العواصف والأمطار تفاقم معاناة النازحين في الخيام بقطاع غزة
آخر تحديث: الجمعة 7 فبراير 2025 - 5:15 م بتوقيت القاهرة
وكالات
- أهالي القطاع يرفضون مخططات التهجير.. ويؤكدون صمودهم على أرضهم رغم المعاناة
قضى آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة ليلة قاسية جراء العواصف الشديدة التي اقتلعت خيامهم المهترئة وأبقتهم في العراء يحاولون لملمة ما تبقى من تلك الخيام لإعادة ترميمها مع بزوغ الصباح.
ولليوم الثالث، تتأثر فلسطين، بما في ذلك قطاع غزة، بمنخفض جوي مصحوب بعواصف شديدة وأمطار غزيرة، بحسب الأرصاد الجوية.
وهذه الخيام هي مكان الإيواء الوحيد الذي تبقى لآلاف الفلسطينيين بعدما دمر الاحتلال الإسرائيلي على مدار أكثر من 15 شهرا من الإبادة الجماعية منازلهم ولم يجدوا ملاذا بديلا عنها، وفقا لوكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا".
ووصف سكان القطاع هذه الليلة بـ"الأقسى والأصعب" جراء شدة العواصف التي رافقت المنخفض الجوي، قائلين: "العقل لا يمكن تخيل الصعوبات التي واجهناها".
ورغم غرق بعض الخيام وتمزق وتطاير بعضها، إلا أن الذين فقدوا منازلهم وآخر فرصة للإيواء يجددون رفضهم للدعوات الأمريكية بالاستيلاء على قطاع غزة وتهجيرهم منه.
وقال بعضهم لوكالة الأناضول للأنباء إن "الفلسطينيين كالأسماك وغزة بحرهم فإن خرجوا منها يموتون، لذا فإنهم صامدون على أرضهم رغم التشرد والمعاناة".
وفاقم المنخفض الجوي من معاناة النازحين الفلسطينيين في الخيام ومراكز الإيواء حيث يعيشون ظروفا إنسانية متردية جراء نقص الموارد الأساسية والمستلزمات اليومية.
وعلى شاطئ البحر جنوب قطاع غزة، يلملم أبو جمال خليفة بقايا خيمته التي مزقتها العواصف الشديدة خلال ساعات الليل، وتسببت بتطاير أجزاء كبيرة منها.
وكان خليفة (54 عاما) مر خلال أشهر الإبادة بنحو 10 رحلات نزوح آخرها كانت قبل نحو 6 أشهر لشاطئ البحر في ظل ظروف إنسانية قاسية جدا.
وقال خليفة: "خلال ساعات الليل، لم تتحمل الخيمة ضغط الهواء، فتمزقت وطارت"، ليبقى وأفراد 3 عائلات كانت تؤويهم هذه الخيمة في العراء في مواجهة البرد القارس والأمطار.
وأوضح أن الرياح تسببت بتطاير نصف المستلزمات التي كانت داخل الخيمة من فراش وأغطية.
وتابع أنه على مدار سنوات حياته لم يعش ليلة قاسية كهذه جراء المنخفض الجوي، مشيرا إلى أن العواصف كان تحمل معها رمال البحر الناعمة وتنثره بكثافة على أطفاله ما كان يزيد من صعوبة الظروف.
ونوه بأن تطاير الخيمة يفاقم من معاناتهم خاصة وأنها كانت تؤوي ابنته المريضة في الكلى ونجله الذي يعاني من آلام في عموده الفقري، فضلا عن ابنته الأرملة التي استشهد زوجها خلال الإبادة.
ورغم المعاناة الشديدة التي ترهق كاهل خليفة، إلا أنه يصر على تمسكه بأرضه التي تقع ضمن المنطقة التي لم يسمح لهم بالعودة لها بعد، ويرفض مخططات التهجير منها.
وقال خليفة: "كيفما يعيش السمك في المياه وحينما يخرج يموت، ونحن كذلك أهل غزة لا نعيش خارجها".