هل يؤثر تلوث الهواء على إنجاز الإنسان مهامه اليومية؟
آخر تحديث: الخميس 6 فبراير 2025 - 4:21 م بتوقيت القاهرة
منار عبدالسلام
كشفت دراسة حديثة أن قدرة الأشخاص على التركيز على المهام اليومية تتأثر بالتعرض قصير المدى لتلوث الهواء، وأكدت أن أداء المشاركين كان أسوأ في الاختبارات المعرفية بعد تعرضهم لتلوث الهواء.
وحلل الباحثون بيانات 26 مشاركا قبل وبعد تعرضهم إما لمستويات عالية من الجسيمات "PM" باستخدام دخان شمعة، أو الهواء النظيف لمدة ساعة.
ووجدت الدراسة، التي أُجريت على مجموعة من البالغين الأصحاء ولا يعانون من أي مشاكل في الجهاز التنفسي أو العصبي، التي نشرت في مجلة Nature Communications، أنه حتى التعرض لفترة وجيزة لتركيزات عالية من PM أثر على الاهتمام الانتقائي للمشاركين والتعرف على المشاعر، ويمكن أن يؤثر على قدرة الفرد على التركيز على المهام، وعدم القدرة على التصرف بطريقة مناسبة اجتماعيا.
وقال الدكتور توماس فاهرتي، مؤلف مشارك في الدراسة: "إن المشاركين الذين تعرضوا لتلوث الهواء لم يتمكنوا من تجنب تشتت الانتباه"، "لقد كانوا أسوأ في إدراك ما إذا سعداء أم خائفين، وأثر ذلك على كيفية تصرفنا مع الآخرين".
ووجدت الدراسة أن الذاكرة العاملة للمشاركين لم تتأثر، مما يشير إلى أن بعض وظائف المخ أكثر مرونة من غيرها في مواجهة التعرض للتلوث على المدى القصير.
ويعد تلوث الهواء أحد أكبر عوامل الخطر البيئي على الصحة العامة على مستوى العالم، وقدرت منظمة الصحة العالمية أن تلوث الهواء الخارجي يسبب حوالي 4.2 مليون حالة وفاة مبكرة سنويا في جميع أنحاء العالم.
ويقول الباحثون، إن نتائج الدراسة يمكن أن يكون لها آثار مجتمعية واقتصادية كبيرة، بما في ذلك التحصيل العلمي وإنتاجية العمل.
وتعد هذه الدراسة جزءًا من مشروع أكبر سيختبر تأثير المصادر المختلفة للملوثات، والتي يأمل الباحثون أن تساعد في توجيه السياسات المستقبلية وتدابير الصحة العامة.
وأوضح مؤلف الدراسة أن "المشروع الأكبر" يبحث في مصادر مختلفة للملوثات، "مثل انبعاثات الطهي، وحرق الأخشاب، وعوادم السيارات، ومنتجات التنظيف"، ويعتمد على محاولة منع أو إصلاح مسببات التلوث بدلاً من قياسنا للنسب وحالات الضرر بعد وقوعه.