إعلام فرنسي: منافسة أفريقية على قمة اليونسكو.. ومعركة مصرية - كونغولية تحدد مستقبل المنظمة
آخر تحديث: الإثنين 6 أكتوبر 2025 - 12:31 م بتوقيت القاهرة
هايدي صبري
- لوموند: العناني الأوفر.. إذاعة إر.إف.إي: العناني يطرح رؤية تقوم على جعل اليونسكو "بيتاً لجميع الشعوب" مع التركيز على التعليم والعلوم والتعاون
سلطت وسائل الإعلام الفرنسية الضوء على انتخابات منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، معتبرة أنها تعيش لحظة فارقة في تاريخها، إذ تتجه أنظار العالم اليوم إلى باريس حيث يصوت المجلس التنفيذي، مساء اليوم الاثنين، السادسة مساءً بتوقيت فرنسا، لاختيار المدير العام الجديد الذي سيخلف الفرنسية أودري أزولاي بعد ثماني سنوات من قيادة تخللتها إصلاحات ونجاحات وأيضاً انتقادات حادة.
• لوموند: معركة حاسمة بين مرشحين أفريقيين على قيادة اليونسكو
وقالت صحيفة لوموند الفرنسية تحت عنوان "في اليونسكو، معركة شاقة بين مرشحين أفريقيين على منصب المدير العام"، إن المجلس التنفيذي للمنظمة الأممية سيختار في السادس من أكتوبر مديرها الجديد في جلسة مغلقة بمقرها في باريس، خلفاً للمديرة الحالية أودري أزولاي.
وأوضحت الصحيفة، أن المنافسة هذه المرة محصورة بين مرشحين أفريقيين بارزين المصري خالد العناني، البالغ من العمر 54 عاماً، والذي شغل منصب وزير السياحة والآثار بين عامي 2016 و2022 ويعد المرشح الأوفر حظاً، والكونغولي فيرمين إدوار ماتوكو، البالغ من العمر 69 عاماً، الذي كان يشغل منصب نائب المدير العام المسئول عن أولوية أفريقيا والعلاقات الخارجية حتى مارس الماضي.
ووفقاً للصحيفة الفرنسية فإن صراع المرشحين هذه المرة يوصف بأنه اختبار لمستقبل التعددية الثقافية في منظمة تواجه أزمات مالية وانقسامات سياسية تهدد وجودها ذاته.
وأضافت الصحيفة أن انخفاض عدد المرشحين إلى اثنين فقط مقارنة بثمانية في انتخابات 2017 يعكس الأزمة العميقة التي تمر بها المنظمة، التي تضررت من التراجع في الإيمان بالتعددية ومن انسحابات بعض الدول الأعضاء.
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة أعلنت في يوليو نيتها الانسحاب مجدداً عام 2026، وهي المرة الثالثة منذ تأسيس اليونسكو، احتجاجاً على ما تعتبره "انحيازاً ضد إسرائيل" و"رؤية عالمية تتعارض مع مبدأ أمريكا أولاً".
وأكدت لوموند، أن القرار الأمريكي يحرم المنظمة من نحو 75 مليون دولار، أي ما يعادل 8% من ميزانيتها السنوية، وهو ما يفاقم الضغوط المالية التي تواجهها، خاصة بعد انسحاب نيكاراغوا في مايو احتجاجاً على منح جائزة حرية الصحافة لصحيفة "لا برينسا" المنفية.
• صحيفة لوفيجارو: سباق دبلوماسي بين العناني وماتوكو على مقعد أزولاي
وقالت صحيفة لوفيجارو تحت عنوان "في اليونسكو، معركة بين مرشحين للفوز بمنصب المدير العام" إن السؤال المطروح الآن هو: من سيخلف أودري أزولاي في قيادة المنظمة؟
وأوضحت أن المرشحين، المصري خالد العناني والكونغولي فيرمين ماتوكو، خاضا منذ أبريل الماضي مقابلات مكثفة أمام المجلس التنفيذي، وأن التصويت سيجري في السادس من أكتوبر بين 58 دولة عضو لتحديد الفائز، قبل أن يُعرض الاسم رسمياً على المؤتمر العام في نوفمبر المقبل في سمرقند بأوزبكستان.
وأضافت الصحيفة أن العناني، الذي تلقى تعليمه في فرنسا ويتحدث الفرنسية بطلاقة، كان أول من أعلن ترشحه وظل لفترة المرشح الوحيد، مما أتاح له القيام بجولات دولية واسعة خلال عامين شملت لقاءات مع مسئولين من أكثر من ستين دولة.
وأشارت لوفيجارو إلى أن العناني استطاع بفضل نشاطه الدبلوماسي المكثف أن يكسب ثقة العديد من الوفود، فيما يعوّل ماتوكو على خبرته الطويلة داخل المنظمة وعلاقاته المتينة مع الدول الأفريقية.
