بين القوة والرمزية.. جدل أمريكي بعد إحياء ترامب لاسم وزارة الحرب
آخر تحديث: السبت 6 سبتمبر 2025 - 3:56 م بتوقيت القاهرة
رنا عادل
في قرار أثار موجة واسعة من الجدل، وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرا تنفيذيا يقضي باستخدام اسم "وزارة الحرب" إلى جانب "وزارة الدفاع"، في إحياء لتسمية تاريخية تعود إلى القرن الـ18. وبينما اعتبر البيت الأبيض الخطوة رسالة قوة ونصر، وصفها منتقدون بأنها مناورة سياسية باهظة الكلفة، بحسب عدة تقارير إعلامية.
-إحياء اسم قديم
تأسست وزارة الحرب عام 1789 في عهد جورج واشنطن بعد الاستقلال عن بريطانيا، وظلت تحمل هذا الاسم حتى عام 1949 حين غيرها الرئيس هاري ترومان إلى وزارة الدفاع. أراد ترومان حينها أن يمنح وزير الدفاع سلطة مركزية على أفرع الجيش، خصوصا البحرية التي كانت مستقلة إلى حد كبير كما عكس الاسم الجديد وفق المؤرخين روح العصر النووي التي ركزت على منع الحروب لا شنها.
لكن ترامب يرى أن التسمية الحالية صائبة سياسيا أكثر من اللازم، حيث يرى أنه يريد أن تكون الولايات المتحدة هجومية أيضا لا أن تكتفي بالدفاع.
-السلام من خلال القوة
من مقر البيت الأبيض أعلن ترامب أن الاسم الجديد يبعث برسالة نصر إلى العالم، أما وزير الدفاع بيت هيجسيث، فأكد في تغريدة أن "وزارة الحرب ستكون مستعدة في كل يوم وبكل وسيلة لضمان أن يعيش مواطنونا في سلام. السلام من خلال القوة"، كما صرح من خلال قناة فوكس نيوز في وقت سابق، بأن الإدارة الأمريكية تهدف إلى استعادة روح القتال.
-تكلفة بمليار دولار
من الناحية القانونية لا يستطيع ترامب تغيير الاسم رسميا دون موافقة الكونجرس، لكن الأمر التنفيذي يتيح استخدامه في الخطاب الرسمي والوثائق الداخلية، ولم يعلن البيت الأبيض بعد عن التكلفة المتوقعة، غير أن وسائل إعلام أمريكية قدرت أنها قد تتجاوز مليار دولار تشمل تحديث الشعارات والمراسلات والبنية الإدارية.
- خطوة رمزية أم استعراض قوة؟
وفقا لتقرير نشرته فرانس 24، يرى باحثون أن القرار رمزي وشكلي لكنه لا يخلو من رسائل عسكرية واضحة فإن ترامب كان قد وعد منذ بداية ولايته بإعادة صياغة الاستراتيجية الأمنية الأمريكية من جذورها، لكنه اصطدم بما يعرف بالدولة العميقة فجاءت إعادة التسمية لتعويض هذا العجز، ولتسجل كإرث تاريخي يربط اسمه بتغيير مؤسسة عريقة.
ويشير آخرون إلى أن التوقيت لم يكن عفويا، بل جاء بعد أيام من الاستعراض العسكري الصيني في بكين بحضور الرئيسين الروسي والصيني وزعيم كوريا الشمالية. ويرى محللون، أن واشنطن أرادت أن تظهر أنها ما زالت قادرة على فرض هيبتها، رغم الانتقادات الداخلية التي تتحدث عن فشل الولايات المتحدة في استعراضات القوة.
- حسابات داخلية وخارجية
ووصف الديمقراطيون القرار بأنه محاولة لاستمالة أنصار حركة "ماجا"، بينما رحب به الجمهوريون بشكل واسع، غير أن بعض المراقبين حذروا من أن إعادة التسمية قد تنفر حلفاء واشنطن الذين قد يرون فيها تخليا عن دورها الدفاعي التقليدي، والسير نحو صورة أكثر عدائية.