قصص الحيوان بالقرآن (6).. الذئب البريء من دم يوسف بن يعقوب عليهما السلام

آخر تحديث: الخميس 6 مارس 2025 - 10:41 ص بتوقيت القاهرة

أدهم السيد

فضل الله -تعالى- مخلوقاته من الحيوانات على بعض فمنها من أقسم الله -تعالى- بها وبعضها عرضها ضمن القصص القرآني، وأخرى ضُربَت للمثل في الآيات الكريمة، واحتوت قصص تلك الحيوانات على الحكمة والعبرة لمن يقرأ في كتاب الله الكريم؛ ليجد من أراد أن يتدبر عبرًا تنفعه في حياته.

وتسرد جريدة "الشروق"، خلال السطور التالية، واقعة إلقاء الأسباط ليوسف -عليه السلام- في البئر واتهام الذئب بقتله، وفق شرح الآيات من سورة يوسف بكتاب تفسير البغوي.

وورد ذكر قصة يوسف -عليه السلام- واتهام إخوته للذئب في قول الله تعالى: {فَلَمَّا ذَهَبُوا۟ بِهِۦ وَأَجۡمَعُوۤا۟ أَن یَجۡعَلُوهُ فِی غَیَـٰبَتِ ٱلۡجُبِّۚ وَأَوۡحَیۡنَاۤ إِلَیۡهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمۡرِهِمۡ هَـٰذَا وَهُمۡ لَا یَشۡعُرُونَ (١٥) وَجَاۤءُوۤ أَبَاهُمۡ عِشَاۤءࣰ یَبۡكُونَ (١٦) قَالُوا۟ یَـٰۤأَبَانَاۤ إِنَّا ذَهَبۡنَا نَسۡتَبِقُ وَتَرَكۡنَا یُوسُفَ عِندَ مَتَـٰعِنَا فَأَكَلَهُ ٱلذِّئۡبُۖ وَمَاۤ أَنتَ بِمُؤۡمِنࣲ لَّنَا وَلَوۡ كُنَّا صَـٰدِقِینَ (١٧) وَجَاۤءُو عَلَىٰ قَمِیصِهِۦ بِدَمࣲ كَذِبࣲۚ قَالَ بَلۡ سَوَّلَتۡ لَكُمۡ أَنفُسُكُمۡ أَمۡرࣰاۖ فَصَبۡرࣱ جَمِیلࣱۖ وَٱللَّهُ ٱلۡمُسۡتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ (١٨) }.. [سُورَةُ يُوسُفَ: ١٥-١٨]

وحدث أن إخوة نبي الله يوسف -عليه السلام- انزعجوا لشدة حب أبيهم نبي الله يعقوب -عليه السلام- لابنه يوسف وانشغاله به عنهم، وقد يكون سبب ذلك الحب ما توقعه يعقوب -عليه السلام- من نبوة يوسف -عليه السلام- ودفع ذلك الإخوة لتدبير فعل يتخلصون به من يوسف -عليه السلام- لتتنوع الاقتراحات بين القتل أو النفي، ولكن أحد الإخوة وهو "لوبير" فضل أن يلقوا به في بئر خاص بقوافل التجارة حتى يعثر عليه أحد التجار فيأخذه، وقيل إن لوبير اقترح ذلك عندما وجد إصرار الإخوة على التخلص من نبي الله يوسف -عليه السلام- وكان ينوي أن يخرجه من البئر بعد أن يرحل الإخوة.

وذهب إخوة يوسف؛ ليقنعوا أبيهم يعقوب -عليه السلام- بأن يترك يوسف -عليه السلام- لهم، زاعمين أنهم يحافظون عليه ولكن يعقوب -عليه السلام- كان متشككا في نواياهم لما يعرفه من حسدهم ليوسف -عليه السلام- ، كما أنه كان رأى رؤيا لذئب يشد على يوسف -عليه السلام- فخاف أن تتحقق، ولكن مع إلحاح الأبناء رضي يعقوب -عليه السلام- بإرسال يوسف -عليه السلام- معهم.

وحدث أن الإخوة وضعوا يوسف -عليه السلام- في دلو بعد أن خلعوا قميصه؛ ليلقوا بنبي الله في البئر تاركين الدلو معلق ليخرجه أي مسافر يشرب من البئر، وجلب الإخوة عنزة فذبحوها ولطخوا قميص يوسف بدمها، وصادوا ذئبا -وفقا لإحدى الروايات- ليعرضوه على نبي الله يعقوب على أنه قاتل يوسف -عليه السلام-.

وجاء الإخوة لأبيهم نبي الله يعقوب -عليه السلام- وقت العشاء؛ ليستتروا بظلام الليل كي لا يكشف أبوهم تصنعهم، ومثلوا أنهم يبكون وزعموا لأبيهم أن الذئب قد أكل يوسف أثناء انشغالهم برماية الأسهم بعيدا عنه، فلما رأى يعقوب -عليه السلام- القميص وهو سليم دون أن يتمزق بفعل الذئب شك في الأمر.

ويقال في رواية، إن يعقوب -عليه السلام- سأل الذئب الذي أحضره إخوة يوسف -عليه السلام -فنطق وأجاب بأنه كان يزور قرابةً له فصادوه إخوة يوسف -عليه السلام- وأنه لم يرى يوسف -عليه السلام- من قبل أبدا.

اقرأ أيضا
قصص الحيوان بالقرآن (5).. الحوت سجن نبي الله يونس

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved