هندسة القواعد.. ذاكرة صامتة تصون الحضارة داخل المتحف المصري الكبير
آخر تحديث: الأربعاء 5 نوفمبر 2025 - 9:20 م بتوقيت القاهرة
إسلام عبد المعبود
رصدت "الشروق" واحدة من القصص الصامتة التي تقف خلف مشهد العرض المبهر داخل قاعات المتحف المصري الكبير، حيث تبرز الأدوار الخفية لمهندسين وفنيين أسهموا في تقديم القطع الأثرية بأعلى درجات الدقة والجمال، ليحمل كل تفصيل من تفاصيل العرض بصمة هندسية تحفظ للحضارة المصرية هيبتها أمام الزائرين.
ومن بين هذه الأسماء البارزة يبرز اسم المهندس كريم شلبي، أحد مهندسي تنفيذ وحدات تثبيت وعرض القطع الأثرية بالمتحف، الذي تولّى مهمة تصميم وتركيب القواعد المعدنية ووحدات التثبيت التي تضمن ثبات القطع الأثرية في فتارين العرض بالقاعات الرئيسية، وفق أعلى معايير الأمان والجمال المتحفي.

ويؤكد القائمون على المشروع أن عمل المهندس كريم شلبي تجاوز الجانب الفني البحت، ليصبح مسئولية تاريخية تتطلب حساً جمالياً ووعياً أثرياً عميقاً، باعتبار أن تلك القواعد هي الأساس غير المرئي الذي يمنح القطعة الأثرية توازنها ووقفتها المثالية أمام الجمهور.

كما تولّى شلبي كذلك مهام طباعة بطاقات الشرح والمعلومات العلمية الخاصة بالقطع المعروضة داخل القاعات الرئيسية، ليكتمل العمل بصورة متكاملة تجمع بين التثبيت الهندسي والمحتوى المعرفي، في تجربة فريدة تعكس روح التكامل بين الفن والهندسة والعلم داخل أكبر متاحف العالم.
ويُذكر أن المتحف المصري الكبير يُعد أحد أهم المشروعات الثقافية في القرن الحادي والعشرين، ويقع على مساحة 500 ألف متر مربع بالقرب من أهرامات الجيزة، ليشكل بوابة حضارية كبرى تعكس عظمة التراث المصري القديم بأسلوب عرض حديث.

ويضم المتحف ما يقارب الـ 100 ألف قطعة أثرية، من بينها المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون، وقاعات عرض متحفي مجهزة بأحدث أنظمة الإضاءة والحفظ والتأمين، بما يجعل منه أيقونة عالمية تخلّد هوية مصر الثقافية والحضارية.