كيف أشاد كوشنر بعقارات غزة قبل عام خطة ترامب بتحويل غزة لـ ريفيرا الشرق الأوسط؟

آخر تحديث: الخميس 6 فبراير 2025 - 11:16 ص بتوقيت القاهرة

عبدالله قدري

قبل عام واحد فقط من إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن خطته المقترحة للسيطرة على قطاع غزة وتحويله إلى منطقة سياحية، أثار صهره ومستشاره السابق، جاريد كوشنر، الجدل بتصريحات وصف فيها غزة بأنها تمتلك "واجهة بحرية قيّمة للغاية"، مما يشير إلى إمكانية تطويرها اقتصاديًا وجعلها منطقة استثمارية مربحة إذا تم إعادة تأهيلها بالشكل الصحيح.

تصريحات كوشنر حول غزة

في مقابلة أجراها مع برنامج "مبادرة الشرق الأوسط" التابع لكلية كينيدي للحكم بجامعة هارفارد في فبراير 2024، تحدث كوشنر عن إمكانية استغلال غزة بشكل أفضل إذا تم توجيه الموارد نحو "بناء سبل العيش" بدلاً من إنفاقها على العمليات العسكرية. وأشار إلى أن الأموال التي استُخدمت في بناء الأنفاق العسكرية وشراء الأسلحة "كان من الممكن أن تُستثمر في مجالات التعليم والابتكار، مما كان سيؤدي إلى تحسين حياة السكان بدلاً من الوضع الحالي".

وأضاف كوشنر أنه "من وجهة نظر إسرائيل، قد يكون من الأفضل إخراج السكان من غزة، ثم تنظيف المنطقة وإعادة تأهيلها"، لكنه أكد في الوقت نفسه أن إسرائيل لم تعلن عن نيتها منع السكان من العودة بعد انتهاء العمليات العسكرية.

كما ناقش كوشنر إمكانية نقل السكان الفلسطينيين من غزة، وخصوصًا من منطقة رفح، إلى مصر، معتبرًا أن ذلك قد يكون ممكنًا "إذا تمت إدارة الأمر دبلوماسيًا بشكل صحيح". وألمح أيضًا إلى إمكانية إعادة توطين بعض الفلسطينيين في صحراء النقب داخل إسرائيل، قائلاً: "إذا كنت في موقع المسؤولية، كنت سأقوم بتمهيد الأرض في النقب وأحاول نقل السكان إليها". وأضاف: "أعلم أن هذا الاقتراح لن يكون خيارًا شعبيًا، لكنه قد يكون الحل الأفضل لاستكمال المهمة".

ترامب يعلن عن خطة أمريكية للسيطرة على غزة

في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أعلن ترامب عن خطة تهدف إلى سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة، معتبراً أن هذه الخطوة ستتيح إزالة المباني المدمرة والتخلص من المتفجرات غير المنفجرة، ومن ثم البدء في إعادة الإعمار وفق نموذج جديد.

وقال ترامب خلال المؤتمر: "سنقوم بتولي المسؤولية في غزة، وسننفذ خطة إعادة تأهيل كاملة. سنزيل جميع القنابل غير المنفجرة، وسنقوم بمحو جميع المباني المدمرة". وأضاف: "نريد أن نجعل غزة مكانًا دوليًا مذهلاً، حيث يمكن للناس من جميع أنحاء العالم العيش والاستمتاع ببيئة جديدة تمامًا". وعندما سئل عن إمكانية استخدام القوة العسكرية لتحقيق ذلك، أجاب: "إذا لزم الأمر، سنفعل".

وطرح ترامب رؤيته بأن إعادة الإعمار على الطريقة الأمريكية ستخلق آلاف الوظائف وستوفر على الفلسطينيين عبء إعادة بناء ما دمرته الحروب السابقة، مؤكدًا أن خطته ستحظى بدعم إقليمي ودولي. كما أشار إلى أنه ناقش مع عدد من القادة إمكانية تهجير السكان الفلسطينيين إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، إلا أن كلا البلدين رفضا هذا الاقتراح.

ردود الفعل الغاضبة على تصريحات ترامب وكوشنر

أثارت تصريحات ترامب وكوشنر موجة واسعة من الانتقادات داخل الولايات المتحدة وخارجها. ووصف السيناتور الديمقراطي كريس فان هولين الخطة بأنها "تطهير عرقي"، معتبرًا أن تهجير سكان غزة قسرًا يعد جريمة إنسانية. فيما كتب السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي على حسابه في منصة "إكس" (تويتر سابقًا): "احتلال أمريكي لغزة سيؤدي إلى مقتل آلاف الجنود الأمريكيين وسيمتد لعقود من الحرب في الشرق الأوسط".

من جانبه، قال نيد برايس، المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية الأمريكية: "لا يوجد زعيم إقليمي واحد يدعم هذه الخطة، وليس هناك أي دولة مستعدة للمشاركة في تنفيذها". كما أكد السيناتور الديمقراطي روبن غاليغو أن "أي تصويت في الكونغرس بشأن احتلال غزة من قبل الولايات المتحدة سيفشل تمامًا، ولن يتم تمريره بأي شكل من الأشكال".

أما الجمهوريون المعارضون لترامب، فقد عبروا عن رفضهم للخطة، حيث قال النائب السابق جاستن أماش، وهو أمريكي من أصول فلسطينية: "إذا قامت الولايات المتحدة بترحيل المسلمين والمسيحيين قسرًا من غزة، فإنها ستكون مذنبة بارتكاب جريمة تطهير عرقي، وهذا أمر لا يمكن لأي أمريكي شريف أن يقبله".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved