أطباء بلا حدود: عدوان الاحتلال في الضفة حد من القدرة على الوصول لمراكز الرعاية الصحية
آخر تحديث: الخميس 6 فبراير 2025 - 12:13 م بتوقيت القاهرة
وفا
قالت منظمة «أطباء بلا حدود»، إن «العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية وتقييد الحركة تسببا في تقليص حاد في قدرة الفلسطينيين على الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية».
وأوضح التقرير الصادر عن المنظمة، اليوم الخميس، بعنوان: «إلحاق الأذى والحرمان من الرعاية الصحية»، أن هذه الممارسات الإسرائيلية تشكل جزءا من نمط قمعي ممنهج، وهو ما وصفته محكمة العدل الدولية بأنه يرقى إلى العزل العنصري والفصل العنصري.
ويغطي التقرير الفترة بين أكتوبر 2023 وأكتوبر 2024، ويتضمن مقابلات مع 38 مريضًا وعاملًا من «أطباء بلا حدود»، بالإضافة إلى فرق المستشفيات من المسعفين والمتطوعين الذين تدعمهم المنظمة.
وأكدوا أن اقتحامات الاحتلال الإسرائيلي والقيود المشدَّدة على الحركة حدّت من قدرات الوصول إلى الخدمات الأساسية، ولا سيما الرعاية الصحية، إذ إن الوضع تدهور بشكل أكبر منذ إعلان وقف إطلاق النار في غزة، حيث إن الظروف المعيشية تردّت للكثير من الفلسطينيين الذين يدفعون أثمانًا باهظة على الصعيدين الجسدي والنفسي.
وفي هذا السياق، يوضح منسق الطوارئ في «أطباء بلا حدود»، بريس دو لو فين: «يموت المرضى الفلسطينيون لمجرد أنهم غير قادرين على الوصول إلى المستشفيات. نشهد اعتراض القوات الإسرائيلية لسيارات الإسعاف عند الحواجز، حتى أثناء نقلها لمرضى في حالات حرجة، إضافة إلى تطويق المرافق الطبية ومداهمتها خلال العمليات العسكرية، وتعريض العاملين في المجال الصحي للعنف الجسدي خلال مساعيهم إلى إنقاذ حياة الناس».
وأشارت المنظمة إلى أن كوادرها تلقت تقارير عن تزايد الهجمات على الطواقم والمرافق الطبية، تشمل الهجمات على المستشفيات، وتدمير المواقع الطبية المؤقتة في مخيمات اللاجئين، إضافة إلى ما يتعرّض له المسعفون والعاملون الطبيون من مضايقة واحتجاز وإصابات، وحتى قتل على يد قوات الاحتلال.
وبين أكتوبر 2023 وديسمبر 2024، سجلت منظمة الصحة العالمية 694 هجومًا على الرعاية الصحية في الضفة الغربية، مع وقوع المستشفيات ومرافق الرعاية الصحية غالبًا تحت حصار قوات الاحتلال، حيث يعبّر العاملون في القطاع الصحي عن شعورهم بانعدام الأمن، إذ يتعرضون بشكل متكرر للمضايقات والاحتجاز والإصابات، بل حتى القتل.
ويقول مسعف في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني التي تدعمها «أطباء بلا حدود»: «حاصرت القوات الإسرائيلية مركز المعالجة المؤقتة في طوباس وأغلقت مداخلها، بالرغم من أنه كان من الواضح جدًا أن هذا مبنى طبي. وأجبروا جميع المسعفين على الخروج من المركز. حيث هناك حوالي 22 مسعفًا. أطلق الاحتلال النار داخل المبنى وخارجه، ما أدى إلى إتلاف إمداداتنا وتضرر المركز».
ولفتت المنظمة إلى أن القيود المفروضة على الحركة أدت إلى تداعيات مهلكة، فقد تعرّض الوصول إلى الرعاية الصحية للعراقيل بشكل كبير في ظل إعاقة حركة سيارات الإسعاف واستهدافها، والتصعيد في العدوان الذي أسفر عن الكثير من الضحايا والمصابين، إلى جانب الدمار الواسع الذي يطال البنية التحتية المدنية من طرق ومرافق صحية وشبكات مياه وكهرباء، خصوصًا في مخيمات طولكرم وجنين. وفي المناطق النائية وضواحي المدن مثل جنين ونابلس، تزداد الأوضاع قسوة، إذ يُجبر المرضى المصابون بأمراض مزمنة، مثل المحتاجين إلى غسيل الكلى بانتظام، على البقاء في منازلهم بسبب العقبات الكبيرة التي تحول دون وصولهم إلى الرعاية الصحية.
وتابعت: «إلى جانب التوغلات العسكرية الإسرائيلية المتكررة، أدى عنف المستوطنين والتوسع المستمر في المستوطنات إلى تعريض الكثير من الفلسطينيين لمزيد من العنف، وسط خشية من التنقل في جميع أنحاء الضفة الغربية. ووفقًا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، فقد تم تسجيل ما لا يقل عن 1,500 هجوم شنه المستوطنون على الفلسطينيين بين أكتوبر 2023 وأكتوبر 2024».
وشددت المنظمة، على أن إسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال، تتحمل التزامات قانونية بموجب القانون الدولي، لضمان إمكانية وصول السكان إلى الرعاية الصحية وحماية العاملين في المجال الطبي، في ظل ما يواجهه نظام الرعاية الصحية في الضفة الغربية من ضغط هائل، ما يجبره على العمل بحالة طوارئ دائمة.
ودعت «أطباء بلا حدود»، سلطات الاحتلال إلى وقف عنفها ضد الطواقم الطبية والمرضى والمرافق الصحية، ووقف الهجمات التي تعيق الكوادر الطبية عن أداء واجباتها المنقذة للحياة.