ترقب حذر لدى المجتمع العربي الأمريكي في ميشيجان حيال خطة ترامب للسيطرة على غزة

آخر تحديث: الخميس 6 فبراير 2025 - 4:41 ص بتوقيت القاهرة

د ب أ

كان لدى سكان أكبر تجمع للعرب الأمريكيين في الولايات المتحدة الكثير ليقولونه خلال حملة الانتخابات الرئاسية لعام 2024 بشأن الأوضاع السياسية المضطربة في الشرق الأوسط. ولكن بعد الإعلان المفاجئ للرئيس دونالد ترامب يوم الثلاثاء عن رغبته في إخراج الفلسطينيين من غزة وفرض سيطرة أمريكية على المنطقة، بات بعض القادة في ديربورن، ميشيجان أكثر حذرا في ردود أفعالهم.

وقال عماد حماد، المدير التنفيذي لمجلس حقوق الإنسان الأمريكي في ديربورن: "الناس يأخذون نفسا عميقا. لا يزال من المبكر إصدار حكم، لكن بالتأكيد، الأسبوعان أو الثلاثة الماضية تبدو غير معقولة."


وأضاف حماد: "الكثيرون عبروا عن قلقهم، بل إن بعضهم رأى أن التصويت لترامب ربما كان خطأ. وهذا تطور يدفع إلى إعادة النظر في انتخابات 2026."

وحتى الآن، لم يتراجع أحد عن الانتقادات الحادة للحزب الديمقراطي، التي يعتقد البعض أنها كلفت نائبة الرئيس كامالا هاريس خسارة ولاية ميشيجان الحاسمة في نوفمبر، لكن كثيرين يواجهون صعوبة في استيعاب الخطة الجريئة التي أعلنها ترامب الثلاثاء، والتي تهدف إلى تحويل غزة إلى ما وصفه بـ"ريفييرا الشرق الأوسط"، ربما بمشاركة قوات أمريكية.

وتراجع كبير دبلوماسيي ترامب والمتحدثة الرئيسية باسمه يوم الأربعاء عن فكرة التوطين الدائم للفلسطينيين خارج غزة، وذلك بعد أن رفض حلفاء الولايات المتحدة وحتى بعض المشرعين الجمهوريين اقتراحه بأن تتولى أمريكا "ملكية" القطاع.

وقال وزير الخارجية ماركو روبيو والمتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إن ترامب كان يقصد فقط نقل نحو 8ر1 مليون فلسطيني من غزة مؤقتا للسماح بإعادة الإعمار، إلا أن هذا الاقتراح نفسه قوبل بانتقادات واسعة في العالم العربي.

ورغم أنه لم يتم الإعلان عن التخطيط لاحتجاجات جماهيرية في منطقة ديترويت حتى الآن عقب تصريحات ترامب، إلا أن قادة المجتمع، الذين لم يدعموا حملة هاريس لكنهم ولم يؤيدوا ترامب كذلك، كانوا أكثر وضوحا في ردود أفعالهم.

وقالت النائبة الأمريكية رشيدة طليب، التي تمثل ديربورن وتعد الفلسطينية الأمريكية الوحيدة في الكونجرس، إن تصريحات ترامب "مجرد هراء متطرف"، مؤكدة أن "الفلسطينيين لن يذهبوا إلى أي مكان".

أما رئيس بلدية ديربورن، عبد الله حمود، فوصف تصريحات ترامب بأنها "فصل جديد في الإبادة الجماعية المستمرة".

وأصبح ترامب أول مرشح رئاسي جمهوري يفوز بمدينة ديربورن منذ أكثر من عقدين، حيث يشكل العرب الأمريكيون نحو نصف سكان المدينة البالغ عددهم 110 آلاف نسمة. وجاء نجاحه بعد أن أصبح المرشح الرئاسي البارز الوحيد الذي زار ضاحية ديترويت في أول نوفمبر، حيث تعهد في أحد المطاعم المحلية بجلب "السلام إلى الشرق الأوسط".

فاي نمر، مؤسسة غرفة التجارة الأمريكية من أصول شرق أوسطية وشمال أفريقية في ديربورن، كانت من بين أفراد المجتمع الذين رحبوا بترامب خلال زيارته لمطعم "ذا جريت كومونر" في الأول من نوفمبر، لكنها قالت يوم الأربعاء إن بعض تصريحات ترامب الأخيرة حول الشرق الأوسط "مقلقة للغاية، للغاية بالنسبة للمجتمع".

وأضافت نمر: "لقد مضى أسبوعان فقط على توليه المنصب، وخلال هذين الأسبوعين، أدلى ببعض التصريحات المتطرفة للغاية".

وأوضحت أنها تعتقد أن تصريحات ترامب ربما تكون "تكتيكا تفاوضيا"، وحثت الرئيس على الاستمرار في العمل نحو حل الدولتين.

وقالت نمر: "كان واضحا جدا أنه إذا كان هذا ما يريده الفلسطينيون، فسيكون مؤيدا وداعما لتلك الجهود. لذلك، نحن الآن نطلب فقط من الرئيس ترامب وإدارته أن يظلوا ملتزمين بهذه المبادئ".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved