكية للجيش الأمريكي، واشتهر هذا المبنى لاحقًا باسم "الصخرة".

واستخدم الجيش الأمريكي الجزيرة لأكثر من 80 عامًا، من عام 1850 حتى عام 1933، حين نُقلت إلى وزارة العدل الأمريكية ليستخدمها مكتب السجون الفيدرالي، وكانت الحكومة الفيدرالية قد قررت افتتاح سجن شديد الحراسة، يتمتع بامتيازات قوية، للتعامل مع أكثر السجناء خطورة في السجون الفيدرالية.

من بين الأساطير العديدة حول ألكاتراز "استحالة النجاة عند الفرار منه" لأن السباحة من الجزيرة إلى البر الرئيسي خطرة وليس بسبب أسماك القرش، كما يشاع، في الواقع، لا توجد أسماك قرش في خليج سان فرانسيسكو، ولكن العوائق الرئيسية هي برودة الجو "بمتوسط 50-55 درجة فهرنهايت"، والتيارات القوية، والمسافة إلى الشاطئ "1.5 ميل على الأقل".

في 21 مارس 1963، أُغلق سجن ألكاتراز بعد 29 عامًا من التشغيل، والسبب يعود إلى أن المؤسسة كانت باهظة التكلفة للغاية بحيث لا يمكنها الاستمرار في العمل، وقُدِّرت الحاجة إلى ما بين 3 و5 ملايين دولار لأعمال الترميم والصيانة فقط لإبقاء السجن مفتوحًا، لم يشمل هذا الرقم تكاليف التشغيل اليومية - كانت تكلفة تشغيل ألكاتراز أعلى بـ3 مرات تقريبًا من أي سجن فيدرالي آخر، في عام 1959، كانت التكلفة اليومية للفرد في ألكاتراز 10.10 دولار مقارنة بـ 3.00 دولار لأي سجن آخرن.

بعد حوالي 10 سنوات، أنشأ الكونجرس منطقة جولدن جيت الترفيهية الوطنية، وأُدرجت جزيرة ألكاتراز ضمن وحدة إدارة المتنزهات الوطنية الجديدة، وافتُتحت الجزيرة للجمهور في خريف عام 1973، وأصبحت من أشهر مواقع إدارة المتنزهات، حيث يزورها أكثر من مليون زائر من جميع أنحاء العالم سنويًا.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved