محمود محيي الدين: قرارات ترامب الأخيرة قد تكون بمثابة المسمار الأخير في نعش النظام الاقتصادي الدولي

آخر تحديث: الإثنين 7 أبريل 2025 - 5:58 م بتوقيت القاهرة

العالم في حالة حرب تجارية رسميا.. والوضع الحالي فرصة متميزة للدول الوسطى الصاعدة

قال الدكتور محمود محيي الدين، المبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل التنمية، إن القرارات الأخيرة التي اتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد تكون بمثابة المسمار الأخير في نعش النظام الاقتصادي الدولي كما نعرفه، مشيرًا إلى أن النظام الجديد لا يزال في مرحلة التكوين، ولا يعرف أحد ملامحه حتى الآن.

وأضاف محمود محيي الدين خلال لقائه مع "قناة العربية بيزنس" أن النظام الاقتصادي العالمي كان يقوم على قواعد واضحة للتجارة الدولية، سواء في ظل منظمة التجارة العالمية أو قبل تأسيسها، ولكن كل هذه القواعد تم العبث بها، ولا أعتقد أنها مسألة دور اقتصادي سياسي ستنتهي بخروج ترامب من الحكم أو بعد الانتخابات النصفية، لأن العالم من الصعب أن يعود إلى ما كان عليه بسهولة.

وقرر ترامب الأربعاء الماضي، فرض رسوم على كل من مصر والسعودية والإمارات والمغرب بنسبة 10% والأردن بنسبة 20%، كما قرر فرض رسوم بنسبة 41% على سوريا وبنسبة 31% على ليبيا، وعلى العراق بنسبة 39%.

كما قرر فرض رسوم بنسبة 34% على الصين، و20% على الاتحاد الأوروبي، وبنسبة 24% على الواردات من اليابان، وفرض رسوماً بنسبة 10% على الواردات من كل من بريطانيا وسنغافورة والبرازيل، كما تواجه كندا والمكسيك، أكبر شريكين تجاريين للولايات المتحدة، بالفعل رسوماً جمركية بنسبة 25% على العديد من السلع.

وأوضح محيي الدين أن ترامب جاء على نظام اقتصادي عالمي هش مع قوة شديدة من التناحر، وهناك أكثر من 3400 قيد على حركة التجارة الدولية حتى قبل تولي الرئيس ترامب وقراراته الأخيرة، وهناك قدر كبير جدًا من الانحراف عن قواعد التعاون والتعامل الدولي في مجالات التجارة وفي مجالات الاستثمار وأيضًا في المنظمات المالية الدولية والاقتصادية الدولية التي أصبحت الآن محل مراجعة.

ويرى محيي الدين أن النتائج تفوق النوايا، إذ لا أحد يعلم ما إذا كانت هذه القرارات جاءت بدوافع تجارية بحتة، أو اقتصادية، أم هي مجرد تطبيق لنوايا ترامب وفقًا لما هو موجود في كتابه "فن التفاوض"، مضيفًا أنه خلال الأيام الماضية وبعد قرارات الرسوم الجمركية، حث بعض المقربين من الرئيس الأمريكي قادة العالم على التفاوض معه لتقليل نسب الرسوم، إلا أن الثقة التي تهشّمت في النظام العالمي تجعل من الصعب العودة إلى ما قبل هذه الإجراءات.

وأكد محيي الدين أن العالم رسميًا في حالة حرب تجارية، ويسعى ترامب وفريقه إلى الحفاظ على هيمنة الدولار كعملة عالمية، ولكن في الوقت نفسه يعملون على خفض قيمته لتحفيز التجارة والتصنيع، وهو ما يعكس تناقضًا قد يهدد مكانة الدولار مستقبلاً.

ورأى أن الوضع الحالي يمثل فرصة متميزة للدول الوسطى الصاعدة، القادرة على توظيف مرونتها في تنويع الاقتصاد، وتسريع وتيرة التحول الرقمي، وتعزيز التعاون الإقليمي بشكل أفضل مما هو عليه الآن، وضرب مثالًا بمجموعة دول الآسيان التي بدأت بالفعل خطوات عملية في هذا الاتجاه.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved