مهرجان فينيسيا السينمائي الـ82 ينطلق بفيلم النعمة 27 أغسطس المقبل
آخر تحديث: الثلاثاء 8 يوليه 2025 - 8:55 م بتوقيت القاهرة
تقرير: خالد محمود
فيلم الافتتاح قصة حب على الطريقة الإيطالية.. وتكريم كيم نوفاك وهيرتزوج بجائزة الأسد الذهبى
ينطلق مهرجان فينيسيا السينمائى الدولى الثانى والثمانون يوم 27 أغسطس المقبل ويستمر إلى 6 سبتمبر، بفيلم الافتتاح «النعمة» La Grazia من تأليف وإخراج الإيطالى الحائز على جائزة الأوسكار باولو سورّينتينو، والذى يعود مجددًا للمشاركة وسط حالة ترقب للمخرج الكبير المعروف بأعماله المميزة وحصل على جوائز عالمية عدة، توجت بأوسكار أفضل فيلم أجنبى بفيلمه «الجمال العظيم»، إلى جانب جولدن جلوب، وجائرة بافتا، و3 جوائز أوروبية، ويُنتظر أن يقدم تجربة سينمائية فريدة.
وسيُعرض الفيلم ضمن المسابقة الرسمية بقاعة الصالة الكبرى فى قصر السينما بجزيرة ليدو فينيسيا، ويقوم ببطولته تونى سيرفيلّو وآنّا فيرتزيتّى وماسيمو فينتورييلو، ورغم أن المعلومات الخاصة به غير متاحة حاليًا، لكنه يطرح قصة حب على الطريقة الإيطالية، مفعمة بمشاعر مختلطة وفقًا لظروف عصر. فكما صرّح المخرج فى مقابلة مع مجلة رولينج ستون نقول لأنفسنا دائمًا: «علينا أن نصنع فيلمًا عن الحب.. لكن ربما يكون هذا آخر ما يعرفه الإنسان فى الحياة ويفهمه حقًا، لذلك لا ننجح أبدًا فى إنتاج فيلم حب يبدو عاديًا لأننا لا نزال نبحث عن الفكرة التى تسمح لنا برواية قصة الحب بصدق، لأننا لا نعرف ماهية الحب الحقيقية».
وأعرب المدير الفنى للمهرجان ألبرتو باربيرا، عن سعادته الكبيرة بأن يكون فيلم سورّينتينو الجديد والمرتقب هو العمل الذى سيفتتح هذه الدورة.
وأشار إلى أن المهرجان شهد أول تجربة إخراجية لباولو سورينتينو عام 2001 بفيلمه الأول «رجل واحد» الذى رُشِّح لجائزة «سينما الحاضر» وحاز جائزة ناسترو دارجينتو لأفضل مخرج جديد، ومنذ ذلك الحين فرض اسمه كأحد أبرز المخرجين الإيطاليين فى الساحة الدولية.
وأضاف: «لقد تطوّرت هذه الصلة بين المخرج والمهرجان على مر السنين، وتكرّس مع عرض مسلسل البابا الشاب بجزئيه، ومن ثمّ فيلم لقد كانت يد الله الذى نال الأسد الفضى، الجائزة الكبرى للجنة التحكيم عام 2021».
وأشار باربيرا إلى أن عودة سورّينتينو إلى المسابقة الرسمية للمهرجان تتم هذه السنة بفيلم يتمتع بأصالة كبيرة وانسجام عميق مع واقعنا المعاصر، وسيكون لعشاق السينما شرف اكتشافه فى ليلة الافتتاح.
من المتوقع أيضًا أن يشهد مهرجان فينيسيا عروض مجموعة من الأفلام، منها الفيلم الأمريكى «إله التحطيم» The Smashing Machine درامى رياضى سيرة ذاتية من تأليف وإخراج بينى صافدى، وبطولة داوين جونسون، والذى يجسد دور بطل الوزن الثقيل مرتين فى بطولة UFC المتقاعد مارك كير، وهو فى الثانية والخمسين من عمره، وإميلى بلانت بدور زوجته. وفيلم الإثارة «بعد الصيد» هو فيلم إثارة من إخراج لوكا جوادانيينو وكتابة نورا جاريت. بطولة جوليا روبرتس، وأيو إيديبيرى، وأندرو جارفيلد، ومايكل ستولبارج، وكلوى سيفينى.
والذى يتناول موضوع #MeToo، حيث تجد أستاذة جامعية نفسها عند مفترق طرق شخصى ومهنى عندما يوجه أحد طلابها المتميزين اتهامًا ضد أحد زملائها، ويهددها بسر مظلم من ماضيها.
وفيلم «بوجونيا»، أحدث تعاونًا بين يورجوس لانثيموس وإيما ستون، اللذين حضرا المهرجان آخر مرة فى عام 2023 بفيلم «أشياء فقيرة» الحائز على جائزة الأوسكار، من المرجح أن يتم عرضه فى فينيسيا، كما ذكرت مجلة فارايتى.
فى أحداث الفيلم يختطف شابان مهووسان بنظريات المؤامرة الرئيسية التنفيذية لشركة كبرى، مقتنعين بأنها كائن فضائى عازم على تدمير كوكب الأرض.
سيرأس المخرج ألكسندر باين، الحائز على جائزة الأوسكار مرتين، لجنة التحكيم الرئيسية للمهرجان هذا العام الذى وصفته إدارة فينيسيا إنه مزيج نادر من الشغف السينمائى، عمق المعرفة، والقدرة الإبداعية الأصيلة، واشتهر ألكساندر باين بأعماله التى رسمت ملامح إنسانية دقيقة ومؤثرة، من أبرزها أفلام: «المتبقيون» و«جانبيا» و«نبراسكا» و«ذا ديسندانتس»، حيث تناولت أعماله الهشاشة الإنسانية بأناقة وعمق بعيدين عن التصنع.
وعبّر باين عن سعادته قائلًا: «إنه لشرف عظيم وفرح بالغ أن أشارك كرئيس للجنة تحكيم فى مهرجان فينيسيا، اعترف بشىء من الحرج فى مقارنة الأعمال الفنية، لكننى أنحنى أمام التاريخ العريق لهذا المهرجان، الذى يحتفى بالسينما كفن حى نابض».
من جهته، أكد ألبرتو باربيرا، مدير المهرجان، أن باين يُعد من النادرين الذين تجمعهم علاقة حب معرفى بتاريخ السينما، مع فضول دائم لاستكشاف التجارب الحديثة، مشيرًا إلى أن خبرته كمخرج وكاتب سيناريو تجعله الاختيار الأمثل لقيادة لجنة تحكيم ستضم شخصيات فنية وثقافية مرموقة.
ومن المقرر أن يتم تكريم الممثلة الأمريكية كيم نوفاك خلال مهرجان فينيسيا بمنحها جائزة الأسد الذهبى للإنجاز مدى الحياة كونها ممثلة عميقة ومتعددة المواهب، تنتقل بسلاسة من الكوميديا إلى الدراما، محافظة على اتساقها التام فى التعبير. أعمالها محل تقدير ليس فقط لموهبتها التمثيلية، بل أيضًا لقدرتها على تصوير مفارقات وتناقضات العصر من خلال منظورها الشخصى العميق.
وقالت كيم نوفاك: «أشعر بتأثر عميق لحصولى على جائزة الأسد الذهبى المرموقة من مهرجان سينمائى كهذا.. إن تكريم أعمالى فى هذه المرحلة من حياتى هو بمثابة حلم تحقق، سأعتز بكل لحظة أقضيها فى فينيسيا، فهى ستملأ قلبى فرحًا».
علق المدير الفنى للمهرجان ألبرتو باربيرا: «كيم نوفاك واحدة من أكثرالأيقونات المحبوبة فى حقبة كاملة من أفلام هوليوود، منذ ظهورها الأول فى منتصف الخمسينيات، حظيت بتقدير بعض المخرجين الأمريكيين الرئيسيين فى تلك الفترة، من بيلى وايلدر (قبلنى يا غبى)، إلى أوتو بريمينجر (الرجل ذو الذراع الذهبية)، وروبرت ألدريتش (أسطورة ليلى كلير)، وجورج سيدنى (قصة إيدى دوشين، وجين إيجلز، وبال جوى)، وريتشارد كوين، الذى قدمت معه أفلامًا كوميدية رومانسية لا تُنسى (مُستضعفة، وكتاب الجرس والشمعة، وغرباء عندما نلتقى والمضيفة سيئة السمعة). لكن صورتها ستظل مرتبطة إلى الأبد بالشخصيتين المزدوجتين اللتين لعبتهما فى فيلم فيرتيجو لهيتشكوك، والذى أصبح دور حياتها.
وفى هذه المناسبة، سيتم عرض الفيلم الوثائقى «فيرتيجو» للمخرج ألكسندر فيليب، كما أعلن القائمون على المهرجان تكريم المخرج والممثل الألماني فيرنر هيرتزوج ، بجائزة الأسد الذهبى للإنجاز مدى الحياة عن مجمل أعماله ومشواره الفنى، وقال هيرتزوج: «أشعر بفخر عميق لحصولى على جائزة الأسد الذهبى للإنجاز مدى الحياة من فينيسيا. لطالما سعيتُ لأكون جنديًا صالحًا فى خدمة السينما، وهذه الجائزة أشبه بميدالية تقدير لعملى، وأضاف: «شكرًا لكم.. مع ذلك، لم أتقاعد بعد. أعمل كعادتى. قبل بضعة أسابيع، انتهيت للتو من فيلم وثائقى عن إفريقيا بعنوان الأفيال الشبحية، وحاليًا، أُصوِّر فيلمى الروائى الطويل التالى بعنوان: «باكينج فاستارد» فى أيرلندا، وأُؤدى صوت مخلوق فى فيلم الرسومات المتحركة المقبل للمخرج، بونج ستُقدم الممثلة وعارضة الأزياء الإيطالية إيمانويلا فانيلى حفلى الافتتاح والختام، وسيتم الإعلان عن البرنامج فى 22 يوليو.