يوأنا.. فتاة من الإسكندرية تتحدى المألوف وتقتحم مهنة صيانة الأسانسيرات
آخر تحديث: الأحد 7 سبتمبر 2025 - 11:45 ص بتوقيت القاهرة
محمد صابر
لم تتوقف طموحات "يوأنا سامح" عند حدود المألوف، إذ وجدت نفسها أمام تحدٍ مختلف تمامًا، حين قررت أن تكمل مسيرة والدها، المهندس المتخصص في صيانة الأسانسيرات منذ أكثر من 25 عامًا.
وكانت الظروف سببًا كبيرًا في اختيارها اقتحام مهنة فنية طالما ارتبطت بالرجال وتتطلب قوة بدنية، لتصبح بذلك نموذجًا للشباب في كسر الصورة النمطية والسعي وراء فرص جديدة في سوق العمل.
وتقول يوأنا سامح، فنية صيانة الأسانسيرات، لـ"الشروق"، "إن هذه المهنة وراثة عن والدي وجدّي، فقد نشأت في جو يشجع على التعامل مع الصيانة والأسانسيرات منذ الصغر، وأنا أعمل فيها منذ 3 سنوات، مكتسبة خبرة ميدانية واسعة تمكنني من التعامل مع مختلف الأعطال والتحديات اليومية".
وأضافت يوأنا، "أول يوم عمل لي كان مليئًا بالارتباك، لم أكن أعرف أي شيء عن الأدوات أو أسماء المفاتيح، وكان والدي يطلب مني مفتاح 13 فأقدم له جميع المفاتيح ليختار بنفسه".
وتقول يوأنا، "في السنة ونصف الأولى، كان كل ما أقوم به هو التعلم ومساعدة والدي، خاصة بعد سفر أخي إلى القاهرة من أجل مباشرة عمله، شعرت بمسئولية كبيرة تجاه والدي، خصوصًا بعد تدهور صحته ومرضه، وبدأت العمل بمفردي لأتمكن من مساعدته والمساهمة في مصروف البيت".
وأكدت يوأنا، أنه رغم المخاطر والصعاب، فقد عملت في أعمال الصيانة والتركيب والتجديدات، وحتى بعد وفاة والدها لم تتوقف عن العمل، مضيفا "صحيح مررت بفترة اكتئاب لمدة 4 أشهر، لكنني عدت وأكملت العمل مع أخي وابن خالتي، وعمري ما قلت كفاية".
وأوضحت يوأنا، "العمل في صيانة الأسانسيرات لا يلتزم بمواعيد محددة، فقد تستغرق عملية الصيانة من 3 إلى 5 ساعات، وأحيانًا تمتد لأيام، وأصعب الأوقات هي عندما تنقطع الكهرباء، فقد تعمل بعض الأمور بالعكس، فالأسانسير بدل أن يصعد قد ينزل، ومن أصعب المواقف التي تعرضت لها، تعرضي لصعق كهربائي بجهد 380 فولت لمدة نحو 30 ثانية، ولولا أن ابن خالتي فصل الكهرباء في اللحظة المناسبة، لكانت النتيجة وخيمة".
وأشارت يوأنا إلى أن أكثر الداعمين لها كانوا والدها ووالدتها، حتى أصبحت تُلقب بـ"البشمهندسة" في صيانة وتركيب الأسانسيرات، وبعد 3 سنوات من العمل في المهنة، أجابت بثقة عن سؤال حول ما إذا كانت ستختار نفس الطريق من جديد: "المهنة علمتني القوة وتحمل المسئولية، وأثبتت أن الإنسان قادرة على العمل في أي مجال دون تمييز".
وأضافت يوأنا، "أشعر بالفخر لأنني كسرت صورة نمطية تقليدية مرتبطة بالرجال، وقدمت نموذجًا للشباب والفتيات على حد سواء، بأن الإرادة والمعرفة والخبرة يمكن أن تجعل أي شخص ناجحًا في مجاله، بغض النظر عن الجنس أو الظروف".