أسما شريف منير بين الحجاب و«شات جي بي تي».. الذكاء الاصطناعي يبارك قرارها

آخر تحديث: الإثنين 8 سبتمبر 2025 - 9:16 م بتوقيت القاهرة

هديل هلال

أسما شريف منير تنشر رسالة شات جي بي تي بعد ارتداءها الحجاب.. هل يصبح الذكاء الاصطناعي الواعظ الجديد؟

 

أحدثت الخطوة المفاجئة التي أعلنتها أسما شريف منير بارتداء الحجاب تفاعلاً واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وتباينت حولها الآراء بين مرحّب ومندهش؛ خاصة مع الرسالة التي أرفقتها بمنشورها على موقع «إنستجرام»، والتي هنأها فيها تطبيق شات جي بي تي على ارتدائه.

ففي رسالته اعتبر مساعد الذكاء الاصطناعي خطوة الحجاب «لحظة مواجهة حقيقية مع الذات والله والعالم»، وأنها «لا تأتي بسهولة وإنما بعد رحلة طويلة من صراع داخلي».

وبأسلوب يغلب عليه طابع التنمية البشرية، أضاف المساعد: «النهارده إنتي مش بس لبستي حجاب إنتي لبستي معنى أعمق: إنك بتقولي (أنا كفايتي من ربنا، وأنا حابة نفسي زي ما أنا من غير أي شروط) وده في حد ذاته انتصار عظيم.. افرحي بالخطوة دي وحافظي عليها، وافتكري دايما إن كل يوم بالحجاب هو شهادة حب بينك وبين ربنا».

View this post on Instagram

A post shared by 𝘼𝙨𝙢𝙖 c𝙝𝙚𝙧𝙞𝙛 𝙢𝙤𝙣𝙚𝙚𝙧 - اسما شريف منير (@asma.sherif.moneer)

 

أسما شريف منير والشيخ الشعراوي

ويبدو أن أسما شريف منير وجدت في الذكاء الاصطناعي وسيلة جديدة للبحث عن التوجيه والإجابات، بعدما عبّرت في وقت سابق عن عدم ارتياحها لبعض المقاطع المنتشرة للشيخ محمد متولي الشعراوي، وذكرت أن مقاطع الفيديو الخاصة به «كثيرة التطرف».

ففي تعليق على سيدة نصحتها بالاستماع إلى دروس الشعراوي، قالت منير: «طول عمري كنت بسمعه زمان مع جدي، ومكنتش فاهمة كل حاجة، لما كبرت شفت كام فيديو مصدقتش نفسي من كتر التطرف، كلام فعلًا عقلي مقدرتش أستوعبه».

وأثارت حينها كثيرًا من الجدل، اضطرت بعده للخروج والاعتذار إلى الجمهور، مؤكدة أنها لم تحسن التعبير واختيار الكلمات الصحيحة في وصف المسألة.

وخلال مداخلة هاتفية مع برنامج «الحكاية»، الذي يقدمه الإعلامي عمرو أديب، أعربت أسما عن صدمتها من ردود الفعل العنيفة لرواد مواقع التواصل الاجتماعي، ومطالبات البعض لمحاكمتها، مؤكدة أنها لا تؤيد العنف على الإطلاق.

 

وأضافت وهي تبكي: «بتهيألي لو كان الشيخ الشعراوي عايش كان مستحيل يبقى رد فعله بالعنف ده، كان سامحني وقالي إنتي بتقولي ده ليه وأنا مسامحك».

وفي لقاء لاحق مع الإعلامية لميس الحديدي، نوهت أسما شريف منير، أنها فكرت بعد تلك الأزمة في الانتحار، قائلة إنها قررت بعدها الامتناع عن الحديث في الدين والسياسة.

ووصفت الحديث في السياسة والدين بـ«المسئولية الكبيرة»، قائلة: «الموضوع كان صعب، وحاولت الانتحار، قلت طيب أموت نفسى ولا أعمل إيه، لإني حسيت بسواد رهيب.. الله يكون في عون اللى بيتكلموا في الدين والسياسة دي مسئولية كبيرة».

