عبور طائرة نتنياهو فوق دول أوروبية دون اعتقاله يثير الجدل

آخر تحديث: الإثنين 7 أبريل 2025 - 5:09 م بتوقيت القاهرة

استنكر حقوقيون وناشطون عبور طائرة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فوق دول أوروبية، مثل فرنسا وكرواتيا وإيطاليا، دون تنفيذ مذكرة الاعتقال الصادرة من المحكمة الجنائية الدولية بحقّه بتهم ارتكاب جرائم حرب، وسط اتهامات بتواطؤ هذه الدول مع ممارسات الاحتلال ضد الفلسطينيين في غزة.

وكانت وكالة "سند"، التابعة لشبكة الجزيرة، قد رصدت إقلاع الطائرة الإسرائيلية الحكومية التي تقل نتنياهو، من العاصمة المجرية "بودابست" أمس الأحد نحو العاصمة الأمريكية واشنطن، بحسب بيانات ملاحية من موقع "فلايت رادار" المتخصص في تتبع حركة الطائرات.

وعَبَرت الطائرة، من طراز "بوينج 767" تحمل رقم التسجيل (4X-ISR)، المجال الجوي لكرواتيا وإيطاليا وفرنسا، وجميعها دول موقعة على "معاهدة روما"، وملزمة بموجب القانون الدولي بتنفيذ قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف جالانت، الذي صدَر في نوفمبر2024.

وتُعد تلك الدول الثلاث طرفا في المحكمة الجنائية الدولية، وموقعة على نظام روما الأساسي، وإذا لم تمتثل لقرار المحكمة، يمكن لها أن "تحيل المسألة إلى جمعية الدول الأطراف أو إلى مجلس الأمن إذا كان مجلس الأمن قد أحال المسألة إلى المحكمة"، بموجب المادة 87 من نظام روما.

يُذكر أن الطائرة الإسرائيلية التي تُقلّ نتنياهو كانت قد مرت بالمجر في الثاني من أبريل، في تحدٍ لقرار المحكمة الجنائية، مما دفع الحكومة المجرية لاحقا إلى إعلان انسحابها من اتفاقية روما، ورفضها تسليم نتنياهو.

وقال المدير التنفيذي لمنظمة العفو الدولية في أيرلندا ستيفن بوين": إنه "لأمر مفجع أن نرى القادة الأوروبيين غافلين بدلا من تأمين اعتقاله، وبقدر ما تستطيع الدول رفض تصريح التحليق لنتنياهو، فيجب عليها أن تفعل ذلك. لا يمكننا السماح بأن تكون سماء أوروبا ملاذا آمنا للهاربين من العدالة الدولية"، بحسب موقع الجزيرة نت الاخباري.


ودوّنت الكاتبة إل سي كريس تقول إن "نتنياهو سافر مباشرة من المجر إلى الولايات المتحدة لمقابلة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهذا مجرم حرب مطلوب دوليا، يسافر بحرية عبر معظم أنحاء العالم الغربي. يا له من عارٍ مُطلق".


وغرّد أحدهم: "لا يوجد شيء اسمه القانون الدولي، فهو مجرد خيال لم يتم وضعه لينطبق على الدول الغربية وعملائها".

واستذكر متابعون اضطرار طائرة رئيس بوليفيا للهبوط في النمسا عام 2013، بعد أن رفضت فرنسا والبرتغال فتح مجاليهما الجويين للطائرة، للاشتباه في أنها تحمل على متنها مسرب المعلومات الاستخباراتية الأمريكي إدوارد سنودن.


وغرد أحدهم: "يبدو وقتا مناسبا للتذكير عندما أُجبرت طائرة إيفو موراليس على الهبوط في النمسا في عام 2013، لمجرد الاشتباه في إيوائها إدوارد سنودن".

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن طائرة نتنياهو اتخذت مسارا زاد من طول الرحلة بنحو 400 كيلومتر في رحلتها من المجر لأمريكا، لتجنب التحليق فوق الدول الأوروبية الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية التي قد تنفذ أمر المحكمة باعتقاله، مثل أيرلندا وآيسلندا وهولندا.

وبهذا الشأن، قال الكاتب والصحفي علي أبو نعمة: "نتنياهو لن يجرؤ على زيارة دول لا يستطيع ولا يُسمح له بالتحليق فوقها، رغم تواطؤ حكوماتها في مجازره الجماعية المستمرة، وتؤكد صحيفة هآرتس أنه تجنب التحليق فوق دول يخشى أن يُعتقل فيها، وهذا يعني أنه حصل على ضمانات من شريكيه في الإبادة الجماعية، إيمانويل ماكرون وجورجيا ميلوني، بأنه آمن ومرحب به في فرنسا وإيطاليا".

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved