بينما يبقى العالم صامتا.. نحن نُبحر: ما الذي نعرفه عن أسطول الصمود المتجه إلى غزة؟

آخر تحديث: الجمعة 5 سبتمبر 2025 - 12:57 م بتوقيت القاهرة

رنا عادل

استأنفت قافلة المساعدات الإنسانية المتجهة إلى قطاع غزة إبحارها من ميناء برشلونة الإسباني يوم الاثنين الماضي، بعد أن اضطرت للعودة مؤقتًا بسبب سوء الأحوال الجوية. تضم القافلة عشرات السفن والقوارب، ويشارك فيها نشطاء ومتضامنون من مختلف أنحاء العالم، من بينهم الناشطة السويدية في مجال المناخ جريتا ثونبرغ.

وتأتي هذه المبادرة في إطار ما يُعرف بـ"أسطول الصمود العالمي"، الذي يسعى لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ عام 2007، تحت شعار: "بينما يبقى العالم صامتًا، نحن نُبحر"، مؤكدًا على التضامن الدولي مع الفلسطينيين وحقوقهم الإنسانية.

* تحركات موازية من إيطاليا وتونس

وفقا لعدة وسائل إعلام أجنبية، تزامن هذا التحرك مع انطلاق قافلة أخرى من ميناء جنوى شمال غربي إيطاليا محمّلة بالمساعدات الإنسانية، حيث من المقرر أن تلتقي بالسفن القادمة من برشلونة في جزيرة صقلية الإيطالية قبل التوجه معاً نحو غزة.

كما تستعد تونس لإطلاق قافلة إضافية في الرابع من سبتمبر الجاري، على أن تلتحم مع باقي الأسطول في تحرك مشترك لفتح ممر إنساني ووقف ما وصفه المنظمون بـ"الإبادة المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني". ومن المتوقع أن يصل الأسطول إلى سواحل غزة في 8 سبتمبر.

* تهديد بإضراب دولي وتضامن عابر للحدود

وقبل انطلاق السفن من ميناء جنوى الإيطالي، وجّه أحد قادة عمال الموانئ تحذيراً شديد اللهجة، مؤكداً أنه في حال فقد الاتصال بالقوارب ولو لمدة 20 دقيقة فقط، فإن "أوروبا كلها ستتوقف" عبر إضراب دولي واسع.

ودعا أيضاً إلى تعطيل الطرق والمدارس إذا ما تعرض المشاركون لأي اعتداء، في إشارة مباشرة إلى الهجمات الإسرائيلية السابقة على سفن متجهة إلى غزة لكسر الحصار.

كما أعلنت الناشطة السويدية جريتا ثونبرغ، عضو اللجنة التوجيهية لأسطول الصمود العالمي، عبر حسابها على "إنستجرام" أنه من المقرر أن تنضم إلى الأسطول عشرات السفن الإضافية التي ستبحر من الدول المطلة على البحر المتوسط في الرابع من سبتمبر الجاري، بالتزامن مع مظاهرات ونشاطات عدة في 44 دولة.

* المشاركون البارزون

ويضم الأسطول آلاف النشطاء من 44 دولة، يمثلون خلفيات مهنية وحقوقية وصحفية وطبية متنوعة، إلى جانب شخصيات عامة بارزة، منها: الناشطة البيئية السويدية جريتا ثونبرغ، والممثلة الأميركية الحائزة على الأوسكار سوزان ساراندون، والممثل السويدي غوستاف سكارسغارد، والممثل الأيرلندي ليام كانينجهام، وأستاذ القانون الدولي في السوربون فرانكو رومانو، والمؤثرة الأميركية هانا كلير سميث، وهي مسؤولة الإعلام في الأسطول.

* التنظيم والتحالفات

يعرّف أسطول الحرية نفسه عبر موقعه الرسمي بأنه حركة شعبية عالمية لا تنتمي إلى أي تيار سياسي، وتسعى إلى كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ أكثر من 17 عاماً، باعتباره سبباً لأزمة إنسانية حادة وحرماناً لحقوق الفلسطينيين الأساسية.

ويؤكد القائمون على الأسطول أن الحصار ليس قدراً طبيعياً، بل نتيجة قرارات سياسية وعسكرية، وأن الهدف من التحرك هو توعية العالم وفضح تواطؤ بعض الحكومات، إلى جانب تلبية نداء الفلسطينيين في غزة وإظهار التضامن معهم من أجل الحرية والكرامة.

ويتكون الأسطول من عدة مبادرات وتحالفات دولية، أبرزها: اتحاد أسطول الحرية، وحركة غزة العالمية، وقافلة الصمود المغاربية، ومبادرة صمود نوسانتارا الآسيوية.

* تاريخ طويل من محاولات كسر الحصار

وعلى مدى 17 عاماً من الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة، حاولت أكثر من 37 سفينة الوصول إلى شواطئ القطاع، لم ينجح منها سوى خمس فقط.

ففي 27 أغسطس الماضي اعترضت البحرية الإسرائيلية سفينة حنظلة التي أبحرت من صقلية وعلى متنها 21 ناشطاً، وتم اقتيادها إلى ميناء أسدود. وقبلها بشهرين تم اعتراض السفينة الشراعية مادلين التابعة لتحالف أسطول الحرية، وكان على متنها 12 ناشطاً من دول أوروبية وأميركا اللاتينية.

وبينما يرفع "أسطول الصمود" هذه المرة راية التضامن الإنساني، يبقى مصير رحلته رهناً برد الفعل الإسرائيلي والضغوط الدولية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved