قمة بروكسل.. الاتحاد الأوروبي يؤيد تعزيز الإنفاق الدفاعي و«الثبات» في دعم أوكرانيا
آخر تحديث: السبت 8 مارس 2025 - 10:57 ص بتوقيت القاهرة
وكالات
أيد قادة أوروبيون خلال القمة، التي عقدوها في بروكسل هذا الأسبوع، خططاً لتعزيز الإنفاق الدفاعي والاستمرار في "الوقوف بثبات" إلى جانب أوكرانيا، في وقت يسعى فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى التوصل لاتفاقية سلام تنهي حربها مع روسيا، بينما تخرج الولايات المتحدة مستفيدة من صفقة المعادن الأوكرانية الثمينة.
وفي ظل أجواء أوروبية تؤكد على تفضيل الاستمرار في الاعتماد على "الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو" من أجل "ضمان "أمن" القارة، وفق ما عبّر عنه رئيس الوزراء الهولندي ديك شوف، في تصريحات خاصة لـ"الشرق"، عقدت القمة الأوروبية وسط تساؤلات بشأن مدى إمكانية اعتماد القارة على واشنطن في الدفاع عنها، في ظل الأجواء التي يشيعها الرئيس ترامب، وتنم عن تراجع انخراط بلاده في الانغماس في الدفاع مع القارة الأوروبية والناتو، رغم تصاعد المخاوف من أن روسيا قد تشن هجوماً على إحدى الدول الأوروبية، وهو ما أثير خلال نقاشات في أروقة الاتحاد الأوروبي.
لكن رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، الذي ترأس الاجتماع، أكد، خلال مؤتمر صحافي حضرته "الشرق"، أن الاتحاد الأوروبي أثبت في هذه القمة أنه "قادر على مواجهة التحديات، إذ نعمل على بناء منظومة دفاعية أوروبية قوية ونقف إلى جانب أوكرانيا بكل ثبات"، بحسب موقع "الشرق" الإخباري.
وأشاد قادة الاتحاد الأوروبي بمقترحات المفوضية الأوروبية، الهادفة إلى منح الدول الأعضاء مزيداً من المرونة المالية في الإنفاق الدفاعي إلى جانب خطة لاقتراض مشترك بما يصل إلى 150 مليار يورو "160 مليار دولار" لدعم الحكومات الأوروبية في تعزيز قدراتها العسكرية.
وفي بيان مشترك، اتفقت الدول الأعضاء السبع والعشرون على دعوة وزرائها لدراسة هذه المقترحات بشكل عاجل، وبحث سبل تنفيذها في أقرب وقت ممكن.
-اعتماد أوروبا على أميركا
وقال رئيس الوزراء الهولندي ديك شوف، في حديث خاص لـ"الشرق"، إن "بناء مفهوم أوروبي موحد دون مشاركة الولايات المتحدة يعد أمراً بالغ الصعوبة، نظراً لأن إنشاء دفاع أوروبي مستقل يحتاج إلى الكثير من الموارد المالية، والكثير من الوقت".
وأوضح شوف أن العديد من الدول الأوروبية "تفضل الاعتماد على حلف شمال الأطلسي "الناتو" وتعزيز العلاقات عبر الأطلسي، ونريد أن نعتمد على الولايات المتحدة وعلى الناتو من أجل "ضمان" أمن أوروبا".
وعن كيفية إصلاح العلاقات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، قال شوف، إن "الرئيس الأوكراني فولوديمير" زيلينسكي أقدم على خطوة كبيرة من خلال إرساله رسالة إلى الولايات المتحدة، وأعتقد أن الأميركيين تلقوها بشكل جيد، وإذا لم أكن مخطئاً سيشهد الأسبوع المقبل لقاءات بين الجانبين".
وفي هذا السياق، أعلن مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز، أمس الجمعة، أن الولايات المتحدة ستجري "دبلوماسية مكوكية بين روسيا وأوكرانيا، وسنستمر في استخدام الأوراق الرابحة التي لدينا لإحضار الطرفين إلى طاولة السلام".
وأضاف، في كلمة للصحفيين في المكتب البيضاوي بحضور الرئيس ترامب، أن وفداً أميركياً سيتوجه إلى السعودية الأسبوع المقبل من أجل محادثات السلام بين موسكو وكييف، مشيراً إلى أنه سيلتقي مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، بالوفد الأوكراني في السعودية "لإعادة المحادثات إلى مسارها الصحيح، وتثبيت وقف إطلاق النار وإحلال السلام".
وأشار إلى أن ترامب كان "منفتحاً وشفافاً جداً" مع جميع الأطراف، فيما يتعلق بوقف الأعمال العدائية.
وكان الرئيس الأميركي، قد أعلن، أمس الجمعة، أنه "يفكر بجدية" في فرض رسوم جمركية وعقوبات واسعة النطاق على روسيا من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار، وإبرام اتفاق سلام مع أوكرانيا"، وتتحدث تقارير إعلامية غربية أن موسكو مستعدة لمناقشة "هدنة مؤقتة" في كييف شريطة إحراز تقدم باتجاه الوصول لـ"تسوية نهائية سلمية".
-المجر خارج السرب الأوروبي
وباستثناء المجر، وقعت 26 دولة أوروبية على بيان أوكرانيا، الذي يرسم خطوطاً حمراء لمحادثات السلام المستقبلية، ويدعو إلى انضمام كييف إلى الاتحاد، ويتعهد بتقديم مساعدات عسكرية مستقبلية من دون أهداف محددة.
هذا البيان رفضه رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، حليف الرئيس الأميركي، يعمل أيضاً على تعزيز العلاقات مع موسكو.
وجاء في البيان، الذي وقعه 26 زعيماً، أن تحقيق "السلام من خلال القوة، يتطلّب أن تكون أوكرانيا في أقوى موقف ممكن، مع اعتبار القدرات العسكرية والدفاعية القوية لأوكرانيا مكوناً أساسياً".
وأضاف البيان، "يظل الاتحاد الأوروبي ملتزماً، بالتنسيق مع الشركاء والحلفاء ذوي التفكير المماثل، بتقديم الدعم السياسي والمالي والاقتصادي والإنساني والعسكري والدبلوماسي المعزز لأوكرانيا".