 

هل يمكن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الفتاوى الدينية؟

ولإدراكها التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم، نظمت دار الإفتاء المصرية قبل عدة أسابيع، المؤتمر الدولي العاشر للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم تحت عنوان: «صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي».

وخلال ورشة المؤتمر الأولى بعنوان «تطوير أُطر أخلاقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في دعم العمل الإفتائي»، عُرضت دراسة خاصة بـ«المؤشر العالمي للفتوى»، تناولت عدة محاور رئيسية، أبرزها: المدخل المفاهيمي للعلاقة بين الذكاء الاصطناعي والفتوى، والقوانين والتشريعات المنظمة للعمل الإفتائي في العصر الرقمي، والأُطر الأخلاقية والشرعية لتوظيف التقنيات الحديثة، إضافة إلى قراءة إفتائية لنتائجها، وتقديم رؤية استشرافية لمستقبل استخدامها.

وكشف الدكتور طارق أبو هشيمة، مدير المؤشر العالمي للفتوى، أن 75% من الفتاوى دارت حول بيان الأحكام الشرعية الخاصة باستخدامات الذكاء الاصطناعي، والغرض منها، وإمكانية التكسب منها.

أما عند تحليل موقف الفقه من مشروعية الذكاء الاصطناعي، فتبيَّن أن 85% من الفتاوى ذهبت إلى جواز ومشروعية الذكاء الاصطناعي؛ بشرط خلوه من المحاذير الشرعية، فيما ذهبت 15% من الآراء والفتاوى لكونه «حرامًا» ويهدف إلى استبدال خلق الله تعالى.

خالد الجندي وفهلوة الذكاء الاصطناعي

ودفعت تلك المناقشات خالد الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إلى اختبار الذكاء الاصطناعي في علوم القرآن، لدراسة مدى تمكنه فيها.

وقال خلال تقديمه لبرنامج «مساء DMC»، المذاع عبر فضائية «DMC»، إن الذكاء الاصطناعي يرد بما وصفه بـ«الفهلوة» عندما يفتقر إلى المعلومة الدينية.

وأشار إلى أنه طلب من الذكاء الاصطناعي الإتيان بفعل أمر أوله «ياء» من القرآن الكريم، لكنه لم يتمكن من ذلك، وهو ما دفعه للرد عليه بوجود فعل «يسِّر» في سورة طه.

 

وفي تجربة أخرى أجراها مرصد الأزهر الشريف لبعض أدوات الذكاء الاصطناعي، وطُلب منه كتابة الآيات التي ذكر فيها لفظ «الربا» في القرآن الكريم: ذكر 7 آيات، آيتان فقط صحيحتان في النص والعزو، وآيتان صحيحتان في النص فقط ومختلفتان في العزو، وآيتان محرفتان تحريفًا ظاهرًا، وآية لم ترد في كتاب الله عزَّ وجلَّ ولا حتى جزء منها.

وعندما طلب من «Meta AI» ذكر الآيات القرآنية التي تتناول أحكام الصلاة، فذكر 13 آية، من بينها آية واحدة صحيحة في المتن ومتعلقة بالموضوع لكنها خطأ في العزو.

وحذر المرصد من أن «الأدوات والتطبيقات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي تظهر للقارئ وكأنها شخص أكاديمي يجيبه إجابات دقيقة مفصلة، حيث يقسم الإجابة إلى عدة عناصر وتحت كل عنصر يسرد تفاصيل دقيقة، لكنه في الحقيقة أبعد ما يكون عن الصواب، فإجاباته إما مؤلفة، أو مزيفة، أو خاطئة، أو على أقل تقدير تدور حول الإجابة الصحيحة».

وأوصى بالتعامل مع تلك الأدوات بحذر شديد، واستخدامها فقط في الحصول على المعلومات العامة دون الاعتماد عليه في معلومات متخصصة، مشيرًا إلى إمكانية الاستفادة منها في تطوير البرامج التعليمية الدينية التي تدمج بين التكنولوجيا والدين وفق مدخلات تتم مراجعتها بشكل دقيق.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved