من شرم الشيخ إلى بيليم.. البرازيل تستكمل مسيرة الجهود الدولية في مواجهة تغير المناخ

آخر تحديث: الجمعة 7 نوفمبر 2025 - 12:20 ص بتوقيت القاهرة

نسمة يوسف

نظم برنامج شئون لاتينية بمركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية، بالتعاون مع سفارة البرازيل في القاهرة، ندوة بعنوان "البرازيل وقمة المناخ COP30: استكمال المسيرة".

جاءت الندوة بحضور لفيف من الخبراء والمتخصصين وقد تحدث فيها اللواء أ.ح حمدي لبيب، رئيس مؤسسة الحوار للدراسات والبحوث الإنسانية، وباولينو فرانكو سفير البرازيل بالقاهرة، وأدار الندوة محمد الديهي نائب مدير مركز الحوار ومدير تحرير مجلة شئون لاتينية.

سلط اللواء أ.ح حمدي لبيب، رئيس المؤسسة، الضوء خلال كلمته على مسبب التغير المناخي، مشيرًا إلى أن مصر قد استضافت سابقًا (COP27) في مدينة شرم الشيخ ليسلط الضوء على المخاطر الناجمة عن التغيرات المناخية، مؤكدًا أن استضافة البرازيل لـ(COP30) يعكس حجم الاهتمام اللاتيني بصورة عامة، ودولة البرازيل بصورة خاصة، بقضايا التغير المناخي، الذى له تداعيات خطيرة على البشرية عامة، مما يؤكد حرص البرازيل على استكمال مسيرة الجهود الدولية في مواجهة التغيرات المناخية في ظل مخاطر عديدة تواجه المجتمع الدولي والدول النامية.

ومن جانبه، أوضح باولينو فرانكو، سفير البرازيل بالقاهرة، أن اختيار البرازيل لاستضافة مؤتمر الأطراف (COP30) في مدينة "بيليم" في قلب الأمازون، جاء تأكديًا على فكرة محورية واحدة وهي "أنه إذا أردنا مواجهة تغيّر المناخ، فعلينا تحسين حياة السكان المحليين وخلق فرص اقتصادية لهم".

كما أكد أهمية تحقيق التنمية المستدامة بأسلوب مستدام في ظل السعي نحو إنجاح أهداف المناخ، بما في ذلك حماية النظم البيئية الحيوية، مشيرًا إلى أن الحماية لا تعني منع الإنسان من استخدام الطبيعة، بل على العكس؛ هي تعني ضمان أن تظل الطبيعة قادرة على دعم حياة البشرية بكرامة، مع إمكانية تحقيق الازدهار.

وقد تطرق سفير البرازيل لدى مصر إلى رؤية البرازيل حول قمة القادة لمؤتمر الأطراف الثلاثين (COP30)، والتي تعد استكمالًا لجهود مصر في قمة المناخ (COP27) بمدينة شرم الشيخ، والذي وضع معيارا عاليًا للطموح والتنفيذ.

وأشار إلى أن الرئاسة البرازيلية لمؤتمر الأطراف (COP30) تستهدف مواجهة تحديات ثلاث تعيق تقدم العمل المناخي، وهي؛ الفجوة بين الالتزامات والتنفيذ؛ وبين الطموح ومتطلبات العلم؛ وبين الاحتياجات والتمويل المتاح، لافتا إلى أن قمة التغير المناخي سعت لمواجهة تلك التحديات من خلال عدة مبادرات.

وسلط الضوء على ثلاث مبادرات أطلقتها البرازيل خلال (COP30)، حيث ركزت المبادرة الأولى حول "إعلان بيليم" بشأن الجوع والفقر والعمل المناخي المتمحورة حول الإنسان، وقد ارتكزت تلك المبادرة على ثلاث مرتكزات أساسية وهي؛ الحماية الاجتماعية؛ ودعم صغار المزارعين؛ وانتقال عادل للسكان في النظم البيئية الرئيسية.

وتابع: في حين جاءت المبادرة الثانية بعنوان "بيليم ×4"، وهي عبارة عن إعلان بيليم من أجل الوقود المستدام، بينما هدفت المبادرة الثالثة إلى إنشاء صندوق استثماري لمناطق الغابات بهدف جعلها أصولًا اقتصادية ذات قيمة طويلة الأمد، إذ يهدف الصندوق إلى جمع 125 مليار دولار أمريكي، لمكافأة الدول على أدائها في حماية الغابات. وعُرفت هذه المبادرة باسم "صندوق الغابات الاستوائية إلى الأبد"، أو Tropical Forests Forever Fund (TFFF).

واختتم كلمته بالتأكيد على أن البرازيل خفضت معدل إزالة الغابات في الأمازون بنحو 50% تقريبا منذ عام 2022، وتعمل حاليًا على توسيع إنتاج الطاقة المتجددة، بما في ذلك طاقة الرياح البحرية والهيدروجين الأخضر.

وبدوره، أكد محمد الديهي، نائب مدير مركز الحوار ومدير تحرير مجلة شؤون لاتينية، أهمية العمل المناخي والدور الذي تلعبه البرازيل في مواجهة التغيرات المناخية، موضحًا أن دول أمريكا اللاتينية قد اتخذت خطوات سباقة في مواجهة التغيرات المناخية والاعتماد على التقنيات الحديثة، لتقلل من التلوث البيئي، كما أن لديها تحول سريع نحو وقود أكثر استدامة وصديق للبيئة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved