صائد الدبابات محمد المصري.. بطولة خالدة تتجدد في معرض دمنهور للكتاب
آخر تحديث: الثلاثاء 7 أكتوبر 2025 - 3:43 م بتوقيت القاهرة
مي فهمي
شهد معرض دمنهور الثامن للكتاب، الذي تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب بمكتبة مصر العامة بدمنهور، ندوة مميزة ومؤثرة بعنوان: "صائد الدبابات محمد المصري"، استحضرت سيرة أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة، بحضور كل من اللواء رؤوف جنيدي، واللواء محمد الصول، والكاتبة هويدا عطا الله، مؤلفة كتاب "المصري صائد الدبابات.. قصة بطل في حب الوطن"، وأدار اللقاء الكاتب عماد عامر.
سيرة بطل خالدة
سلطت الندوة الضوء على سيرة البطل محمد إبراهيم عبد المنعم المصري، الشهير بلقب "صائد الدبابات"؛ لما حققه من بطولات نادرة على جبهة القتال خلال حرب أكتوبر، حيث كان يُصيب دبابات العدو بدقة مذهلة، حتى قال عنه قائده: "مسطرة يا مصري"، في إشارة إلى انضباطه وإتقانه الفريد في إصابة الهدف.
وأوضحت الكاتبة هويدا عطا الله، أن كتابها يوثق سيرة وطنية وإنسانية متكاملة للبطل، منذ نشأته وحتى لحظات المجد، من خلال شهادات حية لأسرته، وزملائه، وقادته، إلى جانب تقارير صحفية عالمية رصدت بطولاته.
وأضافت أن هدفها من تأليف الكتاب هو أن يكون مصدر إلهام للأجيال الجديدة، ودليلًا عمليًا على أن حب الوطن لا يُترجم إلا بالفعل والتضحية.
وقالت إن تجربتها في جمع مادة الكتاب كانت بمثابة "البحث في سلة من الأحجار الكريمة"، مليئة بالذكريات الثمينة والتفاصيل المضيئة، مؤكدة أنها خاضت مغامرة إنسانية وعسكرية بكل شغف وسعادة، نظراً لقربها الشخصي من البطل.
جيل النصر لا ينحني
وفي كلمته، أكد اللواء رؤوف جنيدي، أن حرب أكتوبر كانت ملحمة بطولية جسدت أسمى معاني التضحية والفداء، مشددًا على أن وهج النصر لم ينطفئ رغم مرور السنين.
وروى جنيدي، موقفًا مؤثرًا من ذكرياته بالكلية الحربية، حين أعطى ضابط برتبة مقدم أحد الطلبة أجرة السفر بعد أن فقد ماله، وقال له جملة لا تُنسى: "ما تبصش في الأرض تاني".
وعلّق جنيدي على هذه الواقعة قائلاً: "هذا الجيل الذي حمل النبل والشموخ، كان لا بد أن ينتصر.. جيلٌ رفع رأسه، وزرع فينا عزّة لا تخضع، وشموخًا لا ينحني، وعزة نفس لا تركع إلا لله".
الجيش بين الأمس واليوم
من جانبه، تحدث اللواء محمد الصول، عن مقارنة شاملة بين القدرات العسكرية المصرية عام 1973 والوضع الحالي في عام 2025، مؤكدًا أن الجيش المصري اليوم أصبح من أقوى جيوش المنطقة، يتمتع بقدرات تكنولوجية متقدمة، وتدريب احترافي، واستعداد دائم لمواجهة أي تحديات.
وأشار الصول إلى أن الروح القتالية والإيمان العميق بالوطن هما العنصران الحاسمان في تحقيق النصر، وهما السلاح الحقيقي الذي لا يُقاس بالأرقام أو العتاد.
صائد الدبابات.. رمز يتجدد
وفي ختام الندوة، شدد الصول، على أن بطولات أكتوبر ستظل حية في الوجدان الوطني، وأن أسماء مثل "محمد المصري" ستبقى منارات مضيئة في ذاكرة الوطن، تذكّر الأجيال القادمة أن المجد لا يُمنح، بل يُنتزع بالتضحية، والعرق، والدم.