كما أفادت الصحيفة في تقرير آخر بأن اليونسكو أطلقت متحفاً افتراضياً يضم نحو 250 قطعة فنية منهوبة أو مسروقة بالتعاون مع الإنتربول، في مبادرة تهدف إلى التوعية بمخاطر الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية.
وقالت أودري أزولاي في الافتتاح: "بهذا المتحف الفريد نشارك العالم مسئولية حماية الذاكرة الإنسانية ومواجهة تجارة تمزق الروابط بين الأجيال".
• إذاعة آر إف إي: ثماني سنوات من إدارة أزولاي تسبق مواجهة مصرية كونغولية حاسمة
وأشارت إذاعة فرانس إنترناسيونال (RFI) في تقرير بعنوان "خلافة في اليونسكو: مواجهة مصرية كونغولية لخلافة أودري أزولاي"، إلى أن المجلس التنفيذي يصوّت اليوم لاختيار خليفة أزولاي بعد ثماني سنوات من قيادتها التي شهدت إصلاحات كبيرة داخل المنظمة.
وقالت الإذاعة إن أزولاي نجحت في مضاعفة ميزانية اليونسكو من 450 إلى 900 مليون دولار سنوياً، وعززت حضورها الدولي عبر مشاريع رمزية مثل إعادة إعمار الموصل في العراق، كما أولت اهتماماً خاصاً للتراث الأفريقي بإدراج 19 موقعاً جديداً و37 عنصراً من التراث غير المادي ضمن قوائم المنظمة.
وأضافت الإذاعة أن حصيلة أزولاي تبقى مثار جدل، فبينما ترى بعض الوفود أن المنظمة أصبحت أقوى، يعتبر باحثون أنها فقدت قدرتها على خوض القضايا الحساسة وأصبحت رهينة لمصالح الدول الأعضاء.
وذكرت الباحثة لين مسكل، أن "اليونسكو تحولت إلى جهاز بيروقراطي يتجنب الملفات الصعبة مثل القضية الفلسطينية أو الوضع في غزة".
وأوضحت "إر.إف.إي". أن المرشحين الحاليين يسعيان إلى إعادة الحيوية للمنظمة كل على طريقته؛ فالعناني يطرح رؤية تقوم على جعل اليونسكو "بيتاً لجميع الشعوب" مع التركيز على التعليم والعلوم والتعاون، ويحظى بدعم من الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية وعدة قوى كبرى بينها فرنسا وألمانيا.
أما فيرمين ماتوكو فيقدم نفسه كمرشح الخبرة والاستمرارية، مؤكداً أنه يسعى إلى "الإصلاح دون زعزعة التوازن" مع إعطاء أولوية للتنمية البشرية وتمكين الشباب والنساء.
ونقلت الإذاعة عن عمر كيتا، السفير المالي السابق لدى المنظمة، قوله إن "اليونسكو بحاجة إلى إعادة ابتكار ذاتها بالعودة إلى جوهرها: التعليم والثقافة والعلم والسلام"، مضيفاً أن "المدير الجديد يجب أن يعيد إليها مكانتها كمنارة للفكر والحوار والكرامة الإنسانية".
• صحيفة سود أويست: تصويت حاسم في باريس يحدد ملامح قيادة جديدة لليونسكو
أما صحيفة سود أويست الفرنسية فقالت في تقرير بعنوان "انتخابات اليونسكو: من سيخلف أودري أزولاي، الكونغولي فيرمين ماتوكو أم المصري خالد العناني؟" إن المجلس التنفيذي يجتمع اليوم في باريس لإجراء تصويت مصيري يحدد هوية المدير العام المقبل الذي سيقود المنظمة في مرحلة تتسم بالتحديات المالية والتوترات الجيوسياسية.
وأضافت الصحيفة أن المنافسة اقتصرت على العناني وماتوكو بعد انسحاب المرشحة المكسيكية جابرييلا راموس، مشيرة إلى أن التصويت الحالي يُعد بمثابة "انتخاب مبكر"، إذ نادراً ما يتم رفض توصية المجلس التنفيذي في المؤتمر العام اللاحق.
وأوضحت أن العناني، البالغ من العمر 54 عاماً، يُعتبر المرشح المفضل بفضل خلفيته الأكاديمية كعالم مصريات وخبرته الوزارية ودعمه الدولي الواسع، في حين يمتلك ماتوكو، البالغ 69 عاماً، أكثر من 35 عاماً من الخبرة داخل المنظمة ويُعرف بصفته "وزير خارجيتها" بحكم موقعه السابق كنائب للمدير العام للعلاقات الخارجية.
وأكدت سود أويست أن التصويت يجري في ظل انسحاب الولايات المتحدة المتوقع عام 2026، مما يعني خسارة المنظمة نحو 8 في المئة من ميزانيتها السنوية، في وقت تحتاج فيه إلى قيادة قوية تعيد الثقة إلى آلياتها المتعددة الأطراف.