إدارة ترامب تثير مخاوف الاستخبارات الأمريكية من حملة تطهير كارثية
آخر تحديث: الجمعة 7 مارس 2025 - 5:51 م بتوقيت القاهرة
وكالات
تشهد أروقة وكالات الاستخبارات الأميركية مخاوف متزايدة من حملة تطهير واسعة، قد تؤثر بشكل كارثي على قدراتها في جمع المعلومات، بسبب نهج إدارة الرئيس دونالد ترامب بتقليص عدد الموظفين، وفق صحيفة "واشنطن بوست".
وأفادت الصحيفة الأمريكية، في تقرير نشرته الجمعة، بأنه من المتوقع أن تبدأ وزارة الدفاع (البنتاجون)، هذا الأسبوع، في تسريح ما يصل إلى 5400 موظف تحت الاختبار، في إطار جهودها لتقليص عدد الموظفين، كما بدأت وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي ايه" في فصل بعض الموظفين من نفس الفئة أيضاً، وفقاً لما ذكرته المتحدثة باسم الوكالة.
ونقلت الصحيفة عن ضابط سابق، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، قوله إنه تم تسريح حوالي 80 موظفاً، بحسب موقع الشرق الاخباري.
إرباك موظفي الاستخبارات الأمريكية
وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن تقليص عدد الموظفين، والتعليمات المتضاربة بشكل متكرر للموظفين عبر الشبكة الواسعة من وكالات الاستخبارات الأمريكية- من عملاء "سي آي ايه" إلى محللي الشفرات في وكالة الأمن القومي (NSA)- تسبَّب في إرباك عشرات الآلاف من موظفي الاستخبارات الذين يُعرفون عادةً بالهدوء، وتجنب الانخراط في السياسة الحزبية، والتركيز على المهام الحاسمة التي يجب إنجازها.
وقال بعض المسؤولين السابقين، الذين تحدثوا إلى الصحيفة، إنهم لم يروا مثل هذه الاضطرابات منذ عقود، إن لم يكن على الإطلاق.
وبالنظر إلى السرية التي تُحيط بعملهم، فإن تأثير جهود إدارة ترامب لإعادة تشكيل مجتمع الاستخبارات الأمريكي كان أقل وضوحاً مما هو عليه في أماكن أخرى في الحكومة الفيدرالية، لكنه أيضاً كان أقل حدة من ذلك الذي شهدته الوكالات والإدارات الأخرى التي شهدت عمليات فصل واسعة النطاق، أو تفكيكاً فعلياً كما هو الحال في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، حتى الآن على الأقل.
ووفقاً لما ذكره مسؤولون حاليون وسابقون للصحيفة، فإن التقليص المحتمل لعدد الموظفين، خاصةً بين الضباط الشباب، وتأثيره على التوظيف قد يجعل من الصعب على الولايات المتحدة جمع المعلومات الاستخبارية حول التهديدات من الصين، وروسيا، وإيران، والجماعات الإرهابية في المستقبل.
"نطلق النار على أنفسنا"
وقال مسؤول استخباراتي كبير سابق: "نحن نطلق النار على أنفسنا في الرأس، وليس في القدم.. نحن نراهن على مستقبلنا".
ويحاول موظفو الاستخبارات فهم سياسات قادتهم الجدد، بما في ذلك مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي جابارد، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، جون راتكليف، وكلاهما من الحلفاء السياسيين المقربين لترامب وقد تعهَّدا بتنفيذ أجندته السياسية، فيما أعرب الأخير مراراً عن عدم ثقته في وكالات الاستخبارات الأميركية.
وقالت "واشنطن بوست" إن إلغاء برامج التنوع والشمول يعد أمراً مؤلماً بشكل خاص لبعض مسؤولي الاستخبارات، الذين يرون أن التنوع في القوى العاملة له فوائد عملية.
وعلى مدى سنوات، ظل قادة وكالات الاستخبارات الأمريكية يتحدثون عن نقص في عدد المحللين الذين يتمتعون بالمهارات اللغوية، والخلفيات الثقافية اللازمة لفهم المجتمعات الأجنبية، ويشيرون إلى الحاجة إلى توظيف عملاء سريين يتمتعون بالسمات الجسدية التي تساعدهم على العمل، دون أن يُكتشفوا في مناطق مثل إفريقيا أو آسيا أو الشرق الأوسط.