تكريم مصمم الديكور سمير زيدان في ختام ندوات الدورة الـ18 للمهرجان القومي للمسرح
آخر تحديث: الأربعاء 6 أغسطس 2025 - 2:16 ص بتوقيت القاهرة
كرّم المهرجان القومي للمسرح المصري، في ختام ندوات دورته الثامنة عشرة، الفنان ومهندس الديكور سمير زيدان، تقديرًا لعطائه الفني الكبير وتأثيره الممتد في الساحة المسرحية، جاء ذلك خلال ندوة شهدت حضورًا نوعيًا لعدد من رموز المسرح والفن، وأدارتها مصممة الديكور والملابس نهاد السيد، الحاصلة على جائزة الدولة التشجيعية في السينوغرافيا المسرحية، بمشاركة كلٍّ من الفنان محمد رياض، رئيس المهرجان، والفنان عادل عبده، مدير المهرجان، والدكتور طارق عمار، إلى جانب المحتفى به.
وفي أجواء اتسمت بالدفء والاعتراف بالفضل، استعرض الفنان سمير زيدان مسيرته الغنية، متحدثًا عن جذوره الفنية التي تشكّلت في مدينة طنطا، وتحديدًا في حضرة مولد السيد البدوي، حيث تفتّحت حواسه على فنون الفرجة الشعبية، من الأراجوز والغوازي إلى "الشيكا بيكا" و"المنادي"، وهي عناصر أثّرت في وجدانه البصري وشكّلت نواته الفنية الأولى.
وأشار زيدان إلى أنه بدأ مشواره كفنان تشكيلي، حيث أقام معرضًا بعنوان "معرض الشارع"، نال اهتمامًا كبيرًا، قبل أن يلتقي بالفنان السيد فجل، الذي استعان بإحدى لوحاته في عرض مسرحي، فكان ذلك اللقاء بوابة دخوله إلى عالم المسرح.
وتوقّف زيدان عند أبرز محطاته في تصميم الديكور المسرحي، بدءًا من عمله مع السيد فجل، مرورًا بتجربته مع المخرج الكبير عبد الرحمن الشافعي، وصولًا إلى تعاونه مع الدكتور سعد أردش في عرض باب الفتوح، الذي نال فيه فريق جامعة طنطا المركز الأول على مستوى الجمهورية.
كما قدّم رؤى مبتكرة في ديكورات عروض مثل حلم ليلة صيف، التي صمّمها بحيث تتحرك على عجلات، مما أضفى عليها حيوية درامية لافتة.
من جانبه، تحدّث الدكتور طارق عمار عن العلاقة التي جمعته بزيدان منذ عام 1986، حين كان طالبًا وتعلّم منه أساسيات الرسم والبحث في بناء الشخصية المسرحية، مؤكدًا أن تأثير زيدان امتد عبر أجيال، وكان مصدر إلهام للعديد من المصممين، لا سيما في استخدامه الكتل التكعيبية، والأسلوب اليدوي الماهر في تنفيذ الديكورات.
وأضاف عمار: "سمير زيدان لم يكن مجرد مهندس ديكور، بل سينوغراف حقيقي، ينفّذ رؤى المخرج بعين فنية وبصيرة مسرحية، دون أن يكرّر نفسه، بل يخلق لكل عرض هوية بصرية مستقلة."
أما الفنان محمد رياض، فقد عبّر عن اعتزازه الكبير بالتواجد مع زيدان، قائلًا: "هو فنان مخلص لرؤيته، اختار العمل في الثقافة الجماهيرية رغم محدودية العائد، مؤمن برسالة الفن. يُعد من القامات التي نعتز بها، ويُمثل مصدر إلهام حقيقي للأجيال الجديدة."
وأضاف: "سمير زيدان نموذج للفنان الحقيقي، الذي يرى في المسرح رسالة تتجاوز الإضاءة والديكور إلى التأثير والتنوير، ونحن فخورون بأن نحتفي به اليوم في المهرجان القومي للمسرح."
ويأتي هذا التكريم ليسلط الضوء على سيرة فنية استثنائية، حفرت أثرًا عميقًا في مسرح الأقاليم، وأسهمت في تخريج أجيال جديدة من المبدعين، مؤكدة أن الإبداع الصادق يخلد، حتى لو خرج من الهامش، لأنه ببساطة.. يمس الجوهر.