حجر البحبيح.. مصدر المياه الجوفية قديما وأدوات الفن التشكيلي حديثا في الوادي الجديد
آخر تحديث: الأربعاء 7 مايو 2025 - 11:25 ص بتوقيت القاهرة
عمرو بحر:
تشكلت الثقافة الشعبية قديما في واحات محافظة الوادي الجديد من خلال البيئة الصحراوية واستغل الأهالي جميع العوامل لتلبية الاحتياجات وصقل الخبرات المختلفة المتوارثة.
ويقول محمود عبدربه، الباحث في تراث وتاريخ الوادي الجديد، إنه من خلال البحث في التراث الشعبي القديم اعتمد أهالي المحافظة على الحجر الرملي أو حجر "البحبيح" كما يطلق عليه بين الأهالي كمصدر رزق وإلهام لهم، فكان الحجر الرملي بمثابة الدليل للوصول إلى المياه في جوف الأرض.
وتابع عبد ربه في حديثه لـ"الشروق"، أن سكان الواحات يعرفون من قديم الأزل أن خزان المياه الجوفية بالصحراء الغربية يتفجر من قلب هذا الحجر الرملي عبر طبقات الخزان الجوفي النوبي، مؤكدا أن الفرحة والبهجة كانت تعلوا الوجوه عندما يصل مستوى حفر البئر الجوفي إلى حجر البحبيح، حيث يبدأ معه ظهور منسوب المياه مع أول طبقات الخزان الجوفي.
وأوضح أن هذا الحجر اكتسب أهمية كبيرة في الثقافة الشعبية لسكان الواحات لأنة يمثل مصدر خير وكان ولا زال يحتوي البحبيح على ألوان متعددة، فإذا كانت مادة الحجر نحاسي أو نارية مثلا فيكون باللون أحمر، وإذا كانت مادته فيها حديد يكون باللون أسود، وهناك اللون الأبيض والزيتي والبني وغيرها من الألوان التي عكف علماء الجيولوجيا على تحليلها والتوصل إلى المركبات المختلفة بها.
من جانبه، أوضح محمود دانيال، فنان تشكيلي بقصر ثقافة الوادي الجديد، أن فنان الواحات صنع من الحجر الرملي أو البحبيح أشكالا ورموزا تمثل بيئة الصحراء التي تدعوا إلى التأمل، من خلال استخدام الحجر في فنون النحت بتشكيلات فنية مختلفة، أو من خلال تفتيت الحجر الرملي بألوانه الطبيعية المختلفة والاستخدام في رسم اللوحات الفنية بالرمال، مؤكدا أن فن الرسم بالرمال تفرد به فنان الواحات دون غيره واستخدم الرمال الطبيعية في رسم الصور البيئية الطبيعية.
وقال دانيال، إن مدينة الخارجة تضم عددا من النحاتين والفنانين التشكيليين اللذين صنعوا مجسمات تعبر عن مظاهر الحياة القديمة في الواحة وأغلبها من الحجر الرملي المنتشر في الجبال والصحاري بالواحة، بالإضافة لتنفيذ مجسمات وتماثيل تعبر عن شخصية ابن الواحة، فمثلا تمثال مصنوع من الحجر الرملي ويمثل سيدة واحاتية تمسك بيديها ثعبانا تعبيرا عن قوة شخصية المرأة الواحاتية وشجاعتها وأنها شريكة للرجل في مواجهة مصاعب الحياة بالصحراء.
وأضاف أن من بين المجسمات أطفال وشيوخ بزي واحاتي قديم، ومجسمات للمسجد والبيوت القديمة، مشيرا إلى المشاركة في أغلب المعارض المحلية والدولية.
وذكر أنه يتمنى إضافة أقسام بالمدارس الفنية لتعليم فنون الرسم والنحت من خلال الحجر الرملي المعروف بمسمى البحبيح.